الأحد، ٢٤ شباط ٢٠٠٨

حـــزب الله و المشـــروع الإيـراني


إنشاء حزب الله و دوره في خدمة المشروع الإيراني

سندرس لماذا اهّتمت إيران بإنشاء حزب الله اللبناني في ضوء ارتباطه بالولي الفقيه وما هي الأهداف الأساسية والرئيسية من وراء دعمه وما هو الدور الذي يؤديه الحزب في خدمه إيران و مشروعها.

لقد جاءت ولادة الحزب في ظروف حروب خارجية و داخلية عنيفة شهدها لبنان، و قد كان لإيران الدور الأبرز في ولادة الحزب إثر انتهاء دور حركة أمل الشيعية التي كانت مصالحها في الفترة الأخيرة من تلك المرحلة مرتبطة بالخطة الإسرائيلية بتصفية الوجود الفلسطيني في لبنان .

فعلى سبيل المثال ، نقلت وكالة رويتر في تقرير لها من النبطية في1-7-1982أن القوات الصهيونية التي احتلت البلدة سمحت لمنظمة (أمل) بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها، وبحمل جميع ما لديها من أسلحة . وصرح أحد قادة مليشيا منظمة (أمل) ويدعى ( حسن مصطفى (أن هذه الأسلحة ستستخدم في الدفاع عنا ضد الفلسطينيين)

و نقلت وكالة الأنباء في ٦ يونيو ١٩٨٥ م عن رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية (أهود براك ) قوله: "إنه على ثقة تامة من أن "أمل" ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإِسرائيلية .

بالإضافة إلى ذلك ، فقد كان الخط السياسي لحركة أمل تابعا لسوريا مما لا يترك مجالا لإيران لإملاء السياسات المناسبة عليها،

أعقب ذلك تورط حركة أمل في مجازر كبيرة في حق الفلسطينيين في لبنان . و لم تعد حركة أمل بشّقها السياسي أو العسكري بقادرة على ترويج الخط الإيراني، فكان لا بد من إنشاء حزب آخر ينقل إيران إلى المنطقة ويربطها بالقضية الفلسطينية ويسمح لها بموطئ قدم ويجعلها على صلة مباشرة بالأحداث ،

فكان أن تم إنشاء حزب الله من عناصر كانوا تابعين لحركة أمل أصلا؛ أبرزهم على الإطلاق المسئول عن مكتب حركة أمل في إيران في ذلك الوقت السيد إبراهيم أمين السيد الذي أصبح لاحقا أحد البارزين في "حزب الله "

ففي البيان التأسيسي لحزب الله والذي جاء بعنوان "من نحن ؟ وما هي هويتنا؟"
في ٦ شباط ١٩٨٥ ، عرف الحزب عن نفسه فقال : "...إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دو لة الإسلام المركزية في العالم ... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمّثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط و تتجسد حاضرا بالإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظّله مفجر ثورة المسلمين و باعث نهضتهم المجيدة..".
وقد عبر إبراهيم الأمين (قيادي في الحزب ) عن هذا التوجه عام ١٩٨٧ فقال : "نحن لا ( نقول إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران )

على أية حال عملت إيران على الاهتمام بالحزب اهتماما كبيرا وعلى تنصيع سيرته و الحرص على مثاليتها للإستفادة منها فيما بعد
و تكّفلت إيران بالدعم المالي للحزب الذي كان العامل الأول في اجتذاب المقاتلين إلى صفوفه. وجاء في كتاب "الحروب السرية ": "بلغت الأجرة الشهرية للمقاتل خمسة آلاف ليرة لبنانية، وهي أعلى أجرة تقاضاها مقاتل في لبنان عام ١٩٨٦ ، لدرجة أن مقاتلي "أمل" راحوا بهدف الكسب يهجرون صفوف الحركة للانخراط في حزب الله ".
ولكم أن تتخيلوا تأثير هذه القيمة من الأموال عندما توزع على ( أصحاب أقل دخلا على الإطلاق في لبنان وهم الطبقة الشيعية آنذاك!!
وظهر فيما بعد أن هناك توزيع ًا للأدوار الشيعية في لبنان ، ففيما تقوم "أمل" بتمثيل الشيعة سياسيا والحفاظ على حقوقهم ، يتولى حزب الله الأعمال العسكرية بعيدًا عن السياسة و الشؤون الداخلية .

قامت إيران بالتكّفل بجميع احتياجات الحزب المالية والتي بلغت عام ١٩٩٠ بثلاثة ملايين دولار ونصف المليون حسب بعض التقديرات
وخمسين مليون عام ١٩٩١ ، وُقدِّرت بمائة وعشرين مليونًا في ١٩٩٢ ، ومائة وستين في ع ام ١٩٩٣ ، وتشير بعض المصادر إلى ارتفاع ميزانية "حزب الله " في عهد رافسنجاني إلى ٢٨٠ مليون دولار . هذه الميزانية الكبيرة جعلت الحزب ( يهتم فقط بالدور المنوط به دون الّتدخل في نزاعات داخلية ضيقة)


من الطبيعي أن يكون للدور المناط بالحزب وجه لبناني ، بل من الأصح القول إن ضرورة توّفر وجه لبناني لدور الحزب هو الذي يضمن له استمرارية العمل في البيئة اللبنانية وبالتالي إفادة الأجندة الإيرانية قدر الإمكان ، ذلك أن العمل وفق المصلحة الإيرانية الخالصة دون أن يكون هناك وجه مصلحة لبنانية يؤدي إلى التضييق على الحزب الذي يصبح معزولا من قبل اللبنانيين الناقمين عليه،
ولذلك فإن المتابع لدور الحزب من بدايته وصولا إلى اليوم يرى أن الحزب يغير التكتيكات القصيرة الأجل لديه بشكل سريع و كثيف لدرجة التناقض في كثير من الأحيان ، لضرورة توفير الوجه اللبناني في إطار دوره. و بناء على ما سبق و تقدم، نستطيع أن نقول إن الأهداف من إنشاء حزب الله اللبناني من الوجه الإيراني له شّقان:
- شق داخلي لبناني يتعّلق بطبيعة الحزب و بيئته في لبنان.
- وشق خارجي يتعلق بولاية الفقيه و المشروع الإيراني الإقليمي.
على أن يصب المجهود الكلي في دعم المشروع الإيراني و إستراتيجية الولي الفقيه مهما كانت الظروف ، و هذا أمر واضح في أجندة القادة الإيرانيين منذ البداية.
ويمكن تلخيص هذا الدور الذي يقوم به حزب الله بالنقاط التالية


أولا: يقوم الحزب بتصدير مفاهيم الثورة الإيرانية بكاّفة مضامينها الدينية والاجتماعية إلى البيئة اللبنانية و تلتزم إيران مقابل ذلك بجميع الأعباء المالية والمترتبات التي يتطلبها هذا العمل . وعليه يصبح لبنان نموذجا للدول التي يتواجد فيها أقلية شيعية كبيرة مثل البحرين أو غيرها.
يقول الأمين العام لحزب الله على سبيل المثال : "لقد أنعم الله علينا بولي أمر هو رجل فّذ وشخصية استثنائية، فلو فتَّشنا كل حوزاتنا وبلادنا الإسلامية لما وجدنا فقيهًا من فقهاء الشيعة يجتمع فيه هذا الحشد وهذا المستوى من المواصفات الراقية التي تجتمع في سماحة القائد الخامنئي حفظه الله كقائد وولي أمر ..


ثانيًا: وبالتوازي مع الخطوة الأولى و لكن بحرص أكبر على ضرورة تحقيقها، يقوم الحزب باستخدام ما يسمى "القوة الناعمة " أو "البرستيج" للترويج للحزب على نطاق الوطن العربي بأسره كخطوة أولى، وكون الحزب لبنانيًا و أنه العدو المفترض لآسرائيل فهذا سيسهل كثير ًا مهمة إيران في اختراق الشعوب عن طريق الحزب الذي سيقوم في الخطوة الثانية بتجيير الفضل والولاء و"البريستيج" لإيران وللولي الفقيه ،
فتنتقل القاعدة الجماهيرية التي تؤيده و تتحول إلى تأييد إيران، وهكذا و بطريقة سلسة و سهلة يكون الحزب قد اخترق القاعدة العربية لصالح إيران، متفاديا الحساسيات التي من الممكن أن تنشأ فيما لو توّلت إيران بنفسها القيام بهذه المهمة بشكل مباشر أو انتهجت أسلوب تصدير الثورة بشكل مكشوف كما سبق وفعلت في بدايتها. لذلك نلاحظ بشكل دائم و مستمر حضور "إيران" و"الولي الفقيه " في جميع كلمات وخطابات قادة ومسؤولي الحزب الموجهة إعلاميًا.
نعطي مثالا على هذه الحالة من قول الأمين العام حسن نصرالله نفسه : "أيها الأخوة والأخوات نحن وجميع المسلمين في العالم لدينا ولي أمر، فإذ ا كانت أغلبية المسلمين لا يريدون أن يطيعوه فهذه مشكلتهم، و طبعا الكثير لم يطيعوا النبي ولا الإمام المعصوم، ولكن هذا لا يعني أن الإمام ليس إمامًا والنبي ليس نبيًا، نحن لدينا ولي أمر هو نائب الإمام المهدي (عج)، وأوجب علينا طاعته ونحن خبرنا هذا الولي والقائد، في طهارته وصفائه وورعه وفي الوقت نفسه في شجاعته وقوته وحكمته وتدبيره ووعيه؛ فهو يتحدى أميركا والاتحاد الأوروبي والأساطيل التي تملأ الخليج ... إذ أردنا الآخرة، فآخرتنا مع ولي أمرنا نائب الحجة (عج)؛ وأزيدكم، إذا أردنا عز الدنيا وشرفها وكرامتها فلن ننالها إلاَّ مع ولي الأمر، حتى هذه المقاومة الكبيرة التي نعتني بها والتي هي الشيء الوحيد في هذا العالم العربي الذي نرفع رأسنا به ونعتز به وبوجوده، لولا رجل اسمه روح الله الموسوي الخميني لما كان لها وجود في لبنان، وبعده لولا رجل اسمه علي الحسيني الخامنئي لما استمرت المقاومة"
فطعنهم بداية ، ثم عاد ليقدم لهم المثال عمن يجب أن يتبعوه ، أي ولي الأمر نائب الإمام المهدي القائد الطاهر الشجاع الذي يتحدى الأساطيل و الذي أنشأ الشيء الوحيد الذي يرفع الرأس في العالم العربي !!
هذه فقرة نموذجية لطريقة الترويج للولي الفقيه في الوسط العربي و الإسلامي السني و كيف يتم تجيير الدعاية للحزب لتصب في صالح إيران و الولي الفقيه.
لكن يبدو أن العرب استعصى عليهم فهم الأمر في البداية !! فأراد الأمين العام أن يفهمهم أن التأييد يجب أن يذهب لإيران وللولي الفقيه تحديد ًا، وليس لشخصه ولا لحزبه ، وقد تجلى ذلك بشكل لا يقبل الشك ولا الطعن عندما قام بتقبيل يد الإمام الخامنئي أمام الشاشات العالمية التي كانت تنقل الحدث. ففي الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة (الذي أقيم في طهران في نيسان ٢٠٠١ م) والذي تم افتتاحه بكلمة للولي الفقيه مرشد الثورة الإيرانية علي الخامنئي ، و فور انتهائه منها، تنحى حسن نصراللَّه من مكانه وتوجه نحو القائد الولي الفقيه علي الخامنئي،
ثم قبل يده. !!!!
يقول رئيس تحرير جريدة "جمهوري إسلامي " مسيح مهاجر ي الملّقب حجة الإسلام والمسلمين : بعد يومين، توجهت للقاء سماحة السيد نصراللَّه حيث حاورته،
وسألته عن السبب الذي دفعه في هكذا جلسة رسمية إلى الانحناء أمام قائد الثورة وتقبيل يده. فقال لي : "لقد تعمدت هذا الأمر ... وسبب ذلك أن وسائل الإعلام العالمية اعتبرتني هذه السنة "رجل العام "، وفي البلاد العربية أطلقوا علي عنوان "أكثر قادة العالم العربي نجاحا الأمر الذي لم يسرني . لكن، في هذه الجلسة المهمة التي حضرها جمع من زعماء الحركات الإسلامية والشخصيات السياسية للدول الإسلامية، وحيث كانت ُتبث وقائع الجلسة مباشرة في دول العالم، أقدمت على ذلك لأقول لكل الذين يعرفوني: أنا جندي قائد الثورة"
هذا كلام صريح وواضح ولا يحتاج إلى تأويل أو تفسير، انظروا كيف أن الحركات والتصرفات كلها محسوبة و دقيقة، فمن أين سيخطر على ذهن المشاهد أن هذه الحركة مقصود ة!!

وعليكم بقياس هذه الحالة على جميع خطب ورسائل السيد حسن نصرالله و كلماته الموجهة للإعلام
عدا عن قناة "المنار"، إذ لا شيء عشوائي أو فوضوي ، كله مدروس ودقيق و له اهدافه المبطّنة غير تلك الظاهرة.
لقد
أزعج حسن نصرالله ان يتم وصفه بأكثر قادة العالم العربي نجاحا نعم، فهو لا يعمل لكي يوصف بذلك ، هو يعمل لكي يتم وصف الولي الفقيه وإيران، لذلك يقول لقد تعمدت الأمر !! أي أنه أراد تصحيح فهم هؤلاء العرب الذين لا يزالون يفرقون بينه و بين تبعيته للولي الفقيه.
و لعلّ هذا الترويج الإعلامي لإيران والولي الفقيه لقي قبولا واسعا ونجاحا باهرًا في الوسط العربي و الإسلامي، وخير دليل على ذلك ، أنه إذا ما أراد أحدهم كتابة مقال صغير ينتقد فيه أسلوب إيران و طريقة استغلالها لملفات المنطقة، أو دورها السلبي في العراق وأفغانستان مثلا، تجد الانتقادات تنهال عليه من كل حدب و صوب... كيف تنتقد إيران التي تدعم حزب الله!!
إن حزب الله ككل بجميع أذرعه العسكرية والسياسية والاجتماعية ومؤسساته وكوادره وقياداته عبارة عن مؤسسة إعلامية ودعائية ضخمة وهائلة وقد تكون من أنجح المؤسسات الدعائية في العالم على الإطلاق.
والاستثمار المالي والمادي والمعنوي والديني الإيراني في هذه المؤسسة الدعائية هو خيار صائب لها، بل هو الخيار الناجح في نقل الثورة الإسلامية إلى الخارج وفي اختراقها للقاعدة الشعبية الإقليمية.

إذ تقوم هذه المؤسسة باستخدام الخطاب المموه للوصول إلى الأهداف دون أن يتم إثارة الموضوع بشكل صدامي ، بل بكل هدوء وروية.
الصورة
المرسومة والمغروسة في أذهان الناس عن "حزب الله " لم يكن لها أن تنطبع بهذه الحدة والقوة لولا الجهد الإعلامي والدعائي الضخم وطبيعة الحزب الدعائية من أساسها كم ذكرنا. ولا شك أن الوسائل الإعلامية هذه تعمل في ترويج "كل" الحزب: عقائده، أفكاره، سياسته، أفراده، وفي غالب الأحيان يكون هذا الترويج مصحوبًا بمساحيق وأدوات تجميل، فلا يظهر من الحزب وعقيدته وتوجهه إلا ما هو حسن أو "محسن"، كما سعى الحزب إلى غزو الوسائل الإعلامية العامة غير التابعة له، من محطات فضائية وصحف ومجلا ت ودوريات، ...

الخداع الذي يمارس من قبل حزب الله على نطاق واسع احد أهم أسباب نجاحه هو جهل "الآخر" بالطرق الصحيحة للحكم على الأمور . فعندما تريد أن تحكم ع لى أمر لا بد و أن تقرأ عنه و من الأفضل بطبيعة الحال إن تكون القراءة من المصدر الأساسي نفسه كما هو معروف.
لكننا في الوطن العربي بدلا من أن ندرس مثلا ظاهرة حزب الله من خلال الكتابات الخاصة لقادة الحزب و القيمين عليه ومن خلال النزول على الأرض وتفحص المنشورات والحسينيات والمجتمع الذي يعيش فيه الحزب ، وهل هو مطابق لما يقوله للعامة أم متناقض معه ؟!

نقوم بإهمال كل ذلك و نفعل العكس ، اذ ننتظر خطبة للأمين العام لحزب الله أو نفتح قناة "المنار" وننتظر الخبر ثم نقول ها انظروا إنه حزب غير طائفي و إنه حزب مجاهد و إنه و إنه .... ونقع في الفخ المنصوب.
فالخطاب عندما يبث الى ملايين الناس يكون خطابا مدروسا وهدفه الأساسي أن يقع مثل هؤلاء المغفلين في هذه الحفرة . فعندما تفتح تلفزيون المنار لا تتوقع أن يكون هناك طعن بالآخر لان هذه القناة على سبيل المثال موجهة للآخر ، فكيف سيشاهدها الجمهور الذي تستهدفه إذ كانت ستطعن به!
فالحزب بارع في استخدام الشيء للطعن بضد ه، فعلى سبيل المثال إذا ما أراد أحدهم كشف وجه الحزب الطائفي عاجلة الرد "إننا متحالفون مع المقاومة الفلسطينية السنية ، فكيف نكون طائفيين؟ !". فهم بهذه الطريقة ينفون عن أنفسهم الطائفية و يلزمونها للسائل وفي نفس الوقت يحظون بدعاية إعلامية واسعة من خلال الالتصاق بالمقاومة الفلسطينية.

ثالثًا:
يؤمن وجود حزب الله بذاته - و كونه مرتبط بإيران إلى هذه الدرجة- موطئ قدم للسياسة الإيرانية التي تسعى إلى استغلال مسألة "معاداتها لإسرائيل دون اصطدامها بها" إلى أبعد حدود على الرغم من بعدها الجغرافي ،

ويعتبر حزب الله صلة الوصل في الموضوع ، و يشكل ورقة عالية للمساومة على أي وضع من الأوضاع المصيرية التي تتعلق بإيران في أي وقت من الأوقات على اعتبار أنها تستطيع تفجير الوضع عندما تريد وتهدئته عندما تريد أيضا. وخير دليل على ذلك من الواقع ، فكّلما تندلع جولة من جولات المناكفة تهب الأصوات الإقليمية و الدولية للمطالبة بضرورة الاتصال مع إيران بشان الموضوع!!
تقوم إيران بتأمين السلاح والعتاد الكامل لحزب الله "لمناكفة" إسرائيل و ذلك ضمن معادلة داخلية محدودة – كما سنشرح في البوست التالي
لا تتجاوز الحصول على مكاسب سياسية و إعلامية بالدرجة الأولى و ما يأتي بعد ذلك فهو فائض. والهدف من ذلك أن يلقى حزب الله شهرة كبيرة في العالم الإسلامي تمهد الطريق له لتصدير مفاهيم الثورة الإيرانية من تحت البساط ودون أية مشاكل أو حزازيات، و إعطاء ثقل لإيران في المنطقة العربية و العمل على اختراقها تمهيدًا للسيطرة عليها في المستقبل ، أو استغلال هذه المسألة من أجل فرض نفسها لاعبا أساسيًا. بل إن هذا الدور الذي تقوم به إيران عبر حزب الله أصبح مكشوفا للجميع بما فيهم الإسرائيليون أنفسهم.
في هذا الإطار، يصل أحد أشهر الخبراء في مجال الاستخبارات والباحث في "مركز جافي للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب " الدكتور "افرايم كام" في كتاب أّلفه بتكليف من وزارة الدفاع التي أصدرته ونشرته فيما بعد في العام ٢٠٠٤ ، ويشمل عرضا لكثير من الوثائق التي ترصد
تطور القوة العسكرية الإيرانية، فضلا عن الاستغراق في تحليل الدوافع الكامنة خلف الإستراتيجية التي تتبعها الجمهورية الإسلامية، وهو يستند إلى ألف ومائتي مرجع ووثيقة ، إلي قناعة مفادها: "إن إيران من ناحية عملية لا تعتبر إسرائيل العدو الأول لها ولا حتى الأكثر أهمية من بين أعدائها".

البوست القادم عن حزب الله والكيان الصهيوني

هناك ٤ تعليقات:

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

في انتظار البوست القادم
:)

عصفور المدينة يقول...

جزاك الله خيرا

"حزبالا" ليس كيانا منفصلا عن إيران

غير معرف يقول...

يكفي حزب الله أنه الوحيد الذي ضرب اسرائيل بالصواريخ

أبو عمر - الصارم الحاسم يقول...

اخيرا صفحة التعليق اتعدلت معايا

راجع للتعليق بنهاية اليوم ان شاء الله وآسف على التاخير لدعوتك الكريمة لكن لم يكن بيدي