الأربعاء، ٢٦ آذار ٢٠٠٨

ديـك تشينـي .. و الأستـاذ الملاوانـي


هل تذكروا " الأستاذ الملاواني " ؟؟؟

نعـم ... هذا المدرس السـاذج بمسرحية مدرسة المشاغبين ... فمعظمنا شاهدناها في طفولتنا.

ولكن ما أشير له اليوم هو المشهد الذي دخل فيه هذا المدرس الساذج فصل الطلاب المشاغبين .. الذين أستدرجوا (الملاواني) بطريقة لا تخلوا من المكر بجعله يقوم بخلع ملابسه قطعة وراء قطعة . حتى وصل به الأمر أنه خلع كل ملابسه ولم يبقي غير ملابسه الداخلية !!!

وبالرغم من بلاهة هذا المدرس ومكر الطلاب ألا أنه قد رفض خلع أخر قطعة تواري عورته . برغم مراودته لخلعها . ولكنه أدرك بفطرته (وليس ذكائه) أنه لم يعد ممكناً . حتى ولو من باب الخوف من البرد !!!

صرحتا هذا كان أول ما خطر ببالي عندما قرأت تصريح (ديك تشيني ) في زيارته الأخيرة للسلطة الفلسطينية فقد قال لا فض فوه بمنتهى الوقاحة

(((( أنه يطالب الفلسطنيين بمزيد من التنازلات وأنه لن يقوم بالضغط على أسرائيل )))


فعن أي تنازلات يتحدث ؟؟ ما هو الشئ الذي مازال يملكه الفلسطنيين أو حتى العرب مجتمعين ليقدموها للأسرائليين
فالفلسطنيين ومعهم العرب قد قدموا التنازل أثر التنازل . مثل الأستاذ الملاواني الذي أخذ ينزع ملابسه قطعة وراء قطعة !!!

وكما أبدى الملاواني سعادته بعد خلع أول قطعة ملابس ..لشعوره براحة وحرية أكبر في الحركة

نجد أن حكامنا الجهابذة قـد شعروا بنفس الراحة والسعادة بعد أن أصبح الأرتماء في أحضان الكيان الصهيوني علني !! بل أنه أصبح خيــار أستراتيجــي

فـأي شـئ مـازال باقـي ليتنازلــوا عنـه ..؟؟؟
فالمقاطعة العربية للكيان الصهيوني رفعت بكل درجاتها . وأصبحت مكاتب التمثيل التجاري للكيان الصهيوني تملأ معظـم العواصم الأسلامية والعربية والخليجية منها على وجه الخصوص . هذا غير الدول ذات العلاقات الدبلوماسية الكاملة

وأذا سـأل أحـد نفسـه مـا هـو المقـابل الـذي حصـل عليـه العـرب والفلسطنييـن مقابـل هــذة الخطـــوة بالتحـديـــد
(رفــع المقاطعــة) ؟؟

الأجـابــة .... لا شـئ !!! لاشــئ بمعنــى الكلمــة
ولم يتوقف نزيـف التنـازلات بل أن ما يسمى بالثـوابـت الفلسطينيـة قد تـم التنـازل عنهـا الواحـدة تلـو الآخـرى . فالتنـازل قـد تـم فعـلا عنهـا أمـا بتنازل معلـن أو تحت تموية ترحيل مناقشتها لمراحـل الحـل النهـائي .

هذا مع أن الكل يعرف أن كل هذة التنازلات لم يكن هناك ما يبررهـا أو مقابـل لهـا

أي هذا كله لم يكن في مقابل السلام نفسه بل كان مقابل قبول اسرائيل فكرة التفاوض التي ربما تؤدي يوما ما للسلام

فياسيـد تشينـي أي شـئ مـازال الفلسطنييـن يملكـوه ليتنازلــوا عنــه لأسرائيــل ؟؟

فهل صمـود أهـل غـزة هـو مـا تريـده ؟!

لا أظـن أن السيد تشينـي مع ما يملكـه من مكـر ونفـوذ يستطيـع أن يفقـد أهـل فلسطيـن مـن المجاهــدين المرابطييـن أخـر ما تبقى يستـر عورتنـا . حتـى وأن كـان حكامنـا وزعمائنـا أكثـر بلاهـة و سذاجـة مـن الأستـاذ الملاوانـي

الأربعاء، ١٩ آذار ٢٠٠٨

ذكـــرى سقــــوط .... امـريكـــــــــا


مـولد ذكـرى السقـوط

منذ بداية الأسبوع وتقريبا كل وسائل الأعلام بدأت التحضير لما يسمى ذكرى سقوط بغـداد .. فكلما تطالع جريدة أو محطة تلفويونية . تجد أنهم بدءوا في أستحضار ذكرى غزو العراق وأنهيار النظام العراقي . مع عرض مشاهد من عراق ما بعد صدام حسين !!! وما وصل إليه حال العراقيين

ويأخذ هذا الطوفان من البرامج عن العراق في التصاعد ويصل للذروة يوم 9\4\2003 يوم دخول الغزاة لبغداد . وبعدها ينفض المولد . ويصبح ذكر العراق في الأعلام مقتصر على ذكر ضحايا أعمال العنف . كما يسمونها .
مع التعتيم الأعلامي الكامل للجهاد بالعراق وما حققه من أنجازات .

السقـوط ... ومـــن الـذي سقــط ؟؟
لا أحب كلمة سقوط بغداد . فبغداد والعراق لم يسقط وأن كان أُحتل . وأذا كان المقصود من كلمة السقوط أن العراق سقط في قبضة الأحتلال . فالأصح أن يطلق عليها ذكرى سقوط امريكا في مستنقع العراق . العراق أُحتل ولكن لم يسقط بيد امريكا بقدر ما سقطت امريكا بدخولها العراق .


فيوم 9\4\2003 هو بداية سقوط امريكا وليس سقوط بغداد . لقد سقطت امريكا الرمز , سقطت امريكا الألة العسكرية الجبارة , سقطت امريكا القوة الأقتصادية الأكبر في العالم , والأهم سقطت امريكا التي أدعت أنها راعية الحرية والديمقراطية. في المجمل سقط كل ما كانت امريكا تفتخر بأنها تملكه وتروج له !!!
سقط القناع و أنكشفت سوءتها . فلقد ظهر مدى أحترامها للحرية وللأنسان وحقوقه في سجن أبو غريب
وظهرت الديمقراطية التي تدعمها . في مساندتها كل الأنظمة المستبدة في العالم مفضلة الأستقرار على الديمقراطية
وأظن أنهم لم يشعروا بكثير من القلق عندما فضحت حقيقة ديمقراطيتهم وأحترامهم لحقوق الأنسان . أو حتى تأنيب ضمير لأغتصاب أطفال ورجال ونساء العراق . فوضع الرجال عراة في أشكال هرمية وتصوريهم من باب العقاب أو اللهو أو أي شئ فلا يهم .
لقد سقط القناع وأظن أنهم سعداء بسقوطه فهم الأن ليسوا في حاجة للتكلف وبذل مجهود لأخفاء حقيقتهم . هم الأن يشعروا براحة أكبر في التحرك بدون حمل هذا القناع الذي كان يكلفهم أحيانا بعض المعاملة والتصرفات الأنسانية لنا للأحتفاظ به.
السقــــوط الأهــــم !!
ولكن السقوط الذي يؤلمهم ويدفعهم للجنون هو السقوط الأهم ... السقوط الأكبر ... وهو السقوط الأقتصادي
فأمريكا أكبر أمبرطورية أقتصادية بدأ سقوطها الأقتصادي بغزوها للعراق
فكثير من المحللين أكدوا أن امريكا ما أحتلت العراق الأ لأجل النفط . للسيطرة على أكبر أحتياطي نفطي بالعالم
وهناك من يقول أنها حرب صليبية وما جاءوا ألا لمحاربة الأسلام
وهناك من قال بل تدمير العراق تم لأنه هو البلد الوحيد الذي أذا أعطى فرصة سيكون تهديد حقيقي للكيان الصهيوني
والحقيقة أن أسباب أحتلال العراق هى كل هذة الاسباب مجتمعة
ولنعرف حجم السقوط الأقتصادي نأخد أولا موضوع النفط والذي كان من أهم الدوافع لأحتلال العراق
فكما يعرف الجميع أن أي عملة أي بلد لابد أن يكون لها غطاء من الذهب يوازي كمية النقد المتداولة من هذه العملة.ألا الدولار الأمريكي !!!
فهم يطبعوا الدولار بدون أن يكون له غطاء من الذهب . ويكتسب الدولار قيمته من أنه العملة الوحيده التي يتم التعامل بها في شراء النفط وبيعه .
وليس من مصلحة امريكا الزيادة في أسعار النفط . فهم عندما أحتلوا العراق كانوا يتصوروا أنهم سيطروا على نفط العراق . وسيضخوا ما شاءوا من النفط في الأسواق وتخفيض أسعاره لأقل من 15 دولار . ليظل الأقتصاد الأمريكي محتفظ بأزدهاره .
فليس من مصلحة امريكا هذا الأرتفاع الكبير في سعر النفط . والذي يجبرهم لطبع المزيد من الدولارات للوفاء بأحتياجات سداد قيمة النفط المتداول عالميا ويسديد تكلفة الحرب على العراق وأفغانستان . فالكارثة أن الأستمرار في طبع الدولار سيؤدي للتضخم . الذي بدوره سيؤدي لخلل أقتصادي وأجتماعي وسياسي . حيث أن من نتائج التضخم أرتفاع الأسعار و زيادة البطالة . وهي مؤشرات تسبق أي أنهيار أقتصادي
وأذا تم التعامل في النفط بعملة غير الدولار لنتهى . فهل أدركنا معنى أن يرتفع سعر النفط بهذا الشكل على الأقتصاد الأمريكي .
فعندما غزت العراق قدرت أن تكلفة الحرب لن تتعدى 50 مليار دولار كما أعلن رامسفيلد , وأن هذة التكلفة سوف يتم دفعها من النفط العراقي . ولقد صرح بمنتهى الصلف (( أن أمريكا بسيطرتها على العراق سوف يؤمنوا النفط لأجيال امريكا القادمة حتى أخر نقطة نفط على وجه الأرض ))
ولكن ما حدث أن امريكا بكل ما تملك من قوة عسكرية على أرض العراق بالأضافة لأعوانهم من الشيعة المجوس لم يستطيعوا أن يستخرجوا أكثر من 2 مليون برميل يوميا . يذهب معظمها ليد الميليشيات الشيعية المدعومة أيرانيا المسيطرة على جنوب العراق وبيعه لحسابها
ولم تحصل امريكا على شئ من النفط غير أنبوب تم مده بعد الأحتلال للكويت . فما هى الكمية التي تضخ فيه ؟ وهل يمكن أن تمثل أي قيمة لما تتكبده امريكا بالعراق ؟؟؟؟
فبعد أحتلال العراق قام المجاهدون مباشراً بتدمير خطوط وأنابيب النفط . حتى لا يستفيد المحتل بنقطة نفط عراقية واحدة
ومع تصاعد الجهاد بالعراق وتكبد امريكا خسائر مادية وبشرية فادحة صعدت تكلفة الحرب من 50 مليار إلى 700 مليار بل أن الفوائد التي ستدفع للقروض التي مولت الحرب ستصل 816 مليارا تضاف للتكلفة وهذة تصريحات الامريكان أنفسهم .
ففي مارس/آذار الجاري كشف الاقتصادي الأميركي البارز، الحائز على جائزة نوبل للسلام، جوزيف ستيغليتز، في كتاب جديد أن تكلفة حرب العراق، التي تدخل عامها السادس تضاعفت ثلاث مرات بالمقارنة مع الأعوام السابقة، لتصل إلى 12 مليار دولار شهرياً في العام الحالي.
وأنه حتى لو وضع المحتل يده الأن على كل نفط العراق ما أستطاع تغطية النفاقات والخسائر ( الله أكبر)
فعندما يسمع شخص خبر عن أنفجار عبوة ناسفة فربما لا يعرف بالتحديد ماذا تعني ؟؟؟!!!
* فتفجير واحد يعني مقتل معظم من في الألية من جنود ولن نقول كلهم
* تفجير عبوة يعني تدمير همر أو كاسحة ألغام أو مدرعة
فهل تعرفوا كم كاسحة وهمر ومدرعة يتم تدميرها يوميا منذ خمس سنوات بالعراق ؟؟
أقول لكم أنه وصل العدد في بعض الأيام لأكثر من 150 ألية يوميا . فلو عرفنا أن سعر كل ألية يتم تدميرها يتراوح من 50 ألفا حتى 700 ألفا دولارا . وأن سعر العبوة الناسفة لا يتعدى 200 دولار
مع هذا النزيف المستمر بالعراق و أفغانستان أصبح الأقتصاد الأمريكي على شفا الركود وما يتبع ذلك من بداية أنهيار للأقتصاد
فمـن سقـط ... بغـداد أم امريكـا ؟
فحتى وأن أُحتل العراق فسيحرر أن شاء الله بيد المجاهديين وسينصرهم الله . ولكن كيف ستخرج امريكا من كارثتها ؟؟؟
هــل تعرفـــوا مـن أسقــط امريكــــا
ثلة من المجاهدين . الكثير منهم لا يملك غير قاذفة صدئة أو هاون قديم يحمله على كتفه ليدك به قاعدة عسكرية .
ورب الكعبة أن رتل الجنود الأمريكان يجئوا بأحدث الأسلحة ومعهم أكثر المدرعات تحصينا وبمجرد سماعهم تكبيرات الأسود المجاهدين وبداية أطلاقهم للنار ألا و يفر جنودهم الجبناء
الجهاد بالعراق لم يقتصر يوماً على جنسية أو فئة معينة بل أنهم من مختلف أنحاء الأمة الأسلامية وأغلبهم من الشباب ذوي الشهادات العاليه . فهم لم يحلموا يوما بفتات هذة الدنيا . بل هدفهم هو أعلاء كلمة الله في الأرض ولا يطلبوا ألا النصر أو الشهادة . وصار دعائهم اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى
اللهم أنصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان

الثلاثاء، ١١ آذار ٢٠٠٨

هــل تحمـل قناة الجزيـرة لـواء التشـيع في المنطقــة ؟؟

سوف أكتب عن تجربة شخصية حدثت معي اليوم مع قناة الجزيرة الأخبارية . فأنا كنت أحمل بعض الشك ناحية هذة القناة وكنت أشعر كثيرا ناحية بعض برامجها أنهم يبثوا السـم بالعســل . ولكني لم أكن أصرح بهذا الشعور لأحد وخصوصا أن كل من حولي حقاَ يقدروا ما تبثه من أخبار.و التي هى في أغلب الأحيان سبقاً صحفياً من الناحية المهنية.
ولكن ما حصل لي اليوم جعلني متأكدا من أن شكِ كان في محلـه.فهذة القناة تقوم بعملية ترويج للشيعة من خلال الترويج لأيـران وحـزب الله بصـورة غيـر مسبـوقة . وعندي من الأدلة كثير ولكن عليكم فقط بمتابعة برنامج غسان بن جدو (برنامج حوار مفتوح).
فاليوم كنت أتصفح الجزيرة نت صفحة المعرفة . فلفت نظـري موضـوع عن حـزب الله (وأنتم طبعا تعرفوا ماذا يعني حزب الله بالنسبة لي)

ما علينا فقد قرأت الموضوع وهو بقلم كاتب فلسطيني وهذا رابط الموضوع




و لقد وجدت الموضوع ملئ بالمغلطـات وأوهـام ليس لها هدف غير التلميـع و الترويـج المباشـر والمركـز لنصر الله وحزبه وتصوير هذا الحزب على أنه هو من سيمحوا أسرائيل من الوجود . بعد أن تنازلـت أيران عن هذا الشرف للحزب نتيجة أنشغالهـا بالتعـاون مـع الحليـف (الشيطان) الأكبـر امريكـا بالعـراق .
المهم لم أستطع مقاومة كتابة رد على الموضوع خاصة أنهم يمنحوا هذة الأمكانية تمشياً مع شعار الجزيرة الشهير وهو الـرأي والـرأي الأخـر

ومما شجعني أكثر على كتابة تعليق أن أغلب التعليقات كانت تدعوا الكاتب المستغرق في الأوهام والأحلام قراءة الواقع بصورة صحيحة. وأغلب الردود كانت نـقد للكاتب ووجهة نظره وكانت الردود في صفحتين

فكتبـت ردي وأنتظرت أن ينشر وعدت للصفحة مرة أخرى ولكن ما وجدته كان أغـرب مـن الخيـال (على رأي محمود السعدني)

وجدت أنه تـم محـو كـل التعليقـات التي أنتقـدت الكاتب وهاجمـت حـزب الله !!!!!!

وأصبح عدد الصفحات بقدرة قادر صفحة واحدة !!!!!!

أعرف أن هناك من سيقول هو أنت تهاجم كل شئ ( حزب الله والجزيرة ) ؟؟؟

أعرف أني ممكن أسمع أكثر من ذلك ولكن ماذا أفعل وهذا ما حدث وشاهدته بأم عيني . وأنا غير قادر على كتمانه عملا بمقولة الرأي والرأي الأخر التي صدقتها .................
أنا طبعاَ لست حلماَ مثل الكاتب الفلسطيني (كاتب المقال) لأطلب ممن حولي مقاطعة هذة القناة ولكن على الأقل أطلب ممن يشاهد هذة القناة أن ينتبـه فيأخذ ما يريد من القناة من عسـل والأحتراس من الســم.

الجمعة، ٧ آذار ٢٠٠٨

مـاذا لـو ظهــر الدجــال ..؟؟؟؟!!!!!

أن المتابع لحال الأمه الأسلامية وبالخصوص حالة الجماهير العربية منها . سوف يرى هذا التأيد الجماهيري من قطاع ليس بالقليل من جماهير هذه الأمة لحزب اللا البناني ولأمينه العام سيد المأومة العربية السيد نصراللا.
بل ما لا تخطئه العين أن هذا التأيد آخذ في الأزدياد مع أحتمال مواجهة محتمله بين هذا الحزب واسرائيل من جديد بناءا على تهديد نصراللا بجعل الحرب مفتوحه بعد مقتل مغنية

هذا التأيد أوجد سؤال عندي وهو مـاذا لـــو ظهــر الدجــــال الأن ؟؟؟!!!!

نعم فليطلق كلا منا خياله للحظات ليعرف كم الجماهير التي سوف تفتن بالدجال وتتبعه .
فأذا كان شخص مثل الرافضي نصر اللا قد أستطاع أن يخدع ويفتن كل هؤلاء الجماهير لمجرد أنه يملك جهازا أعلاميا يمتلك الحرفية العالية التي تستطيع أن تروج لكل مواجهه له مع اسرائيل على أنه نصر تاريخي و ألهي . له وللحزب ورجاله !!!
فبجهاز أعلامي عالي الحرفيه ونهر من الأموال ينبع من ايران ويمر بسوريا ليصب في يديه والحق يقال أن الرجل نجح في أن يستثمر هذة الأموال أفضل أستثمار
فتم تمويل جهاز أعلامي ضخم وشراء أبواق من مختلف الدول وأجزال العطاء للنكرات للتغني ببطولات الحزب وأمينه سيد المأومة العربية

أذا كان سيد المأومة العربية ببعض الأموال والكوادر الأعلامية المدربة جيدا جمع كل هذا التأيد من الجماهير فماذا سيفعل الدجال؟؟؟!!!
فجميعاً تقريبا سمعنا وقرأنا من الأحاديث النبوية عن فتنة الدجال ومنها حديث أبي هريره رضي الله عنه -كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يدعوا اللهم أني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال ) رواه البخاري وهناك العديد من الأحاديث ولكن ليس المجال لذكرها الآن

وستكمن فتنة الدجال في الخوارق والقدرات التي ستفتن الجماهير وتدفعهم لتصديقه ومنها أنه سيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت وأنه سيدعوا رجلا فيضربه بالسيف فيقطعه جزئيين ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه .
أي أن قدرات الدجال سوف تصل لقدرات ألهيه . فالدجال عندما يظهر لن يقول أو يدعوا الناس هيا هلموا إلى أنا الأعور الدجال الذي حذركم منه رسولكم .!!!!
ولكن تجمع الجماهير حوله سيكون نتيجة هذه القدرات الخارقة والتي ستفتن عقولهم . على أعتبار أن من يحي الموتى وينزل الأمطار ووووو .... لابد وأن يكون اُلها .
ويتسألوا أليس الله هو من يفعل ذلك وهو فعلها أذا هو الله!!!!!! والعياذ بالله
وستصبح الجماهير هى من يروج له

فأذا كان شدة الأيمان هى من سينجي الناس يومها من فتنة الدجال فأنا متأكد أنه الأيمان أيضا هو من سينجي الجماهير من فتنة حزب اللا
نعم ففتنة هذا الحزب وأمينه تنبع شدتها من جهل الجماهير بدينهم قبل جهلهم بالدين الشيعي الرافضي .
فمن يعرف من هم الشيعة يعرف أنهم مشركيين وبالتالي هم ليسوا مسلمين . فالشيعة هم يخالفوا المسلمين في كل أركان الأسلام وأركان الأيمان والتوحيد . فعليكم بالأطلاع على كتبهم اتعرفوا حقيقتهم
فمن أسباب فتنة الجماهير بهم عملياتهم ضد الكيان الصهيوني . ولكن هناك تسأل هل حققت هذة العمليات حجم النجاح والأنتصار الذي تم الترويج له ؟؟؟؟
هل كانت هذة العمليات من باب الجهاد في سبيل الله ؟؟؟؟
أم كانت خطوات استراتجية محسوبة لخدمة المشروع الأيراني (المجوسي) . لنشر التشيع الذي سيسهل أبتلاع أيران للمنطقة.من باب التشيع
وحتى عندما قتل (عماد مغنية) جعلوا منه بطلا وشهيداُ . وهو الذي قام بكل العمليات التي قام بها في الثمانيات من خطف طائرات وتفجيرات للضغط على الدول التي قام بعملياته ضدها لوقف دعمها لنظام صدام حسين في حربه مع ايران
أذا الرجل لم تكن عملياته لخدمة دين الله لنطلق عليه شهيداُ بل خدمات لاُيات وملالي طهران

أظن أن أي فتنة يكون سبب نجاحها هوالبيئة والوسط التي ظهرت فيه . فلو ظهر هذا الحزب في وسط شعوب عندها من الوعي والثقافة والأيمان الحد الأدنى لعبرت هذه الشعوب الفتنه ولكنه ظهر بين جماهير وليس شعوب وأمة

فالجماهير المطحونة والمقهورة والمذلولة والباحثة عن أي أمل للخلاص من هذا القهر والذل ولكن بدون بذل أي جهد أو تعب أو أي تضحية. سيجعلها بالتأكيد تندفع بكل قوة نحو أول من يظهر لهم بمظهر المخلص والذي لا يطلب منهم أي شئ غير الدعم المعنوي وهو بدوره سيقوم بتوصيل النصر للمنازل عبر جهازه الآعلامي الجبار
اَه ماذا نقول.... أنه الضمير .... الذي يريد البعض أسكاته بأنه عمل ما عليه واَيد المأومة وسيدها
على كلا هل يمكن لأحد أن يجيب عن سؤالي الذي تغير قليلاُ
ماذا لو ظهر الدجال في وسط هؤلاء الجماهير وسمى نفسه سيد المأومة ؟؟؟؟؟!!!!!

الاثنين، ٣ آذار ٢٠٠٨

حـزب الله و الكيان الصهيوني


علينا أن ندرك أن العلاقة بين حزب الله والكيان الصهيوني لم تنشأ بنشأة الحزب بل بالعودة لفترة السبعينات

ففي هذه الفترة كانت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ومن يقاتل معها من لبنانين وعرب متعاطفين مع القضية الفلسطينية). هى رأس الحربة في مواجهة أسرائيل على الجبهه اللبنانية.
وكان هذا النفوذ الفلسطيني داخل لبنان مزعج لأسرائيل نتيجة الهجمات التي تتم عليها من العمق اللبناني . وأيضا سبب هذا النفوذ أزعاج لسوريا!!!!! وقد كان التدخل السوري بلبنان

ومع أشتداد هجمات رجال المقاومة الفلسطينية من الأرضي اللبنانية وخصوصا بعد عملية جنوب الليطاني عام 1978 كان لابد من القضاء على القوة الضاربة للمقاومة الفلسطينية فتم الأجتياح الأسرائيلي للبنان علم 1982 لهدف حماية المستوطنات الشمالية.
وبالتدخل العسكري السوري والأسرائيلي في لبنان تم قمع المقاومة الفلسطينية . فقد تم القضاء بصورة كبيرة على القوة الضاربه لها نتيجة أستهدافها من أكثر من جهه وهى القوات السورية والقوات الاسرائيلة ومنظمة أمل .

وبرغم أن غزو لبنان حقق أهدافه بالنسبة للأسرائليين الأ أن اسرائيل وجدت نفسها في تورط أكبر من الناحية السياسية والعسكرية ويتلخص هذا التورط في الأتي
أولا : وجود قوات سورية في لبنان ... مما تعني أن أي أنسحاب من لبنان قد يعطي أفضلية للنظام السوري
ثانيا : بالرغم من رحيل منظمة التحرير من لبنان وخروج ياسر عرفات منها . لكن حل محلها الفوضى .
وكانت الفوضى هى أكبر خطر يمكن أن يصيب اسرائيل على حدودها مع لبنان . وعلى الرغم من رغبة أسرائيل في الانسحاب من لبنان بعد أنتهاء المهمه . فكان لابد من ترتيبات لضمان أمن الحدود الشمالية لها . ولذلك حاولت اسرائيل بأن تبحث على فصيل منظم وقادر من الناحية العسكرية من استلام زمام الأمور في جنوب لبنان عبر ترتيبات ضمنية غير معلنه .
ولقد رأت اسرائيل في حركة أمل الفصيل المطلوب . ولقد نقلت وكالات الأنباء في 6 يونيو 1985 عن رئيس الأستخبارات العسكرية اليهودية قوله ((إنه على ثقة تامة من أن "أمل" ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإِسرائيلية)
وقد استفادت سوريا من وضع إسرائيل المحرج هذا من عدة أوجه و بدلا من أن يصبح خروجها مطلبا سوريًا، انعكست الآية و أصبح وجودها مطلبًا سوريا لتحقيق التالي:
أولا: قامت بتعزيز نفوذها في لبنان ، و قد كانت دائما ما تبرر وجودها بوجود إسرائيل، فكل طرف لا يريد الانسحاب قبل أن ينسحب الطرف الآخر.
ثانيا: أوجدت سوريا حلفاء لها و أحكمت سيطرتها على الداخل اللبناني بحيث أصبح وجود الطرف الإسرائيلي في لبنان وجودا استنزافيا إن انسحب من دون ضمانات واتفاقات مع سورية سيشكل ذلك خطرًا كبيرًا عليه ، و إن بقيت ستتعرض للابتزاز وللعمليات وللضغوط العسكرية في لبنان والسياسية في اسرائيل.

و في هذه الأثناء عام 1982نشأ حزب الله الذي وكما ذكرنا سابقا أن معظم أعضاءه من أعضاء حركة أمل سابقا و قد حصل توافق إيراني - سوري على ضرورة توزيع الأدوار كما سبق وذكرنا. ومنذ الفترة الممتدة من العام ١٩٨٥ وحتى العام 1989 ، كانت العمليات التي تتم في جنوب لبنان يقوم بها عدد كبير من الفرقاء منهم القومي ومنهم الوطني و منهم الإسلامي و منهم الشيوعي . و قد كان "جيش لبنان الجنوبي " الموالي لإسرائيل و الذي يتشكل معظمه من الشيعة و عدد كبير منهم من كان في صفوف حركة أمل، يتحمل الجزء الأكبر من الهجمات و من بعده الجيش الإسرائيلي، بمعنى آخر كان هناك نوع من "الفوضى" التي لا تتحكم بها أي جهة أو دولة ،
على الرغم من أن الإعلان عن حزب الله قد تم في عام ١٩٨٢. إلا أن الأمر استلزمه سبع سنوات ليصل إلى شكله المنتظم والمضبوط والقريب جد ًا من الذي نعرفه اليوم . وشهد عام ١٩٨٩ حدثين مهمين بالنسبة إلى حزب الله:

- الحدث الأول بعقده للمؤتمر التنظيمي الأول للحزب حيث برز الشيخ صبحي الطفيلي كأول أمين عام له

- والحدث الثاني بالتوصل إلى "اتفاق الطائف " في ٣٠ أيلول ١٩٨٩ في المملكة العربية السعودية شكل اّتفاق الطائف أساسًا جديدا لبناء الدولة اللبنانية و إنهاء الحرب الأهلية

ما يهمنا هنا في أتفاق الطائف نقطة مهمة ففي البند الأول تحت عنوان "بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها"

-على سحب سلاح جميع الميليشيات اللبنانية و غير اللبنانية، وعلى تسليم أسلحتها للدولة اللبنانية خلال ستة أشهر

-إعادة انتشار الجيش السوري داخل لبنان خلال مدة أقصاها سنتين ليتراجع إلى البقاع ونقاط محددة يتم الاتفاق عليها على أن يتم بحث مصير الجيش السوري بين الحكومتين فيما بعد.
-وفيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، و مما جاء تحت عنوان "تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي" ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دوليًا والعمل على تدعيم وجود قوات الطوارئ الأمن والاستقرار إلى منطقة الحدود.
باختصار فان هذا الاتفاق يؤدي إلى قيام دولة لبنانية وينهي الميليشيات ، ويحدد دور سوريا على أن تنسحب فيما بعد، كما ويؤمن لإسرائيل البيئة الآمنة للحدود مما يدفعها إلى الانسحاب و الذي كانت أصلا قد قررته كما رأينا في ١٤كانون الثاني ١٩٨٥ بقرار للحكومة الإسرائيلية، لكنها لم تستطع تنفيذه لعدم وجود ضامن للحدود يستطيع كبحها أو منع الفوضى فيها مما سيؤثر على العمق الإسرائيلي.
الذي حصل فيما بعد أن السوريين قاموا بتطبيق مشوه لاتفاق الطائف بغرض الإجهاز عليه بطريقة التفافية لان الوضع الراهن آنذاك كان في مصلحتهم. فكان من أول ما طبقوه سحب سلاح جميع الميليشيات مستثنين من ذلك سلاح حزب الله!!.
فإذا كانت حجة البعض أن حزب الله ليس ميليشيا، فان هذه الحجة أيضا تنطبق على غيره ممن قامت سوريا بسحب سلاحهم، بل أن حزب الله هو آخر من وصل إلى قافلة المقاومة إن صح التعبير ، وهناك العديد من الأحزاب التاريخية المشهود لها بالبدء بمقاومة إسرائيل ومع ذلك فقد تم سحب سلاحهم جميعًا، وهو ما يدفع المتابع إلى التساؤل : لماذا فقط حزب الله؟ !

قد يقول البعض إن الاحتكاك مع إسرائيل في الجنوب يستلزم أن يكون الفصيل شيعيا، فلماذا كان حزب الله فقط دون غيره من الأحزاب الشيعية على سبيل المثال؟!
باعتقادي أن الجواب على هذه النقطة يوضح كل الأمور المبهمة و يعكس كيف أن الحزب هو مجرد أداة لكل من سوريا و إيران.
وحصر المقاومة عمليا بحزب الله فقط المدعوم من سوريا وإيران. و كان لهذا دلالات عديدة منها:
- إن حصر المقاومة بحزب الله يعني أن على إسرائيل إن تأخذ بعين الاعتبار المطالب السورية و الإيرانية عند أي تحرك له.
-العدو المفترض لإسرائيل أصبح معروفًا ومحددًا و مرجعيته واضحة وهذه هي نقطة ايجابية لإسرائيل في الموضوع ، فهي إذا أرادت التفاوض تعلم مع من ستتفاوض ، و إذا أرادت الضغط تعلم على من تضغط و إذا أرادت القصف تعرف أين تقصف ، و إذا سقط لها جنود فتعرف أين وكيف و من قام بذلك ، أما في حالة "الفوضى" أو الفراغ فهي غير قادرة على فعل شيء وهذا ما كان يخيف إسرائيل ويمنعها من الانسحاب.

دخول سلاح الكاتيوشا أرض المعركة


في العام ١٩٩٢ ، دخل سلاح "الكاتيوشا" إلى أرض المعركة لأول مرة، وفي العام ١٩٩٣ قام حزب الله بتنفيذ ٤٢٣عملية مواكبا"مفاوضات مدريد" مع سوريا من خلال تركيز الضغط على جيش الاحتلال.
فقامت إسرائيل بعملية "تصفية الحساب "، واستمرت أسبوعًا كاملا في 52-7- 1993، وكانت نتيجتها تدميرا واسعا في أكثر من ٧٠ قرية وبلدة وتهجير حوالى ٣٠٠ ألف مواطن وسقوط أكثر من ١١٥ شهيدًا من المدنيين

أدت هذه العملية إلى تفاهم عرف باسم "تفاهم تموز ١٩٩٣ ، و هو تفاهم شفهي بين "حزب الله " و"إسرائيل" يقوم على تجنيب المدنيين في أي معارك . وقد قامت إسرائيل لأول مرة باختبار منهج الحزب و طريقة تفكيره وعمله، و هل هي جدية أم دعائية، وما هي قدرات الحزب الحقيقية. وفيما كان الحزب يقوم بدوره الدعائي مصورًا التفاهم على أنه انتصار للحزب ، كانت الحقيقة التي لا يذكرها أحد على الإطلاق أن ال تفاهم قد أدى إلى اعتراف الحزب بشيء اسمه "مدنيين إسرائيليين"!! هذا مالا تظهره أجهزة الدعاية لدى الحزب و أنصاره على سبيل المثال.

ويبدو أن إسرائيل وعت من خلال هذه الحرب أن الحزب هو حزب براغماتي فيما يتعلق بها و ليس كما تعكس شعاراته . و لو تم تفسير قبوله بهذا التفاهم على انه قد تم رغما عنه، فهذا يعني اّنه هزم و لم ينتصر!!

في العام ١٩٩٦ ، رأت إسرائيل أن قوة حزب الله قد ازدادت و أن التفاهم بدأ يتآكل، فقررت اللجوء إلى عملية عسكرية للتوصل إلى تفاهم سياسي آخر ، وبالفعل بدأت عملية "عناقيد الغضب " الإسرائيلية في ٢-4-1996 وأستمرت ١٧ يوما قامت إسرائيل خلالها بالاعتداء على لبنان جوا وبرا وبحرا مستهدفة البنى التحتية والمنشآت الحيوية للدولة اللبنانية من محطات كهرباء ومياه وقامت بارتكاب مجزرة كبيرة في "قانا" عبر قصف ملجأ في مركز للقوة الدولية في قانا هرب إليه الناس للاحتماء من الغارات فقتل أكثر من ١٣٠ مدنيا
لقد أدت هذه الحرب إلى ما يسمى "تفاهم نيسان ١٩٩٦ "
وكالمعتاد روج الحزب هذا الأتفاق على أنه نصر له ولكن بالتأمل للبنود لأدركنا الأتي
1-تجنيب المدنيين اللبنانيين القصف الإسرائيلي. (كأن القاعدة يجب إن تكون برأي أصحاب هذا التبرير هي استهداف المدنيين، وأن النجاح والانتصار يكمن في إن نمنع عنهم القصف!!).
٢- إن الاتفاق هو اعتراف بشرعية المقاومة اللبنانية من قبل إسرائيل!! (كأن المقاومة في أي بلد في العالم تعمل من باب أن يعترف بها الآخر ، فان اعترف فهذا انتصار لها و إن لم يعترف فهزيمة !! هذا المنطق لا يّتبعه إلا من يريد ثمارًا سياسية ، عندها فهو نعم يحتاج إلى اعتراف الآخر به ، أما المجاهد أو المقاوم الحقيقي فلا ينتظر اعترافا لامن خصمه و لا من حليفه (والجهاد بالعراق أكبر مثال)
3-على الرغم من أن المعني بهذا الاتفاق هو "حزب الله " عبر لبنان و سوريا، إلا أن الاتفاق أورد كلمة "المجموعات المسلحة " وهذا يعني حزب الله وغير حزب الله أيضًا ممن يفكر في قصف إسرائيل!! وهنا مربط الفرس أي أن أي جهه تريد مهجمة أسرائيل سوف يتولى أمرها الحزب حتى لا يخرق الأتفاق !!!!
من الناحية العمومية الكلية ، فان الهدف من هذا الاتفاق باختصار حماية الحدود الإسرائيلية،

صور حزب الله للعالم انه قد هزم الجيش الصهيوني و اجبره على التراجع وأّنه حقق نصر ًا ضخما عليه . إننا لا ننكر دور حزب الله في إلحاق الخسائر ببعض الجنود الإسرائيليين إلا أّنه لا بد لنا من القول إن الانسحاب لم يتم بسبب هذه الخسائر ، كما رأينا من خلال سياق الأحداث . و إلا لوكان الأمر كذلك لانسحبت إسرائيل من قطاع غزة (آنذاك) منذ زمن بعيد ، ذلك أن خسائرها البشرية والاقتصادية في قطاع غزة تفوق ما أصاب الإسرائيليين في جنوب لبنان أضعافا مضاعفة.
لا نريد أن نبخس القوم حّقهم و لكن نتساءل ، لو كانت هجمات حزب الله وحدها هي السبب ، إذًا لماذا لم تنسحب إسرائيل من مزارع شبعا أيضًا على ؟؟!!!

الحقيقة أن ضجة الانتصار الذي قامت بالترويج له وسائل الإعلام كاّفة كان الهدف منها التغطية على الحدث الأهم وهو حماية المستوطنات و الحدود الإسرائيلية من الجانب اللبناني.
فأي أنتصار هذا ؟ و بأعترف الحزب بالخط الأزرق الذي تم تحديده بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي تم وفق القرار الدولي ٤٢٥ والذي يمنع حزب الله من القيام بأي عمليات ضد إسرائيل على طول الخط (هذا ما يؤكد أن الإسرائيلي أراد الانسحاب وفق خطته و ليس لان حزب الله دفعه إلى الانسحاب ).

وفي تصريح للأمين السابق لحزب الله يجاوب صبحي ا لطفيلي في مقابلة له على قناة الجزيرة عن سؤال "وكأنك تتهم حزب الله وكأنه يحمي حدود إسرائيل؟ ":

"نعم، مش أتهم وهل هناك من يشك بذلك، الإسرائيليون من بعد ما انتزعوا ما عرف بتفاهم نيسان ١٩٩٦ م اللي اعترف حزب الله من جهته أنه بمنأى بالامتناع عن ضرب الأهداف الفلسطينية اليهودية في فلسطين ... ليس له حق أن يقاتل داخل فلسطين، يعني موضوع تحرير فلسطين وما شابه ذلك موضوع شطب من الخريطة وهنا كانت المصيبة يعني هنا كانت الكارثة "بدأت نهاية هذه المقاومة منذ دخلت قيادتها في صفقات كتفاهم يوليو (تموز) ١٩٩٤ وتفاهم ابريل (نيسان) ١٩٩٦ الذي أسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيلية وذلك بموافقة وزير خارجية إيران .... إن العمليات الفولكلورية التي تحصل بين حين وآخر لا جدوى منها لأن الإسرائيلي مرتاح.


يعقد المحلل العسكري و الخبير في الشؤون الإسرائيلية "ألوف بين " في مقال له في صحيفة "هآريتس" الصهيونية في ٦ تموز ٢٠٠٦ قبل عدة أيام من حرب تموز ٢٠٠٦ بعنوان : "نحن بحاجة إلى نصرالله"،
مقارنة بين خطر صاروخ "سكود" سوري محمل برأس كيماوي يمكنه أن يصيب تل أبيب و يقتل الآلاف ، وبين صاروخ قسام فلسطيني محمل بالمتفجرات البدائية و يصيب مستوطنة سيديروت أو اشكلون ، ليصل إلى استنتاج مفاده أن صاروخ قسام الفلسطيني أخطر من صاروخ سكود على إسرائيل!!

(هذه نظرية الفوضى التي ترعب إسرائيل ). يفسر ذلك بقوله "الخطر لا يأتي من تكنولوجيا أنظمة الصواريخ ، إنما من الأصبع الموضوع على الزناد "...
ويضيف: "الانسحاب الإسرائيلي من لبنان العام ٢٠٠٠ لم يتم بناء على إرادة وجرأة رئيس الوزراء باراك فقط ، بل الشكر أيضًا لقائد حزب الله حسن نصرالله الذي أوجد سياسة قانون واحد وسلاح واحد ... هو – أي حسن نصر الله -يمتلك السلطة والمسؤولية ، وعليه فان تصرفاته عقلانية و يمكن التنبؤ بها منطقيا ضمن ما هو متوافر ، هذا أفضل وضع ممكن ، فحزب الله يؤدي دورًا في الحفاظ على الهدوء في الجليل بشكل أفضل بكثير مما فعل جيش لبنان الجنوبي الذي كان مواليًا لإسرائيل "!!

و يقول: " الأحداث في غزة - يقصد ضد إسرائيل - تظهر لنا مدى الحاجة إلى إصبع مسؤول على الزناد على الطرف الآخر من الحدود للحفاظ على الهدوء ... إنه لأكثر من مهم أن يتم تطبيق سياسة "قانون واحد وسلاح واحد " حتى لو تم تطبيقه عبر نصر الله فلسطيني"
رابط المقال
We need a Nasrallah, Aluf Benn, Haaretz, 06/07/2006,at this link: www.haaretz.com/hasen/pages/ShArt.jhtml?itemNo=735153

الأحد، ٢٤ شباط ٢٠٠٨

حـــزب الله و المشـــروع الإيـراني


إنشاء حزب الله و دوره في خدمة المشروع الإيراني

سندرس لماذا اهّتمت إيران بإنشاء حزب الله اللبناني في ضوء ارتباطه بالولي الفقيه وما هي الأهداف الأساسية والرئيسية من وراء دعمه وما هو الدور الذي يؤديه الحزب في خدمه إيران و مشروعها.

لقد جاءت ولادة الحزب في ظروف حروب خارجية و داخلية عنيفة شهدها لبنان، و قد كان لإيران الدور الأبرز في ولادة الحزب إثر انتهاء دور حركة أمل الشيعية التي كانت مصالحها في الفترة الأخيرة من تلك المرحلة مرتبطة بالخطة الإسرائيلية بتصفية الوجود الفلسطيني في لبنان .

فعلى سبيل المثال ، نقلت وكالة رويتر في تقرير لها من النبطية في1-7-1982أن القوات الصهيونية التي احتلت البلدة سمحت لمنظمة (أمل) بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها، وبحمل جميع ما لديها من أسلحة . وصرح أحد قادة مليشيا منظمة (أمل) ويدعى ( حسن مصطفى (أن هذه الأسلحة ستستخدم في الدفاع عنا ضد الفلسطينيين)

و نقلت وكالة الأنباء في ٦ يونيو ١٩٨٥ م عن رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية (أهود براك ) قوله: "إنه على ثقة تامة من أن "أمل" ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإِسرائيلية .

بالإضافة إلى ذلك ، فقد كان الخط السياسي لحركة أمل تابعا لسوريا مما لا يترك مجالا لإيران لإملاء السياسات المناسبة عليها،

أعقب ذلك تورط حركة أمل في مجازر كبيرة في حق الفلسطينيين في لبنان . و لم تعد حركة أمل بشّقها السياسي أو العسكري بقادرة على ترويج الخط الإيراني، فكان لا بد من إنشاء حزب آخر ينقل إيران إلى المنطقة ويربطها بالقضية الفلسطينية ويسمح لها بموطئ قدم ويجعلها على صلة مباشرة بالأحداث ،

فكان أن تم إنشاء حزب الله من عناصر كانوا تابعين لحركة أمل أصلا؛ أبرزهم على الإطلاق المسئول عن مكتب حركة أمل في إيران في ذلك الوقت السيد إبراهيم أمين السيد الذي أصبح لاحقا أحد البارزين في "حزب الله "

ففي البيان التأسيسي لحزب الله والذي جاء بعنوان "من نحن ؟ وما هي هويتنا؟"
في ٦ شباط ١٩٨٥ ، عرف الحزب عن نفسه فقال : "...إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دو لة الإسلام المركزية في العالم ... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمّثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط و تتجسد حاضرا بالإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظّله مفجر ثورة المسلمين و باعث نهضتهم المجيدة..".
وقد عبر إبراهيم الأمين (قيادي في الحزب ) عن هذا التوجه عام ١٩٨٧ فقال : "نحن لا ( نقول إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران )

على أية حال عملت إيران على الاهتمام بالحزب اهتماما كبيرا وعلى تنصيع سيرته و الحرص على مثاليتها للإستفادة منها فيما بعد
و تكّفلت إيران بالدعم المالي للحزب الذي كان العامل الأول في اجتذاب المقاتلين إلى صفوفه. وجاء في كتاب "الحروب السرية ": "بلغت الأجرة الشهرية للمقاتل خمسة آلاف ليرة لبنانية، وهي أعلى أجرة تقاضاها مقاتل في لبنان عام ١٩٨٦ ، لدرجة أن مقاتلي "أمل" راحوا بهدف الكسب يهجرون صفوف الحركة للانخراط في حزب الله ".
ولكم أن تتخيلوا تأثير هذه القيمة من الأموال عندما توزع على ( أصحاب أقل دخلا على الإطلاق في لبنان وهم الطبقة الشيعية آنذاك!!
وظهر فيما بعد أن هناك توزيع ًا للأدوار الشيعية في لبنان ، ففيما تقوم "أمل" بتمثيل الشيعة سياسيا والحفاظ على حقوقهم ، يتولى حزب الله الأعمال العسكرية بعيدًا عن السياسة و الشؤون الداخلية .

قامت إيران بالتكّفل بجميع احتياجات الحزب المالية والتي بلغت عام ١٩٩٠ بثلاثة ملايين دولار ونصف المليون حسب بعض التقديرات
وخمسين مليون عام ١٩٩١ ، وُقدِّرت بمائة وعشرين مليونًا في ١٩٩٢ ، ومائة وستين في ع ام ١٩٩٣ ، وتشير بعض المصادر إلى ارتفاع ميزانية "حزب الله " في عهد رافسنجاني إلى ٢٨٠ مليون دولار . هذه الميزانية الكبيرة جعلت الحزب ( يهتم فقط بالدور المنوط به دون الّتدخل في نزاعات داخلية ضيقة)


من الطبيعي أن يكون للدور المناط بالحزب وجه لبناني ، بل من الأصح القول إن ضرورة توّفر وجه لبناني لدور الحزب هو الذي يضمن له استمرارية العمل في البيئة اللبنانية وبالتالي إفادة الأجندة الإيرانية قدر الإمكان ، ذلك أن العمل وفق المصلحة الإيرانية الخالصة دون أن يكون هناك وجه مصلحة لبنانية يؤدي إلى التضييق على الحزب الذي يصبح معزولا من قبل اللبنانيين الناقمين عليه،
ولذلك فإن المتابع لدور الحزب من بدايته وصولا إلى اليوم يرى أن الحزب يغير التكتيكات القصيرة الأجل لديه بشكل سريع و كثيف لدرجة التناقض في كثير من الأحيان ، لضرورة توفير الوجه اللبناني في إطار دوره. و بناء على ما سبق و تقدم، نستطيع أن نقول إن الأهداف من إنشاء حزب الله اللبناني من الوجه الإيراني له شّقان:
- شق داخلي لبناني يتعّلق بطبيعة الحزب و بيئته في لبنان.
- وشق خارجي يتعلق بولاية الفقيه و المشروع الإيراني الإقليمي.
على أن يصب المجهود الكلي في دعم المشروع الإيراني و إستراتيجية الولي الفقيه مهما كانت الظروف ، و هذا أمر واضح في أجندة القادة الإيرانيين منذ البداية.
ويمكن تلخيص هذا الدور الذي يقوم به حزب الله بالنقاط التالية


أولا: يقوم الحزب بتصدير مفاهيم الثورة الإيرانية بكاّفة مضامينها الدينية والاجتماعية إلى البيئة اللبنانية و تلتزم إيران مقابل ذلك بجميع الأعباء المالية والمترتبات التي يتطلبها هذا العمل . وعليه يصبح لبنان نموذجا للدول التي يتواجد فيها أقلية شيعية كبيرة مثل البحرين أو غيرها.
يقول الأمين العام لحزب الله على سبيل المثال : "لقد أنعم الله علينا بولي أمر هو رجل فّذ وشخصية استثنائية، فلو فتَّشنا كل حوزاتنا وبلادنا الإسلامية لما وجدنا فقيهًا من فقهاء الشيعة يجتمع فيه هذا الحشد وهذا المستوى من المواصفات الراقية التي تجتمع في سماحة القائد الخامنئي حفظه الله كقائد وولي أمر ..


ثانيًا: وبالتوازي مع الخطوة الأولى و لكن بحرص أكبر على ضرورة تحقيقها، يقوم الحزب باستخدام ما يسمى "القوة الناعمة " أو "البرستيج" للترويج للحزب على نطاق الوطن العربي بأسره كخطوة أولى، وكون الحزب لبنانيًا و أنه العدو المفترض لآسرائيل فهذا سيسهل كثير ًا مهمة إيران في اختراق الشعوب عن طريق الحزب الذي سيقوم في الخطوة الثانية بتجيير الفضل والولاء و"البريستيج" لإيران وللولي الفقيه ،
فتنتقل القاعدة الجماهيرية التي تؤيده و تتحول إلى تأييد إيران، وهكذا و بطريقة سلسة و سهلة يكون الحزب قد اخترق القاعدة العربية لصالح إيران، متفاديا الحساسيات التي من الممكن أن تنشأ فيما لو توّلت إيران بنفسها القيام بهذه المهمة بشكل مباشر أو انتهجت أسلوب تصدير الثورة بشكل مكشوف كما سبق وفعلت في بدايتها. لذلك نلاحظ بشكل دائم و مستمر حضور "إيران" و"الولي الفقيه " في جميع كلمات وخطابات قادة ومسؤولي الحزب الموجهة إعلاميًا.
نعطي مثالا على هذه الحالة من قول الأمين العام حسن نصرالله نفسه : "أيها الأخوة والأخوات نحن وجميع المسلمين في العالم لدينا ولي أمر، فإذ ا كانت أغلبية المسلمين لا يريدون أن يطيعوه فهذه مشكلتهم، و طبعا الكثير لم يطيعوا النبي ولا الإمام المعصوم، ولكن هذا لا يعني أن الإمام ليس إمامًا والنبي ليس نبيًا، نحن لدينا ولي أمر هو نائب الإمام المهدي (عج)، وأوجب علينا طاعته ونحن خبرنا هذا الولي والقائد، في طهارته وصفائه وورعه وفي الوقت نفسه في شجاعته وقوته وحكمته وتدبيره ووعيه؛ فهو يتحدى أميركا والاتحاد الأوروبي والأساطيل التي تملأ الخليج ... إذ أردنا الآخرة، فآخرتنا مع ولي أمرنا نائب الحجة (عج)؛ وأزيدكم، إذا أردنا عز الدنيا وشرفها وكرامتها فلن ننالها إلاَّ مع ولي الأمر، حتى هذه المقاومة الكبيرة التي نعتني بها والتي هي الشيء الوحيد في هذا العالم العربي الذي نرفع رأسنا به ونعتز به وبوجوده، لولا رجل اسمه روح الله الموسوي الخميني لما كان لها وجود في لبنان، وبعده لولا رجل اسمه علي الحسيني الخامنئي لما استمرت المقاومة"
فطعنهم بداية ، ثم عاد ليقدم لهم المثال عمن يجب أن يتبعوه ، أي ولي الأمر نائب الإمام المهدي القائد الطاهر الشجاع الذي يتحدى الأساطيل و الذي أنشأ الشيء الوحيد الذي يرفع الرأس في العالم العربي !!
هذه فقرة نموذجية لطريقة الترويج للولي الفقيه في الوسط العربي و الإسلامي السني و كيف يتم تجيير الدعاية للحزب لتصب في صالح إيران و الولي الفقيه.
لكن يبدو أن العرب استعصى عليهم فهم الأمر في البداية !! فأراد الأمين العام أن يفهمهم أن التأييد يجب أن يذهب لإيران وللولي الفقيه تحديد ًا، وليس لشخصه ولا لحزبه ، وقد تجلى ذلك بشكل لا يقبل الشك ولا الطعن عندما قام بتقبيل يد الإمام الخامنئي أمام الشاشات العالمية التي كانت تنقل الحدث. ففي الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة (الذي أقيم في طهران في نيسان ٢٠٠١ م) والذي تم افتتاحه بكلمة للولي الفقيه مرشد الثورة الإيرانية علي الخامنئي ، و فور انتهائه منها، تنحى حسن نصراللَّه من مكانه وتوجه نحو القائد الولي الفقيه علي الخامنئي،
ثم قبل يده. !!!!
يقول رئيس تحرير جريدة "جمهوري إسلامي " مسيح مهاجر ي الملّقب حجة الإسلام والمسلمين : بعد يومين، توجهت للقاء سماحة السيد نصراللَّه حيث حاورته،
وسألته عن السبب الذي دفعه في هكذا جلسة رسمية إلى الانحناء أمام قائد الثورة وتقبيل يده. فقال لي : "لقد تعمدت هذا الأمر ... وسبب ذلك أن وسائل الإعلام العالمية اعتبرتني هذه السنة "رجل العام "، وفي البلاد العربية أطلقوا علي عنوان "أكثر قادة العالم العربي نجاحا الأمر الذي لم يسرني . لكن، في هذه الجلسة المهمة التي حضرها جمع من زعماء الحركات الإسلامية والشخصيات السياسية للدول الإسلامية، وحيث كانت ُتبث وقائع الجلسة مباشرة في دول العالم، أقدمت على ذلك لأقول لكل الذين يعرفوني: أنا جندي قائد الثورة"
هذا كلام صريح وواضح ولا يحتاج إلى تأويل أو تفسير، انظروا كيف أن الحركات والتصرفات كلها محسوبة و دقيقة، فمن أين سيخطر على ذهن المشاهد أن هذه الحركة مقصود ة!!

وعليكم بقياس هذه الحالة على جميع خطب ورسائل السيد حسن نصرالله و كلماته الموجهة للإعلام
عدا عن قناة "المنار"، إذ لا شيء عشوائي أو فوضوي ، كله مدروس ودقيق و له اهدافه المبطّنة غير تلك الظاهرة.
لقد
أزعج حسن نصرالله ان يتم وصفه بأكثر قادة العالم العربي نجاحا نعم، فهو لا يعمل لكي يوصف بذلك ، هو يعمل لكي يتم وصف الولي الفقيه وإيران، لذلك يقول لقد تعمدت الأمر !! أي أنه أراد تصحيح فهم هؤلاء العرب الذين لا يزالون يفرقون بينه و بين تبعيته للولي الفقيه.
و لعلّ هذا الترويج الإعلامي لإيران والولي الفقيه لقي قبولا واسعا ونجاحا باهرًا في الوسط العربي و الإسلامي، وخير دليل على ذلك ، أنه إذا ما أراد أحدهم كتابة مقال صغير ينتقد فيه أسلوب إيران و طريقة استغلالها لملفات المنطقة، أو دورها السلبي في العراق وأفغانستان مثلا، تجد الانتقادات تنهال عليه من كل حدب و صوب... كيف تنتقد إيران التي تدعم حزب الله!!
إن حزب الله ككل بجميع أذرعه العسكرية والسياسية والاجتماعية ومؤسساته وكوادره وقياداته عبارة عن مؤسسة إعلامية ودعائية ضخمة وهائلة وقد تكون من أنجح المؤسسات الدعائية في العالم على الإطلاق.
والاستثمار المالي والمادي والمعنوي والديني الإيراني في هذه المؤسسة الدعائية هو خيار صائب لها، بل هو الخيار الناجح في نقل الثورة الإسلامية إلى الخارج وفي اختراقها للقاعدة الشعبية الإقليمية.

إذ تقوم هذه المؤسسة باستخدام الخطاب المموه للوصول إلى الأهداف دون أن يتم إثارة الموضوع بشكل صدامي ، بل بكل هدوء وروية.
الصورة
المرسومة والمغروسة في أذهان الناس عن "حزب الله " لم يكن لها أن تنطبع بهذه الحدة والقوة لولا الجهد الإعلامي والدعائي الضخم وطبيعة الحزب الدعائية من أساسها كم ذكرنا. ولا شك أن الوسائل الإعلامية هذه تعمل في ترويج "كل" الحزب: عقائده، أفكاره، سياسته، أفراده، وفي غالب الأحيان يكون هذا الترويج مصحوبًا بمساحيق وأدوات تجميل، فلا يظهر من الحزب وعقيدته وتوجهه إلا ما هو حسن أو "محسن"، كما سعى الحزب إلى غزو الوسائل الإعلامية العامة غير التابعة له، من محطات فضائية وصحف ومجلا ت ودوريات، ...

الخداع الذي يمارس من قبل حزب الله على نطاق واسع احد أهم أسباب نجاحه هو جهل "الآخر" بالطرق الصحيحة للحكم على الأمور . فعندما تريد أن تحكم ع لى أمر لا بد و أن تقرأ عنه و من الأفضل بطبيعة الحال إن تكون القراءة من المصدر الأساسي نفسه كما هو معروف.
لكننا في الوطن العربي بدلا من أن ندرس مثلا ظاهرة حزب الله من خلال الكتابات الخاصة لقادة الحزب و القيمين عليه ومن خلال النزول على الأرض وتفحص المنشورات والحسينيات والمجتمع الذي يعيش فيه الحزب ، وهل هو مطابق لما يقوله للعامة أم متناقض معه ؟!

نقوم بإهمال كل ذلك و نفعل العكس ، اذ ننتظر خطبة للأمين العام لحزب الله أو نفتح قناة "المنار" وننتظر الخبر ثم نقول ها انظروا إنه حزب غير طائفي و إنه حزب مجاهد و إنه و إنه .... ونقع في الفخ المنصوب.
فالخطاب عندما يبث الى ملايين الناس يكون خطابا مدروسا وهدفه الأساسي أن يقع مثل هؤلاء المغفلين في هذه الحفرة . فعندما تفتح تلفزيون المنار لا تتوقع أن يكون هناك طعن بالآخر لان هذه القناة على سبيل المثال موجهة للآخر ، فكيف سيشاهدها الجمهور الذي تستهدفه إذ كانت ستطعن به!
فالحزب بارع في استخدام الشيء للطعن بضد ه، فعلى سبيل المثال إذا ما أراد أحدهم كشف وجه الحزب الطائفي عاجلة الرد "إننا متحالفون مع المقاومة الفلسطينية السنية ، فكيف نكون طائفيين؟ !". فهم بهذه الطريقة ينفون عن أنفسهم الطائفية و يلزمونها للسائل وفي نفس الوقت يحظون بدعاية إعلامية واسعة من خلال الالتصاق بالمقاومة الفلسطينية.

ثالثًا:
يؤمن وجود حزب الله بذاته - و كونه مرتبط بإيران إلى هذه الدرجة- موطئ قدم للسياسة الإيرانية التي تسعى إلى استغلال مسألة "معاداتها لإسرائيل دون اصطدامها بها" إلى أبعد حدود على الرغم من بعدها الجغرافي ،

ويعتبر حزب الله صلة الوصل في الموضوع ، و يشكل ورقة عالية للمساومة على أي وضع من الأوضاع المصيرية التي تتعلق بإيران في أي وقت من الأوقات على اعتبار أنها تستطيع تفجير الوضع عندما تريد وتهدئته عندما تريد أيضا. وخير دليل على ذلك من الواقع ، فكّلما تندلع جولة من جولات المناكفة تهب الأصوات الإقليمية و الدولية للمطالبة بضرورة الاتصال مع إيران بشان الموضوع!!
تقوم إيران بتأمين السلاح والعتاد الكامل لحزب الله "لمناكفة" إسرائيل و ذلك ضمن معادلة داخلية محدودة – كما سنشرح في البوست التالي
لا تتجاوز الحصول على مكاسب سياسية و إعلامية بالدرجة الأولى و ما يأتي بعد ذلك فهو فائض. والهدف من ذلك أن يلقى حزب الله شهرة كبيرة في العالم الإسلامي تمهد الطريق له لتصدير مفاهيم الثورة الإيرانية من تحت البساط ودون أية مشاكل أو حزازيات، و إعطاء ثقل لإيران في المنطقة العربية و العمل على اختراقها تمهيدًا للسيطرة عليها في المستقبل ، أو استغلال هذه المسألة من أجل فرض نفسها لاعبا أساسيًا. بل إن هذا الدور الذي تقوم به إيران عبر حزب الله أصبح مكشوفا للجميع بما فيهم الإسرائيليون أنفسهم.
في هذا الإطار، يصل أحد أشهر الخبراء في مجال الاستخبارات والباحث في "مركز جافي للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب " الدكتور "افرايم كام" في كتاب أّلفه بتكليف من وزارة الدفاع التي أصدرته ونشرته فيما بعد في العام ٢٠٠٤ ، ويشمل عرضا لكثير من الوثائق التي ترصد
تطور القوة العسكرية الإيرانية، فضلا عن الاستغراق في تحليل الدوافع الكامنة خلف الإستراتيجية التي تتبعها الجمهورية الإسلامية، وهو يستند إلى ألف ومائتي مرجع ووثيقة ، إلي قناعة مفادها: "إن إيران من ناحية عملية لا تعتبر إسرائيل العدو الأول لها ولا حتى الأكثر أهمية من بين أعدائها".

البوست القادم عن حزب الله والكيان الصهيوني

الاثنين، ١٨ شباط ٢٠٠٨

موقف "حزب الله" من مشاريع المقاومة الإسلامية



يعتبر هذا الباب من أبرز الأبواب التي تظهر تناقضا و اضحا في سلوكيات وعمل حزب الله وشعاراته.
من المعروف أ ن القضية الفلسينية حاضرة دوما في أدبيات حزب الله اللبناني وخطابه الإعلامي والتعبوي و في كل صغيرة و كبيرة وشاردة ووارد ة،وبشكل دائم ومتواصل ، لكن ما خبرناه من أحداث الماضي إن هذه القضية قد التصق بها من يريد الحق ومن يريد الباطل ، فقد سبق و أن شهدنا تواجد القضية الفلسطينية في خطابات وأدبيات العديد من الأحزاب و القيادات،

وكان البيان رقم واحد دائما ينص على تحرير القدس و مجابهة العدو الصهيوني ، و من ثم تبين - بعد فوات الأوان - أن الهدف من وراء الالتصاق بالقضية الفلسطينية إما كسب استعطاف الشارع العربي و الإسلامي لتلميع الصورة و أما التغطية على أفعال وأخطاء أو سياسيات كبرى إذا كانت القضية الفلسطينية حاضرة مقابلها، نظرا لوزنها ولأهميتها الوجدانية والعملية في قلب وضمير كل عربي و مسلم.
لكن التمييز فيما إذا كان الالتصاق بالقضية الفلسطينية هو التصاق ذو طابع سياسي و مصلحي أم التصاق ذو طابع إسلامي أو عربي مبدئي تمليه العقيدة والأخوة الإنسانية والدينية ، يحتاج إلى مقاربة شاملة حتى يظهر لنا الحكم الفصل
فيه. نحاول في هذا الباب رصد مواقف وتوجهات حزب الله من مشاريع المقاومة الأخرى في العالم الإسلامي وخاصة في العراق ، أفغانستان، الشيشان .
وقد اخترنا هذه الجبهات على سبيل المثال لا الحصر وذلك على اعتبار أنه الأكثر اشتعا ًلا حاليا في العالم الإسلامي وعلى اعتبار أنه لا خلاف على مشروعية وعدالة القضية في هذه البلدان لدى الجماعات المقاومة والإسلامية.



فطالما أن توجهات "حزب الله " كما يتم طرحها في العلن هي توجهات إسلامية خالصة وتوجهات مقاومة ، فلا بد إذًا من أن يظهر شيء من ذلك من خلال القول أو العمل على صعيد هذه الجبهات الإسلامية، بالطبع هو ليس مطالبًا بذلك ، و لكن المفترض أن يظهر ذلك في مكان ما لديه حتى لو في بعض المراحل القصيرة والمؤقتة . مع ضرورة التأكيد على أن هذه المقاومة (الشيشان،أفغانستان، العراق) هي مقاومة تاريخية نابعة من جذور و أصول إسلامية عريقة ولها تاريخها الجهادي والنضالي في أصقاع العالم الإسلامي و لا تنتظر من حزب الله دعمًا، حتى بالكلام. و على الرغم من أن هذه المقاومة تعاني من محاولات عزل سياسي وعسكري بسبب الحرب العالمية الشرسة عليها تحت ذريعة ما يسمى الإرهاب، إلا أنها نجحت في الصمود و التأقلم و المواجهة وأوقعت خسائر عظيمة في قوات الاحتلال، وهي تحارب أكبر قوتين في الكون الحلف الأطلسي و القوات المتعددة الجنسيات في أفغانستا ن، و الولايات المّتحدة وبريطانيا في العراق إضافة إلى عدد كبير من الدول. ما يعنينا هنا هو مقارنة موقف حزب الله من هذه المجريات لنستخلص توجهه و مآربه و الهدف من ذلك.
أولا: الجبهة الشيشانية:

من المعروف أن الجبهة الشيشانية من أشد الجبهات اشتعا ًلا إذا ما تم قياس ذلك نسبة إلى المدى الزمني للمعركة(الحديثة) التي تجري فيها منذ تشرين أول من العام ١٩٩١ وهو التاريخ الذي أعلن فيه الزعيم الشيشاني جوهر دوداييف قيام جمهو رية الشيشان المستقلة عن روسيا و من ثم في ١١ كانون أول ١٩٩٤( تاريخ غزو القوات الروسية لجمهورية الشيشان المستقلة.

وعلى الرغم من مرور أكثر من ١٥ سنة على الحرب التي يخوضها المجاهدون الشيشان في سبيل استقلالهم ضد الغزو الروسي ، إلا أ ن خطابات وأدبيات حزب الله اللبناني تخلو كّليا و بشكل كامل من أي إشارات أو دلالات أو إسناد شرعي باسم الدين الإسلامي أو حتى معنوي باسم المظلومين ، المقهورين أو المستضعفين في الأرض . (و هو الشعار الدارج جدا عند الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حزب الله اللبناني).
ويستطيع المراقب أن يحاول جاهد ًا لكي يجد شيئا عن "القضية الشيشانية " في الخطاب العام أو الخاص المعاصر أو الماضي لدى حزب الله فلا يجد . فهل يعقل أن يكون هناك حزب إسلامي له سمعة وباع في المقاومة ومقارعة الظالمين ولا يكون عنده أي إشارة عن إخوانه في المناطق والبلدان الأخرى (كالبوسنة أو كشمير أو الصومال..الخ) و لو من باب الشكليات؟!!
قد يفسر البعض هذا التجاهل التام للمجاهدين الشيشانيين والقضية الشيشانية من قبل حزب الله على أن جهد حزب الله العملي و الإعلامي يتركز على إسرائيل، و إن روسيا لا تدخل ضمن قائمة الاستهداف العملية أو الإعلامية للحزب. لهذا فقد اخترنا الجبهتين الأفغانية والعراقية حيث التواجد الكثيف للولايات المّتحدة وللمصالح الصهيونية ، لنرى موقف حزب الله من المقاومة التي تجري في هذين البلدين ونقيم موقف الحزب على هذا الأساس.

ثانيا: الجبهة الأفغانية والعراقية:

في ٧ تشرين أول /أكتوبر من العام ٢٠٠١ بدأ الغزو الأمريكي لأفغانستان كأول حرب مدمرة في القرن الواحد والعشرين وفي ٢٠ آذار/ ٢٠٠٣ بدأت عملية غزو العراق والتي قام بها تحالف مؤّلف من ٣٠٠,٨٨٤ ألف جند ي من٤٩ دولة تشكل الولايات المّتحدة وبريطانيا عمادها الرئيسي والأساسي
.واحّتل العراق و قد كان خطاب حزب الله خلال هذه المرحلة يركز على وجود محتل أمريكي مع أن التركيز عليه كان هامشيا في تلك الفترة وذلك كيلا يثير الحزب شبهة "الإرهاب" عليه التي توصم بها الحركات الإسلامية بعد ١١ أيلول. ولكن مع مرور الوقت أخذت تتبلور مشاريع المقاومة في أفغانستان والعراق أكثر فأكثر ، كان يفترض تأييد حزب الله في الفعل أو القول لمثل هذه الحركات المقاومة التي تجمعه بها الدين الإسلامي أو عنصر المقاومة نفسه أو العدو الواحد وهو أمريكا و إسرائيل (طالما أن الحزب يدعي دوما أن أمريكا الشيطان الأكبر هو العدو الأساسي ) سواء بصورة مباشرة أو حتى بصورة غير مباشرة فيها "مواربة" أو حديثًا "مجهو ًلا أو بصفة الغائب " كي لا يورط نفسه إذا
اعتبر هذه المسألة توريطًا وليس شرفًا، إلا أن ذلك لم يحصل. لم يكن هناك أي نوع أو صورة من صور الدعم حتى اللفظي أو الخطابي أو الشكلي ، و لم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه ليصبح تهجما وتطاولا بل وتشويها لصورة المقاومة في هذه البلدان ودعمًا للمتعاونين مع الاحتلال. وإن كان السكوت في بادئ الأمر فيما يتعلق بالهجوم الأمريكي على العراق يمكن تفهمه أو تأويله بحجة إن وجود صدام حسين في الحكم من الممكن أن يحرج الحزب فيما إذا أراد الدفاع عن العراق خوفا من أن يتم تأويل كلامه على أنه دفاع عن النظام العراقي ، إلا أن سقوط صدام مع نظامه أسقط أي حجة موجودة عند الحزب ، و كشف حجم التواجد و التعاون الأمريكي - الصهيوني مع
المرجعيات الشيعية العليا التي لا يفتأ حزب الله يدافع عنها كلما سنحت له الفرصة*.
وقد قام الحزب في هذه الأثناء باستخدام مخزون الاحترام لتجربته الموجودة في العالم العربي ، لتبرير ما تمارسه المرجعيات والفئات الشيعية في العراق ، حيث اعتبر مواقف الجميع في العراق "اجتهادات"...، وحاول تسويق لجوء
بعض القوى الدينية الشيعية إلى غير خيار المقاومة على أنه اجتهاد ، وان هذا لا .( ينقص شيئا من صدقها في رفض الاحتلال الأميركي!! و في هذه المرحلة ، بدأ حزب الله أيضا باستغلال النقمة العالمية الأمريكية على ما يسمى "الإرهاب" خاصة في العراق ،
ليقوم هو بتزكية نفسه أمام الإدارة الأمريكية، فأصدر العديد من البيانات في مراحل مختلفة يدين فيها قتل الأمريكيين في العراق ** و يؤ ّ كد على أن هذا يضر بالإسلام والمسلمين ، غير ملتفت أو مهتم لأمر الإسلام والمسلمين حين يتعرضون لحملات إبادة أمريكية كما حدث في الفلوجة أو الرمادي أو تلعفر أو غيرها!!

وبد ًلا من أن يحمل على الاحتلال الأمريكي و الدور الإيراني التخريبي الواضح والجلي في العراق و ينسب إليها أعمال التفجير و القتل التي تحصل والتي تشهد العديد من الوقائع العملية - كاحتجاز الجواسيس البريطانيين في البصرة و مقتل الجواسيس الأمريكيين قرب الفلوجة - على أن الاحتلال و أعوانه وراء هذه التفجيرات ، قام بنقل ذلك إلى المقاومة العراقية ليزيد من تشويه صورتها، بل ادعى أن ما لديه هو معلومات "مؤكدة وليست أخبار ا" ليستطيع
بذلك تأكيد تشويه صورة المقاومة العراقية البطلة في أذهان الناس على اعتبار أنه لا يكذب في كلامه .

وقد أدى بذلك دورا كبيرا يفوق الدور الأمريكي والإسرائيلي والإيراني في الطعن في المقاومة العراقية. فقد قال الأمين العام لحزب الله في تصريح له : "اليوم العمليات التي تستهدف العراقيين في العراق بحسب معلوماتي وليس تحليلا بعض العمليات التي تستهدف المدنيين في أغلب المناطق العراقية تقوم بها جهات من بينها جهات صدامية التي ترى في قتل الناس وعموم العراقيين طريقة لإرها بهم وإرعابهم لإخراجهم من الساحة ... هناك مجموعة أخرى (...)، الجماعات التكفيرية التي لا تكفر الشيعة وحدهم بل كثير ًا من السنة بل تكفر بعضها وتكفر من عداها فهي المسلمة والمؤمنة وحدها. هذه المجموعات تمارس عمليات قتل ذريعة وواسعة في العراق ثم استدرك قائلا كي لا يقع عليه الحرج: "وهناك عمليات استهدفت المدنيين يديرها جنرالات وضباط أمريكيون مباشرة في مراكز الاحتلال الأمر تحدثنا عنها"


راجع: كلمة حسن نصرالله بمناسبة "ذكرى الكاظم" بتاريخ8-9-2005مصدر

نلاحظ في هذا الكلام أنه استبعد نهائيا أي دور لإيران أو لعملائها أو للمخابرات الإسرائيلية واّتجه مباشرة إلى المقاو مة العراقية يّتهمها بهذه الأفعال . ولكي لا يعطي ذريعة لانتقاده ذكر مسألة الضباط الأمريكيين ثم عاد إلى اّتهام المقاومة. هذا الخطاب ليس استثناء، فجميع كلمات الحزب وأمينه العام تصب في هذا الإطار الجامع.


إن موقف حزب الله لم يتوقف عند باب عدم الاعتراف بشيء اسمه مقاومة عراقية، بل تخطاه إلى مهاجمتها بنفس الكلام والسياق الأمريكي و الإسرائيلي وعملائهم في العراق الذين دخلوا على ظهر الدبابة الأمريكية. لقد كان الحزب يستتر عندما يتم إحراجه بموضوع المقاومة في العراق وأفغانستان خلف أجوبة هلامية عامية فضفاضة لا يفهم منها الحق من الباطل وتنطبق على الصالح كما على الطالح ، إلى أن جاء خطابه الشهير في ذكرى الإمام الكاظم الذي تزامن مع حادثة جسر الأئمة في بغداد ، حيث صّنف السيد حسن المقاومة العراقية أمام حشد هائل من الجمهور و الكاميرات و النقل
التلفزيوني بين :
"صدامي بعثي و تكفيري إرهابي". ثم أصبح يردد منذ احتلال العراق مصطلحات مثل : العراق الجديد ، التكفيريين، البعثيين ، فلول النظام ، الإرهابيين، الانتخابات الحرة، المقاومة السياسية. و قد بلغ موقف حزب الله و قيادته المتمثلة بالسيد حسن نصرالله من الخزي والعار إلى د رجة تماهيه مع الموقف الأمريكي و الإسرائيلي تماما، ففي نفس الخطبة يقول : " فليتح للشعب العراقي أن يعبر عن رأيه وخياره ، وليتح للشعب العراقي أن يختار نوابه ولو في ظل الاحتلال لأن ذلك وسيلة من وسائل مواجهة الاحتلال!!



هو يردد نفس الكلام الذي كان يردده بوش ورامسفيلد وبريمر ، يريدون إجراء انتخابات فليس في العراق أي مشكلة سوى الانتخابات ، والسيد حسن بعد شتمه المقاومة العراقية يدعو فقط إلى المقاومة السياسية السلمية على طريقة آية
الله السيستاني!!
بل أن مواقف العلمانيين والشيوعيين "الذين يعتبرون خصوم الحركة الإسلامية" أصبحت أكثر تقدمًا بكثير في دعم المقاومة العراقية من مواقف الحزب السلبية ، لدرجة دفعت العديد منهم - من الذين لا يؤمنون أصلا لا بمقاومة إسلامية و لا بالشريعة - إلى الرد على أقواله ومزاعمه ومنهم على سبيل المثال لا الحصر "نوري المرادي " وهو شيوعي عراقي حيث أفرد مقالتين كاملتين حول الموضوع ننقل مقاطع واسعة منهما فيما يلي:
"أيها الإمام الفاضل حسن نصر الله ، فالتكفيريون إخوة لك في الدين وماينسحب عليهم ينسحب عليك . أنت بطل تحرير لبنان وهم أبطال الجهاد وسيبشروك بتحر ير الجزيرة بعد العراق وأفغانستان .... أقول هذا ومستعد لجدالكم عليه متحديًا حتى تنثنون . فإن كنت والتكفيريين على خلاف في شيء فدعهم ويدعوك !.... و الصداميون، هم أيضا إخوة لك، شئت في هذه أم أبيت ! فالصداميون يقاتلون المحتلين الآن مثلك وأشد بدرجات . والصداميون الآن يسيطرون على مناطق بأسرها في العراق محررة لا يدخلها قرد من قرود الاحتلال ولا غلمانه إلا على منيته ... فما هذا التناقض أيها الأمام نصرالله؟! لماذا تدعم آل الحكيم الذين تجسسوا للأمريكان عن حال العراق والمسلمين؟ ! أم تنسى أن المقبور باقر حكيم أفتى لجهة التعاون مع أمريكا وبالضد من أمر الله تعالى بعدم موالاة الكافرين؟"




و يضيف في مقال آخر له ردا على الأمين العام لحزب الله : "أردت التحدث معك حول مصطلح "التكفير" الذي بدأت تردده باندفاع في خطاباتك ... أنت وإن لم تستخدم التكفير استخدام الرعاع، لكنك كررته بخطابك مندفع ًا بحماسة وشطط . وكأنك ترى بالذي تصمه بالتكفير جبان ًا يعاني من عقدة مفترضة لذاك تتشاطر عليه وتختال أمامه بقوتك، انتصار ًا لمظلمة أو شيء من هذا القبيل ... المأخذ الثاني، افتراض مني بأنك تقصد بالتكفيريين، جماعة من السنة الوهابيين، أو من يسمون بالسلفيين ... ملخص ًا، فإن أخذنا التكفير بمفهومه الفقهي الصحيح، أي الحكم على ممارس نواقض الإيمان بالكفر؛ وإن أخذنا التكفير على أنه جهالة وابتعاد عن روحانية الإسلام ؛ وإن أخذنا التكفير على أنه أداة بيد المحتلين وغلمانهم ورع اعهم يرجمون به من ليس على هواهم، إذا أخذنا أحد احتمالات هذه المعاني للتكفير أو كلها معيار ًا للحكم ، فلن يرى العراقيون أو المتابعون المحايدون التكفير بغير فيلق بدر والمجلس الأعلى وآل الحكيم الأصفهاني وسستاني
ومن والاهم . هؤلاء حصر ًا هم الأشد جهالة والأشد أخذ ًا بالترهات والأشد عمالة والأشد إهانةة للدين والتشيع والأشد تكفير ًا لمن ليس على هواهم ! فحاشاك يا سماحة الإمام المجاهد حسن نصرالله والخلط في التعابير والتعاريف ! وبعداك
والانزلاق لموقع لا تقر عليه قدمك ! وأن تعود عن خطل عارض لهو خير لك ( وللملايين من محبيك على أن تأخذك العزة بالإثم!



مقال : "الى الإمام حسن نصرالله ثانية ! عن العمهِ والتكفير!"، نوري المرادي ، )
شبكة البصرة، ٩ ايلول ٢٠٠٥ على الرابط:
http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2005/0905/morad_090905.htm



باختصار شديد ، و إذا ما عمدنا إلى مقاربة مواقف حزب الله من مشاريع المقاومة الإسلامية في العالم الإسلامي، سنلاحظ ثلاث مواقف أساسي ة له هي:

الموقف الأول: التجاهل التام والشامل واتخاذ موقف اللامبالاة تجاه قضايا جوهرية كالشيشان وأفغانستان والبوسنة وكشمير.
- الموقف الثاني : التهجم والتطاول والتشويه المقصود والعمدي و الإلغاء كحالة المقاومة العراقية و الأفغانية، بل والتماهي مع مواقف المحتل وعملائه.
- الموقف الثالث : التأييد والتشجيع "الخطابي " الدائم والعلني للقضية الفلسطينية.


و إذا ما جمعنا هذه الملاحظات مع بعضها نستطيع أن نستنتج أن الموقف من القضية الفلسطينية هو موقف مصلحي بامتياز ، لأن المفروض أن المبدأ الإسلامي لا يجزئ الاحتلالات خاصة إذا كانت الجهة هي ذاتها (لا فرق بين
إسرائيل و أمريكا). فإذا كان التأييد للفصائل الفلسطينية الإسلامية والقضية الفلسطينية تأييد ًا عقائدي ًا فهذا يفترض تأييد المقاومة العراقية لأ ن الطرفين مسلمان ومن المذهب السّني ، والطرفان أرضهم محتّلة ومقاومتهم مشروعة ،
والاثنان يواجهان ما يدعي الحزب أنهم أعداؤه "إسرائيل وأمريكا"، والاثنان عرب - إذا إن هذا يشكل مأخذا مثلا - .
ولذلك، نلاحظ أن الحزب وعبر قياداته يقوم عندما يتم إحراجه بالالتفاف على الموضوع إما من خلال كلام عام شامل هلامي مطاطي و إما من خلال إعطاء مبررات ومسوغات وتأويلات فاضحة لا تستند إلى شرع أو دين أو أخلاق أو عقل ، كما فعل عندما برر موقف المراجع والطبقة السياسية والدينية التي جاءت مع الأمريكيين إلى العراق.

الدور الإيراني في مساعدة الأمريكيين واضح في العراق من خلال الإطاحة به وتدميره مع بنيته التحتية ومؤسساته السيادية وحل جيشه و السعي إلى تقسيمه ، لذلك فإن إيران والأطراف الشيعية المرتبطة معها في داخل العراق تتحمل
المسؤولية الكاملة عن الأفعال الثلاثة السابقة والتي تصب في خانة دعم الكيان ا
لصهيوني. وكان من نتائج الأفعال السابقة انتهاء خطر الجبهة الشرقية على إسرائيل وتغيير العقيدة القتالية للجيش العراقي.
فكيف يمكن أن نجمع ونوّفق بين صورتين متناقضتين لإيران؟ في الصورة الأولى، تدعم إيران إسرائيل وتهيئ السبل لتمكنها من الاستقرار كما حدث في العراق، وفي الثانية، تحارب إيران إسرائيل بواسطة "حزب الله " كما حدث في
لبنان، مع الحرص الكامل على أن تكون الطائفة الشيعية وحدها هي المقاتلة في الجنوب اللبناني.
يكون التوفيق بإدراك أن المقصود من قتال "حزب الله" للعدو الصهيوني في لبنان هو الدعاية والترويج لإيران والطائفة الشيعية على مستوى لبنان والعالم العربي والإسلامي من جهة، ومن أجل التغطية على جرائم إيران في العراق من
جهة ثانية


أما بالنسبة لموقف الحزب من مشروع المقاومة الفلسطينية ،


فالتفسير الوحيد لهذا التناقض هو أن الحزب يريد الانتفاع من قدسية القضية الفلسطينية ليقوم بدوره الذي شرحناه في القسم الأول للترويج لنفسه و اختراق القاعدة الشعبية العربية و الإسلامية من أجل الدور الذي يلعبه في خدمة المشروع
الإيراني. هذه المصلحة لا تتعلق بمصلحة الحزب بشكل خاص فقط ، إنما بالمصلحة الإيرانية بالأساس . فالمعروف أن تأييد حزب الله لأي مقاومة في العراق – سواء إسلامية أو وطنية أو قومية - يصب ضد مصلحة النظام الإيراني بالدرجة الأولى ، ثم الطائفة الشيعية بالدرجة الثانية . لذلك و من خلال مقاربة المواقف ، نستطيع أن نستنتج أن الحزب يرى إن احتلال العراق أوصل الطائفة الشيعية و خاصة الموالية لإيران إلى الحكم وبالتالي فهذا مكسب لا يجب التفريط به عبر تأييد أي مقاومة عراقية مسلحة ، فما بالك إن كانت المقاومة إسلامية سنية!!
وهذا يبرز حقيقة الموقف الطائفي للحزب و سكوته عن تلاقي مصالحه مع المحتل حيث تنتفع الطائفة الشيعية "الموالية لإيران" هناك من الاحتلا ل الأمريكي وبالتالي يزداد النفوذ الإيراني الذي هو أصل و أساس دور حزب الله ، وصعود
الشيعة في العراق لا بد و اّنه يؤّثر على صعود الأقليات الشيعية في المنطقة وهذا
في صالح إيران وكل ما هو في صالح إيران في صالح حزب الله وسيقبل به.




أن شاء الله سوف يتبع في البوست القادم حزب الله و المشروع الإيراني

الخميس، ١٤ شباط ٢٠٠٨

السفــاح .. عمـاد مغنيــة


بوست اليوم كنت أريد أن يكون عن فيلق القدس المجوسي . ولكن أراد الله أن ينفق المجرم السفاح عماد مغنية فوجدت أنه سوف يكون من المناسب الكتابه عنه حيث أننا لن نبتعد كثيرا عن جرائم الفرس المجوس في العراق.
فكيف كانت بداية عماد مغنية مع العراق ؟
كان سفره الاول الى ايران اوائل الثمانينات في القرن الماضي، وهو شاب لا يتجاوز عمره 20 عاما اذ انه وبعد تدريبات أولية استغرقت اقل من ثلاثة شهور توجه برفقة عدد من الشبان الشيعة اللبنانيين، الى جبهة القتال ضد العراق،
ووفقا لما رواه فيما بعد قائد المنطقة الشمالية الايرانية، قضى عماد مغنية اربعين يوما في عمليات قتالية ضد القوات العراقية.
ولم تنتهي علاقة مغنية بالعراق فبعد أحتلال العراق عُهدت اليه مسؤولية تنظيم العلاقات ما بين فصائل الشيعة المسلحة في جنوب العراق، ومن ثم تسلم مهمة المشرف الميداني على مراكز استخبارات الحرس الثوري الأيراني في جنوب العراق.
واوائل عام 2006 قام عماد مغنية في البصرة بالعراق، بتنظيم سفر مقاتلي «جيش المهدي» الى ايران، للمشاركة في دورات للتدرب على أساليب التعذيب والقتل الوحشي والتي لم يسمع مثلها بالتاريخ . فهذا السفاح هو من كان يقوم بتدريب هؤلاء الهمج ليس للدفاع عن العراق أومقاومة المحتل الأمريكي بل لقتل وتصفية أهل العراق من أهل السنة

وفي ابريل الماضي، تردد أن مغنية عاد إلى لبنان حيث تسلم مهمة رفيعة في جهاز استخبارات «حزب الله»،

فكافة التقارير تحدثت عن ادواره من اختطاف وعمل على الجبهات الايرانية ضد العراق في الحرب العراقية الأيرانية ., وتقارير حديثة عن دوره الفاعل في تدريب عناصر جيش المهدى وتسليحه وهو العقل المدبر له واليد الضاربة للمجلس الاعلى ولايران داخل العراق,

لا بل تولى هذا المجرم استهداف الكفاءات وسمي بقاتل الطيارين والضباط العراقيين . فالأيرانين لم ينسوا يوما الذل والهزيمة التي تجرعوها على يد الطياريين والقادة العسكريين العراقيين . فما كان من أيران بعد سقوط النظام وأحتلال العراق الا البحث عن الطياريين العراقيين والقيام بأغتيالهم هم وكل القادة العسكريين أنتقاما من الجيش العراقي
وأذا كان حزب الله يعتبر نفسه مقاومة لانه يحارب أسرائيل ويدعوا نفسه مقاوم لانه أطلق عدد من الصواريخ على العدو الصهيوني . قد قتلت من العرب أكثر مما قتلت من اليهود . فلماذا لا يعترف هذا الحزب المقاوم بمقاومة العراق التي تحارب أقوى قوة بالعالم وقتلت منهم أكثر من 70 ألفا ؟؟؟؟!!!!!!
أنا لم أكتب هذا لأننا ننتظر أعتراف من أحد و لكن لأوضح حقيقة هذا الحزب الكاذب هو وصواريخ (الفتوش) التي يتباها بها .
عموما لا أتصور أن هناك من سيشعر بالحزن على مشرك يسب السيدة عائشة وعمر وأبو بكر في كل صلاة !
**************************
تحديث
أن كل العمليات التي قام بها مغنية في فترة الثمانيات لم تكن بهدف الجهاد في سبيل الله ولكن كانت للضغط على هذه الاطراف لوقف دعمها للعراق في حربها ضد ايران . فالرجل لم تكن عملياته لاهداف تخدم الامة بقدر ما كانت لاهداف ايرانية
أحب أن أشكر أخي محمد (صاحب مدونة عصفور المدينة ) للنصيحة التي نصحني بها في التعليق على الموضوع
وأقرأ ((فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)) . جزاك الله عني خيرا

الأربعاء، ٦ شباط ٢٠٠٨

حكـام العـراق الجـدد وقـادة فـرق المــوت - جزء 2

في هذا البوست سوف أكمل الجزء الثاني من الدراسة


وفي منتصف الاربعينيات من القرن العشرين ساعد رئيس الوزراء في الحكم الملكي صالح جبر على هجرة الكثير من هؤلاء الشروگيين الذين لايحملون اي مستندات او جنسيات او بطاقات تعريف شخصية , الى اطراف بغداد


وكان اغلبية سكان هذه المناطق من المهاجرين من ارياف الجنوب لاسباب شتى اما هربا من ظلم الاقطاع او مقتا للحياة الزراعية او هربا من الثأر القبلي او هربا من العدالة .

وكان نصيب الاسد منهم في جانب الرصافة (وللأن الرصافة منطقة شيعية ) واستوطنوا ما يعرف بمنطقة خلف السدة وهي سد ترابي بارتفاع 10 - 12 متر بناها والي بغداد ناظم باشا مطلع القرن العشرين شرق بغداد حفاظا على بغداد من فيضانات نهري دجلة وديالى وذلك ابتداءً من تخوم ضاحية الاعظمية شمال بغداد وممتدةً حتى منطقة الرستمية على نهر ديالى جنوب بغداد واصبح هذا السد الخط السريع المسمى جسر محمد القاسم ,
في الثمانينيات من القرن العشرين .حيث بنوا لهم البيوت البسيطة عشوائية دون موافقات اصولية , من الطين واللبن وذلك على طول السدة .

وفي عهد رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذي منحهم الجنسية العراقية اسكنهم في مجمعات سكنية حول بغداد وحول بعض المدن الرئيسية الاخرى للعراق , وعلى حساب السكان الاصليين لبغداد وتلك المدن ,

حيث ادى ذلك الى تغيير البنية الديموغرافية لبغداد بتطويقها باحياء سكنية من الشروقيين حيث انشأت المجمعات السكنية من جانب الرصافة: حي الامين والفضيلية والعبيدي والشماعية والثورة والحسينية. ومن الكرخ: ابو دشير والدباش والشعلة والحرية والاسكان ودور السود وغيرها .
الشروقيون والشيعة العرب

في جنوب العراق على الرغم من انتماء الشروقيين للمذهب الشيعي الجعفري الا انه من المؤكد هنالك بون شاسع بين الشروگيين والشيعة العرب في جنوب العراق من ناحية الانحدار العرقي والاثني للتكوين الاجتماعي لكلا الشريحتين ,


فالتكوين الاجتماعي لسكان الجنوب العراقي قبل موجات النازحين والمهاجرين الشروقيين الاولى الى ارض العراق والخليج على عهد دولة اسماعيل الصفوي في القرن السابع عشر والهجرة الثانية في عهد المماليك منتصف القرن التاسع عشر, وقبل منحهم الجنسية وانتشارهم وتغلغلهم في بنية المجتمع العراقي بعد اعلان الجمهورية منتصف القرن العشرين , تتكون من خليط من العشائر العربية الشيعية والسنية المتحدرة من القبائل القحطانية او العدنانية , كال فرعون والعوادي والياسري والجبور- البو ثامر والدليم - البوعلوان وتميم – وسط وشرق دجلة ,

والسنية كأل السعدون والهاشمي والبو ظاهر. وكان تمركز الشيعة العرب في غالبيتهم في ما اصطلح عليه الفرات الاوسط – الديوانية والحلة وكربلاء والنجف والمنتفك - الناصرية والسماوة والقرنة والبصرة والامارة (العمارة) والكوت وفي بغداد القديمة في الكرادة مع خليط من السنة والمسيحيين والكاظمية والشواكة مع خليط من السنة.


أما السنة الذين كانوا يقطنون في الجنوب فيتمركزون في الحلة – خليط من الشيعة والسنة المنتفك – الناصرية والسماوة – خليط من الشيعة والسنة , البصرة في منطقتي الزبير وابو الخصيب واجزاء من المعقل , والكوت – وهي ايضا خليط من الشيعة والسنة.
ويرجع اصل تاريخ الشيعة العرب في العراق منذ بداية الدولة الاموية ومبايعة اهل الكوفة للامام علي ابن ابي طالب ونجله الامام الحسين ابن علي ومعركة كربلاء حيث يتواجد مؤيدو الامامين من الذين شايعوهم وناصروهم.


اما العلاقة بين شيعة عرب الجنوب والشروقيين في تلك الفترة فهي علاقة السيد او الحر بالعبد والملاك او الاقطاعي بالفلاح الاجير.

حيث كان الشيعة العرب يمثلون العشائر والاقطاعيات المالكة للاراضي الزراعية من الشيوخ وعوائلهم وعمومتهم وانسابهم , اما الشروقيين فيمثلون طبقة الشغيلة الفلاحية لدى شيوخ العشائر والعبيد الرق لدى الاقطاع.

و لضرورات الاندماج في مجتمع المهجر تعتمد الكثير من الدول الاستيطانية مبدأ الهجرة كعامل لرفد البنية الاجتماعية بالاعراق واللاثنيات المختلفة , كما هو الحال مع دول كاميركا الشمالية واميركا اللاتينية واستراليا ونيوزيلاندا وغيرها من العوالم الجديدة التي تم اكتشافها بعد عصر النهضة في اوروبا وعلى اثر بروز ظاهرة الاستعمار او مايسمى تاريخيا بالعصر الكولونيالي الذي تمثل باحتلال الاراضي والقارات الجديدة وضمها لممالك مستكشفيها , وقد استمرت موجات الهجرة لهذه الصقاع الجديدة حتى يومنا هذا ولكن بمعايير مختلفة منها شموليتها لاستقطاب المواطنين من كافة الدول تفضيلها للكوادر المثقفة والعلمية وتفضيلها للكوادر الراسمالية والاستثمارية وتفضيلها للكوادر من اعراق بعينها كالانجلو- ساكسون في الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلاندا والاعراق اللتينية في المكسيك واميركا اللاتينية وهاييتي وارخبيل البحر الكاريبي . كما حددت القوانين في تلك الدول على مبدأ ظرورة الانتماء والولاء للبلد الجديد , الامر الذي وصل الى فرض شروط ومحددات منها عدم السفر من البلد لفترات جاوزت في بعض الدول الاربعة سنوات لحين منح الجنسية , وضرورة تأهيلهم لتطلبات الحياة في دول المهجر كانخراطهم في دورات الزامية لتعلم اللغة وفروض معينة في تعلم تاريخ بلد المهجر وارثه الوطني والثقافي ووصل الامر ببعض الدول الى ضرورة انجاز المهاجر لعمل وطني لبلد المهجر الجديد يثبت ولاءه وانتماءه لبلد المهجر الجديد, من قبيل الانخراط في الخدمة العسكرية او التطوع المؤقت في العمليات العسكرية التي تخوضها الدول محلية واقليمية او دولية , او كتابة المقالات والبحوث والمؤلفات عن البلد الجديد .
الا ان الامر مختلف مع دولة كالعراق وحتى باقي دول الخليج العربي التي تعرضت لهجرات الشروگيين والتي نجد آثارها في المجاميع السكانية المسماة (البدون) في الكويت على سبيل المثال ,
فالعراق وتلك الدول بلدان غير استيطانية لم يتم استكشافها من ضمن العوالم والقارات المجهولة بل تمتلك حضارة من اعرق حضارات العالم امتدت لستة آلاف عام في عمق التاريخ ولها امتدادات عربية كواحدة من الولايات والامارات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية.فعندما وفدت الهجرات الاولى للشروقيين وحتى الاعراق والديانات الاخرى في شمال العراق , لم يكن معيار الوطنية والانتماء والولاء للبلد هو الهاجس والمعيار الذي حدد شروط الهجرة ، بسبب وجود الدولة العثمانية واحتلال بلاد فارس للعراق في عهد اسماعيل الصفوي والتي زامنت الهجرات الاولى.
وفي الهجرات المتأخرة في مطلع القرن العشرين والأربعينيات ثم الستينيات والتي كانت تفد خلالها موجات من العوائل المهاجرة الشروقية عبر منافذ لها في مناطق ديزفول وقصر شيرين عن طريق البر ومن امارة المحمرة (الاحواز او الاهواز حاليا)
ثم انطلقت هذه الاقوام في هجرة ثانية لاهوار العراق من الموجات التي سبق وان ارتحلت من لورستان جنوب ايران ومن ولايات شمال الهند وبلوشستان والولايات الجنوبية لافغانستان والمتاخمة لبلوشستان الواقعة في جنوب باكستان (الهند سابقا قبل استقلال باكستان) والتي تدين بالمذهب الشيعي الجعفري .
اما امارات الخليج العربي فقد استمرت الهجرات اليها في السبعينيات من القرن العشرين الى عبر الممرات البحرية من خلال زوارق المتسللين المشهورة والتي كانت تعلن عنها وكالات الانباء عن اكتشاف يومي لتلك القوارب المهاجرة الى الكويت وقطر والبحرين والامارات العربية المتحدة وشرق المملكة العربية السعودية.فكل تلك الهجرات لم تحدد بمعايير الانتماء الوطني والولاء للعراق او دول الخليج بقدر انكفائها على نفسها محافظة الى حد ما بثقافتها المحلية وبعاداتها وتقاليدها التي جائت بها معها.
ومن ضمن تلك الثقافات طريقة بناء البيوت الطينية التي نجدها مطابقة الى حد بعيد جدا مع البيوت ومايسمى بالطوفة في شمال الهند وبلوشستان والولايات الجنوبية لافغانستان.
يتـبـــع في البوســــت القـــادم