الأربعاء، ٦ شباط ٢٠٠٨

حكام العراق الجدد.. وقادة فرق الموت -الجزء 3

اليوم الجزء الأخير من هذه الدراسة

في مجــال اللغــة
فهنالك ماسيمى في علم الصوت اللغوي بالتنغيم Intonation وهو طريقة تلحين الكلمة عند تلفظها داخل الجملة فنجد التقارب الكبير بين اللغات الهندية و البلوشية واللورية والفارسية كون هذه اللغات تنتمي الى مرجعية لغوية واحدة وعي عائلة الهندو-اوردية وهي بعيدة من حيث علم النحو والصرف والصوت من اللغة العربية التي تنتمي للعائلة السامية.
ومن حيث علم الانتيمولوجي
وهو علم جذر الكلمات ومصدر تحدرها نجد هنالك تداخل لبعض المفردات المستخدمة من قبل الشروقيين ذات الاصول الهندية او الايرانية (الفارسية واللورية) مثل (كواك) و (دش) و (چا), وخير دليل هو الكلمة الاستطرادية (چا cha ( بمعنى (نعم او أجل او بلا او اذاً) وهي هندية المنشأ حيث تلفظ بالهندية (آچا) بمعنى (نعم) , في حين يستخدم العراقيون العرب في بغداد كلمة رديفة وهي (لعد) والمتحدرة من الفعل (عاد) وفي الوسط والغرب وشمال الوسط يستخدم العراقيون العرب كلمة (عجل) المتحدرة من (اجل) بمعنى نعم وفي العشائر العربية في الجنوب بضمنها الفرات الاوسط والبصرة القديمة كانت تستخدم كلمة (حته) و (ولعد) المتحدرة من (حتى) بمعنى نعم او اذاً..
ثم شاع استخدام (چا) لدى عرب الجنوب بسبب الاختلاط مع الشروقيين وانتشار مصطلحاتهم وطريقة لفظهم.
وكذلك نقل اسماء المدن من مصادرها الى العراق مثل مدينة چوادر الساحلية في بلوشستان – الهندية (باكستان الان) والتي سمي بها حي سكني في قرية الثورة (مدينة الصدر الان) ولا صلة بين الچوادر وكلمة (چادر) الذي يستخدم بتغليف البضائع، وكذلك مدينة (كاولي) في الهند والتي تحدر الكثير من الوافدين الغجر منها الى العراق تلك الكلمة المستخمة الى يومنا هذا ندعو الغجري بكلمة كاولي
ومن العوامل الثقافية الوافدة الاخرى , هو فن تلك الاقوام باعتبار الفن والادب يشكلان هوية الامة وعنوان انتمائها , فبعض الاطوار الغنائية الريفية كالابوذية المحمداوي نجدها تغنى الى يومنا هذا في مدن الجوادر وكيتا وكلات واورمارا في الجزء الباكستاني من بلوشستان وحاسك في الجزء الايراني منها.
كما نجد في الادب الشروقي بعض المواويل القريبة من اللحن الهندي والفارسي الخليطة باللهجة المحلية العربية , وحسب منشأ ذلك الوافد وامتداد عرقه.كما يستخدم الكثير من الشروقيين الات موسيقية خاصة بهم بعيدة عن الآلات العربية مقاماتها وسلمها الموسيقي ويصنعها بشكل تحاكي شكل ولحن الآلات والالحان البلوشية والورستانية.
كما ان نمط الغناء مفعم بالحزن والشكوى التي تعبر عن الارث الطويل من المعاناه ابتداءً من اضطهاد اسماعيل الصفوي الذي كان يتفنن بتعذيب وقتل معارضيه البلوش واللور حيث كان يطلق شيخ القبائل المعارضة له من المدافع .
ثم رحلة المعاناة الطويلة عبر الصحراء الايرانية التي كان يلقى الكثيرين منهم حتفه بسبب الانهاك او الجوع والعطش . وقد انعكس ذلك على اهازيجهم واشعارهم الشعبية ومواويلهم التي تحولت الى ابوذيات مغناة حيث يذكر الفنان كاظم الساهر بان اغنية (عبرت الشط على مودك) مقتبسة من احدى الاهازيج الشروقية اثناء الرحلة الشاقة الى العراق حيث تتحدث احدى المهاجرات عن معاناتها وهي تعبر احد الانهار للحاق بقبيلتها التي فقدت الكثير من افرادها بسبب موجات النهر وتياراته المميته وهي تعبر لانقاذ وليدها الرضيع الذي حملته على رأسها .
علاوة على تسخير شيوخ القبائل لهم كعبيد رق في جنوب العراق وما عانوه من اسى وظلم على اسيادهم الاقطاعيين. وهذا ما دعاهم الى الهرب من الريف الى مناطق حول بغداد والمدن الرئيسية الاخرى في تجمعات سكنية معدمة وعشوائية وغير نظامية واغلبهم استوطن في منطقة وراء السدة , المشار اليها اعلاه.
عبد الكريم قاسم والانتشارالسكاني للشروقيين
*ولم يتنفس الشروقيين الصعداء الا بعد قيام الجمهورية في عهد رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم قاسم ذلك اليتيم الذي ينتمي الى اب عربي سني لم يره بسبب وفاته ، وأم تتحدر من الاصول الشروقية , اشرفت مع اخواله الشروقيين على تربيته . حيث اصدر قرارات منحهم الجنسية وشهادة الجنسية العراقية
*اضافة الى اصداره لقانون الاصلاح الزراعي الذي بموجبه صادر الاراضي من المالكين من شيوخ العشائر ومنحها للفلاحين والذين يمثل الشروقيين ثمانين بالمائة منهم . ثم مالبث ان وزع عيهم الدور والاراضي السكنية حول بغداد وباقي المدن الكبرى
*ومنحهم الوظائف الحكومية واصدر التشريعات الخاصة بتسهيل انخراطهم في الجيش كمراتب (جنود وضباط صف ونواب ضباط) ومنحهم الامتيازات العسكرية كالدور السكنية الخاصة بالمراتب المتطوعين في مناطق اسكان شرقي بغداد وغيرها.
وهذه تعد النقلة الكبيرة والمهمة في حياة هذه الفئة المهاجرة والتي لحد الان لم تمنح الجنسية في بعض امارات الخليج كالكويت وبقوا بما يسمى بـ البدون.
لذا تعتبر شريحة الشروقيين عبد الكريم قاسم القائد الوحيد الذي انقذها، فهم دائمي التمجيد به لحد المبالغة في المدح في وصفه الى حد اطلاق الخرافات التي كانت تنشر في الصحافة يومذاك، فبعضهم ادعى انه رأى صورة (الزعيم) على بيضة دجاجة وآخرون نشروا بانهم رأوا صورته بالمرقب متجلية على سطح القمر .
وبقيت هذه الاحاجي يتداولها البسطاء من الشروقيين ممن استفادوا من حكمه وبالغ بها الاخرون منهم من المثقفين الى حد الاطراء واسناد احداث غير واقعية لسيرة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم .
وعلى اثر هذه الاجراءات المنصفة للشروقيين والاجراءات الاخرى الخاصة بقانون الاصلاح الزراعي , وجد ابناء العشائر العربية في الجنوب انفسهم قد صودرت منهم اراضيهم الزراعية ومنحت للشروقيين الامر الذي ادى الى تحرر هذه الشريحة من تحكم الشيوخ وبالتالي منحها حرية اتخاذ القرار بالهجرة الى المناطق الاخرى او المدن بعد ان كانوا محصورين في الاراضي الزراعية والاهوار.
وهذا ما ادى الى انتشارهم الواسع في جنوب العراق ريفه ومدنه باعتباهم يشكلون اعدادا كبيرة.
وبدأت عاداتهم وتقاليدهم ولهجتهم تتغلغل في حياة المجتمع العراقي تدريجيا بعد العهد الجمهوري.
أزمة الشروگيـين ان الازمة التي يعاني منها الشروگي بعدم اندماجهم الكامل في المجتمع العراقي مردها معاناتهم من الاضطهاد على مر تلك العصور فاصبح لهم تجمعاتهم التي تحولت الى مجتمع خاص ذاب فيه الشروقي من الاصل البلوشي مع الاخر من الاصل اللوري او الفارسي او الهندي , وجمعتهم ثقافة واحدة هي ثقافة المهاجر الشروقي.
الا اننا نجد بعد اجراءات عبد الكريم قاسم بمنحهم الجنسية والاراضي الزراعية والبيوت السكنية والامتيازات الاخرى شجعت بعض هذه المجموعات كشرائحة اجتماعية لها خصوصيتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها , بالاندماج المحدود في المجتمع العراقي , فبسبب نظرة الناس لهم في سكان الجنوب من القبائل العربية (الشيعية) وخصوصا الفرات الوسط , على انهم شريحة هامشية من المهاجرين غير الشرعيين او المتسللين تميزت بفقرها وتخلفها وبعدها عن الحضارة وأنفلاتها على القانون على الرغم من انتمائها المتعصب للمذهب الشيعي.
ادت هذه النظرة الى تهميش هذه الشريحة وعدم تقبل اندماجها في المجتمع في الجنوب الا بعد عقود طويلة وبعد الانفجار السكاني للشروقيين بعد منحهم الجنسية والاراضي والدور السكنية فخرجت من الاهوار وتجمعاتها السكانية المعزولة نحو مراكز المدن ,
وبسبب النمو السكاني الكبير لهذه الشريحة احتلت او اجتاحت المدن الكبرى في العراق بالهجرة من الريف الى بغداد ومراكز المدن .
ومن خلال سياسات ارضاء هذه الشريحة التي مارستها الانظمة المتعاقبة كتحسين الحالة الاجتماعية لهذه الشريحة وتقديم الخدمات التعليمية والطبية وتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية لاحيائهم السكنية شجع الكثير من افراد هذه الشريحة بالاندماج في المجتمع من خلال الانخراط بالتنظيمات والاحزاب الحاكمة وتبوء مناصب عليا والاهتمام بالشعر والادب والمصاهرة مع ابناء المناطق العراقية للسكان العرب الاصليين من كلا الطائقتين الشيعية والسنية بعد مرور زمن طويل على هجرة آبائهم وتناسي المجتمع لاصولهم وتعالي الصيحات بوحدة مكونات المجتمع وطوائفه واعراقه , حيث غدا من المعيب اجتماعيا البحث عن اصل وانتماء الشخص في فترة السبعينيات والثمانينيات.
ورغم كل ذلك نجد السمة العامة لغالبة تلك الشريحة الشروقية المتحدرة من الاقوام المهاجرة تغليب انتمائها الطائفي والمذهبي على الانتماء للعراق العربي وعدم الاخلاص الكامل لتطلعات العراق واهدافة ومشكلاته كامتداد لعالمه العربي.فنجد الكثير منهم يمتعض من اهتمام الانظمة المتعاقبة بالقضية الفلسطينية والتهجم على الدول العربية باعتبارها مصدرة لازمات العراق والاستهزاء بكل ما هو قومي عربي كالتنظيمات والاحزاب القومية وفكرة الوحدة العربية والشخصيات الوحدوية والقومية فتجدهم دائمي التهجم على ساطع الحصري وعبد الناصر ورشيد عالي الكيلاني وعبد السلام عارف وخير الدين حسيب وغيرهم.
باعتبارها شخصيات ايدت الوحدة العربية والانتماء القومي العربي.لا بل وصلت العنصرية والغلو الطائفي ببعض الشروگيين الى حد المعاداة المعلنة عبر وسائل الاعلام ومواقع الانترنت للمدن العراقية وخصوصا ذات الانتماء للطوائف السنية كالرمادي وهيت وعنة وحديثة والدور وتكريت ,
واعتماد تزوير الحقائق والمغالطات التاريخية عن اصولهم وانتمائهم العرقي دون ذكر وثائق او اسانيد . ومن الشخصيات الشروقية التي برزت في المجتمع (محمد حمزة الزبيدي) رئيس الوزراء في نظام الرئيس الاسبق صدام حسين .وكذلك مدير الامن العام 1969 - 1973 (ناظم كزار) والذي كان يشغل موقع عضو قيادة قومية في حزب البعث , والذي لم يكن يمتلك الجنسية العراقية واي وثيقة (بدون) حتى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين , حيث توسط له مدير مكتب عبد الكريم قاسم لمنحه الجنيسة العراقية مع افراد عائلته حيث تطوع كضابط شرطة.
المراجع :
طبيعه المجتمع العراقي . د.علي الوردي .لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث .
د.علي الوردي.العراق الحديث ,
للمؤرخ جعفر الخياط.1932
كتاب التجمعات البشرية في العراق . تأليف الفريق طه الهاشمي 1936 .
عدد من البحوث للدكتور علي الوردي مودعة في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الاداب - جامعة بغداد.
عدد من المقالات والمقابلات الصحفية والاذاعية والتلفزيونية للدكتور علي الوردي
.Sabah Al-Zubeidi Web Site فيدرالية الجنوب .. حلم دولة الشراقوة , علي ثويني.
مقابلة مع عباس بن الشيخ محمد العريبي.القبائل العراقية الشيخ يونس السامرائي.1986********************************
أنتهت الدراسة
هؤلاء هم الشروك الذين يحكموا العراق الان. ويقوموا بتصفية أهل العراق الأصليين وخصوصا أهل السنه . أكرمهم العراق وأعطاهم وطن وهوية وماذا أعطوا للعراق وأهله غير الحقد الاسود ونشر الدمار والقتل . هل أيقنتوا الان من أنك أذا أكرمت الكريم ملكته وأذا أكرمت اللئيم تمردا

هناك ٤ تعليقات:

رفقة عمر يقول...

السلام عليكم عمر
حاجه غريبه قوى
حاولت اعلق على بوست السفاح عماد بس مش نفع حالص مؤشر الكتابه مش موجود
وسبحان الله ظهر هنا
الغريبه بقى فى موضوع السفاح عماد بيقولوا عليه شهيد
انا شوفت منظر بيرمى انسان ميت من الطياره ودة مش من الاسلام نهائى المنظر ضايقنى جدا بصراحه

غير معرف يقول...

أشكرك مرة أخرى أخي الكريم

نأتي لمدينة جوادر :
جوادر مدينه وميناء ساحلى مطل على بحر العرب بناها العرب البلوش الذين استوطنوها قادمين من عمان 00 وكان اسمها ( جوفها در ) اى فى بحرها الدر 00 اللؤلؤ 00 ثم عجم الاسم من قبل الفرس الى جوادر

و كذالك مدينة شاهبهار :
و اسمها الحقيقي شهاب البحار و عجم أيضا الى شاهبهار

و هناك الكثير الكثير

و مدينه جوادر هي مقر السلطان العماني و حكومته قبل بيعها إلى الاستعمار البريطاني من قبل السلطان سعيد يحكم من خلالها سلطنة عمان و سواحل افريقيا

و عندي سؤال بصراحة هل صادفت بحياتك بلوشي غير سني

لن أطيل عليك فقط ارجع لكتاب تاريخ عمان و كتاب بلوشستان ديار العرب لمعن بن شناع العجلي الحكامي
لكي تعرف من هم البلوش
البلوش حلف قبلي يضم أكثر من 40 قبيلة عربية هاجرت للساحل الشرقي من الخليج العربي و اسست دول و امارات و ممالك و خاضت حروب مع الفرس و مع الهنود و البرتغاليين و البريطانيين أيام الاستعمار عدة

و بما أنك باحث تاريخي يا ليت ترجع للتاريخ و شكرا


و شكرا لك
el-ob@hotmail.com

عربي بغدادي يقول...

هذا كلام صحيح فان نصف سكان العاصمة بغداد هم من سكان مدينة الصدر والتي اسميها مدينة الصرائف اذين هم ترجع اصولهم الى جنوب العراق بمن فيهم الشروقيون ذوي الاصول الفارسية الهندية الاوردية والذين قد غيروا ديموغرافية العاصمة وحتى لهجتها البغدادية الاصيلة قد تحولت الى اللهجة الجنوبية فبدل (لعد)من الفعل عاد حلت محلها(الجا)ذات الاصل الهندي اجا اي نعم وحتى العاصمة بغداد ذات الغالبية السنية اصبحت ذات اغلبية شيعية متعصبة يحكمها الشروقيون الذين تحكمهم العادات القروية الريفية المتخلفة الذين توارثوها من اسلافهم الخدم والعبيد وصيادوا الاهوار وقاطعي الطرق والكاولية الغجر النازحين من الهند فبدلا من العرب السنة البغداديين الاصلاء احفاد الخلافة العباسية الهاشمية المكية القرشية واحفاد موسى الكاظم وابي حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الكيلاني والمسيح الكلدان الاشوريين اصحاب حضارة الرافدين العريقة اصبحت بغداد اليوم عاصمة الشروقيون الذين يقومون كل يوم بسلسلة من القتل والتهجير لكل المكونات الاصيلة للبغداديين الاصلاء حتى تكون لهم السيادة من اتباع واذيال الفرس المجوس

غير معرف يقول...

كلا هذا غير موجود في المصادر (عبارات او نص في المصادر المذكورة) كلامك مجتزأ... ولم تكون هنالك هكذا نفس طائفي قبل الاحتلال الأمريكي البغيض كنا نعيش أخوة وسنضل أخوة بالعراق العربي الموحد... (هنالك سيئون في الجنوب العراقي الشيعي كالعصابات الفاسدة و المسلحة مثلما هنالك سيئون من أبناء الغربية بالعراق السنة الإرهابيين القاعدة الدواعش) حسب المثل العراقي ماكو زور يخلى من الواوي