الأحد، ٢٤ شباط ٢٠٠٨

حـــزب الله و المشـــروع الإيـراني


إنشاء حزب الله و دوره في خدمة المشروع الإيراني

سندرس لماذا اهّتمت إيران بإنشاء حزب الله اللبناني في ضوء ارتباطه بالولي الفقيه وما هي الأهداف الأساسية والرئيسية من وراء دعمه وما هو الدور الذي يؤديه الحزب في خدمه إيران و مشروعها.

لقد جاءت ولادة الحزب في ظروف حروب خارجية و داخلية عنيفة شهدها لبنان، و قد كان لإيران الدور الأبرز في ولادة الحزب إثر انتهاء دور حركة أمل الشيعية التي كانت مصالحها في الفترة الأخيرة من تلك المرحلة مرتبطة بالخطة الإسرائيلية بتصفية الوجود الفلسطيني في لبنان .

فعلى سبيل المثال ، نقلت وكالة رويتر في تقرير لها من النبطية في1-7-1982أن القوات الصهيونية التي احتلت البلدة سمحت لمنظمة (أمل) بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها، وبحمل جميع ما لديها من أسلحة . وصرح أحد قادة مليشيا منظمة (أمل) ويدعى ( حسن مصطفى (أن هذه الأسلحة ستستخدم في الدفاع عنا ضد الفلسطينيين)

و نقلت وكالة الأنباء في ٦ يونيو ١٩٨٥ م عن رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية (أهود براك ) قوله: "إنه على ثقة تامة من أن "أمل" ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإِسرائيلية .

بالإضافة إلى ذلك ، فقد كان الخط السياسي لحركة أمل تابعا لسوريا مما لا يترك مجالا لإيران لإملاء السياسات المناسبة عليها،

أعقب ذلك تورط حركة أمل في مجازر كبيرة في حق الفلسطينيين في لبنان . و لم تعد حركة أمل بشّقها السياسي أو العسكري بقادرة على ترويج الخط الإيراني، فكان لا بد من إنشاء حزب آخر ينقل إيران إلى المنطقة ويربطها بالقضية الفلسطينية ويسمح لها بموطئ قدم ويجعلها على صلة مباشرة بالأحداث ،

فكان أن تم إنشاء حزب الله من عناصر كانوا تابعين لحركة أمل أصلا؛ أبرزهم على الإطلاق المسئول عن مكتب حركة أمل في إيران في ذلك الوقت السيد إبراهيم أمين السيد الذي أصبح لاحقا أحد البارزين في "حزب الله "

ففي البيان التأسيسي لحزب الله والذي جاء بعنوان "من نحن ؟ وما هي هويتنا؟"
في ٦ شباط ١٩٨٥ ، عرف الحزب عن نفسه فقال : "...إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دو لة الإسلام المركزية في العالم ... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمّثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط و تتجسد حاضرا بالإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظّله مفجر ثورة المسلمين و باعث نهضتهم المجيدة..".
وقد عبر إبراهيم الأمين (قيادي في الحزب ) عن هذا التوجه عام ١٩٨٧ فقال : "نحن لا ( نقول إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران )

على أية حال عملت إيران على الاهتمام بالحزب اهتماما كبيرا وعلى تنصيع سيرته و الحرص على مثاليتها للإستفادة منها فيما بعد
و تكّفلت إيران بالدعم المالي للحزب الذي كان العامل الأول في اجتذاب المقاتلين إلى صفوفه. وجاء في كتاب "الحروب السرية ": "بلغت الأجرة الشهرية للمقاتل خمسة آلاف ليرة لبنانية، وهي أعلى أجرة تقاضاها مقاتل في لبنان عام ١٩٨٦ ، لدرجة أن مقاتلي "أمل" راحوا بهدف الكسب يهجرون صفوف الحركة للانخراط في حزب الله ".
ولكم أن تتخيلوا تأثير هذه القيمة من الأموال عندما توزع على ( أصحاب أقل دخلا على الإطلاق في لبنان وهم الطبقة الشيعية آنذاك!!
وظهر فيما بعد أن هناك توزيع ًا للأدوار الشيعية في لبنان ، ففيما تقوم "أمل" بتمثيل الشيعة سياسيا والحفاظ على حقوقهم ، يتولى حزب الله الأعمال العسكرية بعيدًا عن السياسة و الشؤون الداخلية .

قامت إيران بالتكّفل بجميع احتياجات الحزب المالية والتي بلغت عام ١٩٩٠ بثلاثة ملايين دولار ونصف المليون حسب بعض التقديرات
وخمسين مليون عام ١٩٩١ ، وُقدِّرت بمائة وعشرين مليونًا في ١٩٩٢ ، ومائة وستين في ع ام ١٩٩٣ ، وتشير بعض المصادر إلى ارتفاع ميزانية "حزب الله " في عهد رافسنجاني إلى ٢٨٠ مليون دولار . هذه الميزانية الكبيرة جعلت الحزب ( يهتم فقط بالدور المنوط به دون الّتدخل في نزاعات داخلية ضيقة)


من الطبيعي أن يكون للدور المناط بالحزب وجه لبناني ، بل من الأصح القول إن ضرورة توّفر وجه لبناني لدور الحزب هو الذي يضمن له استمرارية العمل في البيئة اللبنانية وبالتالي إفادة الأجندة الإيرانية قدر الإمكان ، ذلك أن العمل وفق المصلحة الإيرانية الخالصة دون أن يكون هناك وجه مصلحة لبنانية يؤدي إلى التضييق على الحزب الذي يصبح معزولا من قبل اللبنانيين الناقمين عليه،
ولذلك فإن المتابع لدور الحزب من بدايته وصولا إلى اليوم يرى أن الحزب يغير التكتيكات القصيرة الأجل لديه بشكل سريع و كثيف لدرجة التناقض في كثير من الأحيان ، لضرورة توفير الوجه اللبناني في إطار دوره. و بناء على ما سبق و تقدم، نستطيع أن نقول إن الأهداف من إنشاء حزب الله اللبناني من الوجه الإيراني له شّقان:
- شق داخلي لبناني يتعّلق بطبيعة الحزب و بيئته في لبنان.
- وشق خارجي يتعلق بولاية الفقيه و المشروع الإيراني الإقليمي.
على أن يصب المجهود الكلي في دعم المشروع الإيراني و إستراتيجية الولي الفقيه مهما كانت الظروف ، و هذا أمر واضح في أجندة القادة الإيرانيين منذ البداية.
ويمكن تلخيص هذا الدور الذي يقوم به حزب الله بالنقاط التالية


أولا: يقوم الحزب بتصدير مفاهيم الثورة الإيرانية بكاّفة مضامينها الدينية والاجتماعية إلى البيئة اللبنانية و تلتزم إيران مقابل ذلك بجميع الأعباء المالية والمترتبات التي يتطلبها هذا العمل . وعليه يصبح لبنان نموذجا للدول التي يتواجد فيها أقلية شيعية كبيرة مثل البحرين أو غيرها.
يقول الأمين العام لحزب الله على سبيل المثال : "لقد أنعم الله علينا بولي أمر هو رجل فّذ وشخصية استثنائية، فلو فتَّشنا كل حوزاتنا وبلادنا الإسلامية لما وجدنا فقيهًا من فقهاء الشيعة يجتمع فيه هذا الحشد وهذا المستوى من المواصفات الراقية التي تجتمع في سماحة القائد الخامنئي حفظه الله كقائد وولي أمر ..


ثانيًا: وبالتوازي مع الخطوة الأولى و لكن بحرص أكبر على ضرورة تحقيقها، يقوم الحزب باستخدام ما يسمى "القوة الناعمة " أو "البرستيج" للترويج للحزب على نطاق الوطن العربي بأسره كخطوة أولى، وكون الحزب لبنانيًا و أنه العدو المفترض لآسرائيل فهذا سيسهل كثير ًا مهمة إيران في اختراق الشعوب عن طريق الحزب الذي سيقوم في الخطوة الثانية بتجيير الفضل والولاء و"البريستيج" لإيران وللولي الفقيه ،
فتنتقل القاعدة الجماهيرية التي تؤيده و تتحول إلى تأييد إيران، وهكذا و بطريقة سلسة و سهلة يكون الحزب قد اخترق القاعدة العربية لصالح إيران، متفاديا الحساسيات التي من الممكن أن تنشأ فيما لو توّلت إيران بنفسها القيام بهذه المهمة بشكل مباشر أو انتهجت أسلوب تصدير الثورة بشكل مكشوف كما سبق وفعلت في بدايتها. لذلك نلاحظ بشكل دائم و مستمر حضور "إيران" و"الولي الفقيه " في جميع كلمات وخطابات قادة ومسؤولي الحزب الموجهة إعلاميًا.
نعطي مثالا على هذه الحالة من قول الأمين العام حسن نصرالله نفسه : "أيها الأخوة والأخوات نحن وجميع المسلمين في العالم لدينا ولي أمر، فإذ ا كانت أغلبية المسلمين لا يريدون أن يطيعوه فهذه مشكلتهم، و طبعا الكثير لم يطيعوا النبي ولا الإمام المعصوم، ولكن هذا لا يعني أن الإمام ليس إمامًا والنبي ليس نبيًا، نحن لدينا ولي أمر هو نائب الإمام المهدي (عج)، وأوجب علينا طاعته ونحن خبرنا هذا الولي والقائد، في طهارته وصفائه وورعه وفي الوقت نفسه في شجاعته وقوته وحكمته وتدبيره ووعيه؛ فهو يتحدى أميركا والاتحاد الأوروبي والأساطيل التي تملأ الخليج ... إذ أردنا الآخرة، فآخرتنا مع ولي أمرنا نائب الحجة (عج)؛ وأزيدكم، إذا أردنا عز الدنيا وشرفها وكرامتها فلن ننالها إلاَّ مع ولي الأمر، حتى هذه المقاومة الكبيرة التي نعتني بها والتي هي الشيء الوحيد في هذا العالم العربي الذي نرفع رأسنا به ونعتز به وبوجوده، لولا رجل اسمه روح الله الموسوي الخميني لما كان لها وجود في لبنان، وبعده لولا رجل اسمه علي الحسيني الخامنئي لما استمرت المقاومة"
فطعنهم بداية ، ثم عاد ليقدم لهم المثال عمن يجب أن يتبعوه ، أي ولي الأمر نائب الإمام المهدي القائد الطاهر الشجاع الذي يتحدى الأساطيل و الذي أنشأ الشيء الوحيد الذي يرفع الرأس في العالم العربي !!
هذه فقرة نموذجية لطريقة الترويج للولي الفقيه في الوسط العربي و الإسلامي السني و كيف يتم تجيير الدعاية للحزب لتصب في صالح إيران و الولي الفقيه.
لكن يبدو أن العرب استعصى عليهم فهم الأمر في البداية !! فأراد الأمين العام أن يفهمهم أن التأييد يجب أن يذهب لإيران وللولي الفقيه تحديد ًا، وليس لشخصه ولا لحزبه ، وقد تجلى ذلك بشكل لا يقبل الشك ولا الطعن عندما قام بتقبيل يد الإمام الخامنئي أمام الشاشات العالمية التي كانت تنقل الحدث. ففي الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة (الذي أقيم في طهران في نيسان ٢٠٠١ م) والذي تم افتتاحه بكلمة للولي الفقيه مرشد الثورة الإيرانية علي الخامنئي ، و فور انتهائه منها، تنحى حسن نصراللَّه من مكانه وتوجه نحو القائد الولي الفقيه علي الخامنئي،
ثم قبل يده. !!!!
يقول رئيس تحرير جريدة "جمهوري إسلامي " مسيح مهاجر ي الملّقب حجة الإسلام والمسلمين : بعد يومين، توجهت للقاء سماحة السيد نصراللَّه حيث حاورته،
وسألته عن السبب الذي دفعه في هكذا جلسة رسمية إلى الانحناء أمام قائد الثورة وتقبيل يده. فقال لي : "لقد تعمدت هذا الأمر ... وسبب ذلك أن وسائل الإعلام العالمية اعتبرتني هذه السنة "رجل العام "، وفي البلاد العربية أطلقوا علي عنوان "أكثر قادة العالم العربي نجاحا الأمر الذي لم يسرني . لكن، في هذه الجلسة المهمة التي حضرها جمع من زعماء الحركات الإسلامية والشخصيات السياسية للدول الإسلامية، وحيث كانت ُتبث وقائع الجلسة مباشرة في دول العالم، أقدمت على ذلك لأقول لكل الذين يعرفوني: أنا جندي قائد الثورة"
هذا كلام صريح وواضح ولا يحتاج إلى تأويل أو تفسير، انظروا كيف أن الحركات والتصرفات كلها محسوبة و دقيقة، فمن أين سيخطر على ذهن المشاهد أن هذه الحركة مقصود ة!!

وعليكم بقياس هذه الحالة على جميع خطب ورسائل السيد حسن نصرالله و كلماته الموجهة للإعلام
عدا عن قناة "المنار"، إذ لا شيء عشوائي أو فوضوي ، كله مدروس ودقيق و له اهدافه المبطّنة غير تلك الظاهرة.
لقد
أزعج حسن نصرالله ان يتم وصفه بأكثر قادة العالم العربي نجاحا نعم، فهو لا يعمل لكي يوصف بذلك ، هو يعمل لكي يتم وصف الولي الفقيه وإيران، لذلك يقول لقد تعمدت الأمر !! أي أنه أراد تصحيح فهم هؤلاء العرب الذين لا يزالون يفرقون بينه و بين تبعيته للولي الفقيه.
و لعلّ هذا الترويج الإعلامي لإيران والولي الفقيه لقي قبولا واسعا ونجاحا باهرًا في الوسط العربي و الإسلامي، وخير دليل على ذلك ، أنه إذا ما أراد أحدهم كتابة مقال صغير ينتقد فيه أسلوب إيران و طريقة استغلالها لملفات المنطقة، أو دورها السلبي في العراق وأفغانستان مثلا، تجد الانتقادات تنهال عليه من كل حدب و صوب... كيف تنتقد إيران التي تدعم حزب الله!!
إن حزب الله ككل بجميع أذرعه العسكرية والسياسية والاجتماعية ومؤسساته وكوادره وقياداته عبارة عن مؤسسة إعلامية ودعائية ضخمة وهائلة وقد تكون من أنجح المؤسسات الدعائية في العالم على الإطلاق.
والاستثمار المالي والمادي والمعنوي والديني الإيراني في هذه المؤسسة الدعائية هو خيار صائب لها، بل هو الخيار الناجح في نقل الثورة الإسلامية إلى الخارج وفي اختراقها للقاعدة الشعبية الإقليمية.

إذ تقوم هذه المؤسسة باستخدام الخطاب المموه للوصول إلى الأهداف دون أن يتم إثارة الموضوع بشكل صدامي ، بل بكل هدوء وروية.
الصورة
المرسومة والمغروسة في أذهان الناس عن "حزب الله " لم يكن لها أن تنطبع بهذه الحدة والقوة لولا الجهد الإعلامي والدعائي الضخم وطبيعة الحزب الدعائية من أساسها كم ذكرنا. ولا شك أن الوسائل الإعلامية هذه تعمل في ترويج "كل" الحزب: عقائده، أفكاره، سياسته، أفراده، وفي غالب الأحيان يكون هذا الترويج مصحوبًا بمساحيق وأدوات تجميل، فلا يظهر من الحزب وعقيدته وتوجهه إلا ما هو حسن أو "محسن"، كما سعى الحزب إلى غزو الوسائل الإعلامية العامة غير التابعة له، من محطات فضائية وصحف ومجلا ت ودوريات، ...

الخداع الذي يمارس من قبل حزب الله على نطاق واسع احد أهم أسباب نجاحه هو جهل "الآخر" بالطرق الصحيحة للحكم على الأمور . فعندما تريد أن تحكم ع لى أمر لا بد و أن تقرأ عنه و من الأفضل بطبيعة الحال إن تكون القراءة من المصدر الأساسي نفسه كما هو معروف.
لكننا في الوطن العربي بدلا من أن ندرس مثلا ظاهرة حزب الله من خلال الكتابات الخاصة لقادة الحزب و القيمين عليه ومن خلال النزول على الأرض وتفحص المنشورات والحسينيات والمجتمع الذي يعيش فيه الحزب ، وهل هو مطابق لما يقوله للعامة أم متناقض معه ؟!

نقوم بإهمال كل ذلك و نفعل العكس ، اذ ننتظر خطبة للأمين العام لحزب الله أو نفتح قناة "المنار" وننتظر الخبر ثم نقول ها انظروا إنه حزب غير طائفي و إنه حزب مجاهد و إنه و إنه .... ونقع في الفخ المنصوب.
فالخطاب عندما يبث الى ملايين الناس يكون خطابا مدروسا وهدفه الأساسي أن يقع مثل هؤلاء المغفلين في هذه الحفرة . فعندما تفتح تلفزيون المنار لا تتوقع أن يكون هناك طعن بالآخر لان هذه القناة على سبيل المثال موجهة للآخر ، فكيف سيشاهدها الجمهور الذي تستهدفه إذ كانت ستطعن به!
فالحزب بارع في استخدام الشيء للطعن بضد ه، فعلى سبيل المثال إذا ما أراد أحدهم كشف وجه الحزب الطائفي عاجلة الرد "إننا متحالفون مع المقاومة الفلسطينية السنية ، فكيف نكون طائفيين؟ !". فهم بهذه الطريقة ينفون عن أنفسهم الطائفية و يلزمونها للسائل وفي نفس الوقت يحظون بدعاية إعلامية واسعة من خلال الالتصاق بالمقاومة الفلسطينية.

ثالثًا:
يؤمن وجود حزب الله بذاته - و كونه مرتبط بإيران إلى هذه الدرجة- موطئ قدم للسياسة الإيرانية التي تسعى إلى استغلال مسألة "معاداتها لإسرائيل دون اصطدامها بها" إلى أبعد حدود على الرغم من بعدها الجغرافي ،

ويعتبر حزب الله صلة الوصل في الموضوع ، و يشكل ورقة عالية للمساومة على أي وضع من الأوضاع المصيرية التي تتعلق بإيران في أي وقت من الأوقات على اعتبار أنها تستطيع تفجير الوضع عندما تريد وتهدئته عندما تريد أيضا. وخير دليل على ذلك من الواقع ، فكّلما تندلع جولة من جولات المناكفة تهب الأصوات الإقليمية و الدولية للمطالبة بضرورة الاتصال مع إيران بشان الموضوع!!
تقوم إيران بتأمين السلاح والعتاد الكامل لحزب الله "لمناكفة" إسرائيل و ذلك ضمن معادلة داخلية محدودة – كما سنشرح في البوست التالي
لا تتجاوز الحصول على مكاسب سياسية و إعلامية بالدرجة الأولى و ما يأتي بعد ذلك فهو فائض. والهدف من ذلك أن يلقى حزب الله شهرة كبيرة في العالم الإسلامي تمهد الطريق له لتصدير مفاهيم الثورة الإيرانية من تحت البساط ودون أية مشاكل أو حزازيات، و إعطاء ثقل لإيران في المنطقة العربية و العمل على اختراقها تمهيدًا للسيطرة عليها في المستقبل ، أو استغلال هذه المسألة من أجل فرض نفسها لاعبا أساسيًا. بل إن هذا الدور الذي تقوم به إيران عبر حزب الله أصبح مكشوفا للجميع بما فيهم الإسرائيليون أنفسهم.
في هذا الإطار، يصل أحد أشهر الخبراء في مجال الاستخبارات والباحث في "مركز جافي للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب " الدكتور "افرايم كام" في كتاب أّلفه بتكليف من وزارة الدفاع التي أصدرته ونشرته فيما بعد في العام ٢٠٠٤ ، ويشمل عرضا لكثير من الوثائق التي ترصد
تطور القوة العسكرية الإيرانية، فضلا عن الاستغراق في تحليل الدوافع الكامنة خلف الإستراتيجية التي تتبعها الجمهورية الإسلامية، وهو يستند إلى ألف ومائتي مرجع ووثيقة ، إلي قناعة مفادها: "إن إيران من ناحية عملية لا تعتبر إسرائيل العدو الأول لها ولا حتى الأكثر أهمية من بين أعدائها".

البوست القادم عن حزب الله والكيان الصهيوني

الاثنين، ١٨ شباط ٢٠٠٨

موقف "حزب الله" من مشاريع المقاومة الإسلامية



يعتبر هذا الباب من أبرز الأبواب التي تظهر تناقضا و اضحا في سلوكيات وعمل حزب الله وشعاراته.
من المعروف أ ن القضية الفلسينية حاضرة دوما في أدبيات حزب الله اللبناني وخطابه الإعلامي والتعبوي و في كل صغيرة و كبيرة وشاردة ووارد ة،وبشكل دائم ومتواصل ، لكن ما خبرناه من أحداث الماضي إن هذه القضية قد التصق بها من يريد الحق ومن يريد الباطل ، فقد سبق و أن شهدنا تواجد القضية الفلسطينية في خطابات وأدبيات العديد من الأحزاب و القيادات،

وكان البيان رقم واحد دائما ينص على تحرير القدس و مجابهة العدو الصهيوني ، و من ثم تبين - بعد فوات الأوان - أن الهدف من وراء الالتصاق بالقضية الفلسطينية إما كسب استعطاف الشارع العربي و الإسلامي لتلميع الصورة و أما التغطية على أفعال وأخطاء أو سياسيات كبرى إذا كانت القضية الفلسطينية حاضرة مقابلها، نظرا لوزنها ولأهميتها الوجدانية والعملية في قلب وضمير كل عربي و مسلم.
لكن التمييز فيما إذا كان الالتصاق بالقضية الفلسطينية هو التصاق ذو طابع سياسي و مصلحي أم التصاق ذو طابع إسلامي أو عربي مبدئي تمليه العقيدة والأخوة الإنسانية والدينية ، يحتاج إلى مقاربة شاملة حتى يظهر لنا الحكم الفصل
فيه. نحاول في هذا الباب رصد مواقف وتوجهات حزب الله من مشاريع المقاومة الأخرى في العالم الإسلامي وخاصة في العراق ، أفغانستان، الشيشان .
وقد اخترنا هذه الجبهات على سبيل المثال لا الحصر وذلك على اعتبار أنه الأكثر اشتعا ًلا حاليا في العالم الإسلامي وعلى اعتبار أنه لا خلاف على مشروعية وعدالة القضية في هذه البلدان لدى الجماعات المقاومة والإسلامية.



فطالما أن توجهات "حزب الله " كما يتم طرحها في العلن هي توجهات إسلامية خالصة وتوجهات مقاومة ، فلا بد إذًا من أن يظهر شيء من ذلك من خلال القول أو العمل على صعيد هذه الجبهات الإسلامية، بالطبع هو ليس مطالبًا بذلك ، و لكن المفترض أن يظهر ذلك في مكان ما لديه حتى لو في بعض المراحل القصيرة والمؤقتة . مع ضرورة التأكيد على أن هذه المقاومة (الشيشان،أفغانستان، العراق) هي مقاومة تاريخية نابعة من جذور و أصول إسلامية عريقة ولها تاريخها الجهادي والنضالي في أصقاع العالم الإسلامي و لا تنتظر من حزب الله دعمًا، حتى بالكلام. و على الرغم من أن هذه المقاومة تعاني من محاولات عزل سياسي وعسكري بسبب الحرب العالمية الشرسة عليها تحت ذريعة ما يسمى الإرهاب، إلا أنها نجحت في الصمود و التأقلم و المواجهة وأوقعت خسائر عظيمة في قوات الاحتلال، وهي تحارب أكبر قوتين في الكون الحلف الأطلسي و القوات المتعددة الجنسيات في أفغانستا ن، و الولايات المّتحدة وبريطانيا في العراق إضافة إلى عدد كبير من الدول. ما يعنينا هنا هو مقارنة موقف حزب الله من هذه المجريات لنستخلص توجهه و مآربه و الهدف من ذلك.
أولا: الجبهة الشيشانية:

من المعروف أن الجبهة الشيشانية من أشد الجبهات اشتعا ًلا إذا ما تم قياس ذلك نسبة إلى المدى الزمني للمعركة(الحديثة) التي تجري فيها منذ تشرين أول من العام ١٩٩١ وهو التاريخ الذي أعلن فيه الزعيم الشيشاني جوهر دوداييف قيام جمهو رية الشيشان المستقلة عن روسيا و من ثم في ١١ كانون أول ١٩٩٤( تاريخ غزو القوات الروسية لجمهورية الشيشان المستقلة.

وعلى الرغم من مرور أكثر من ١٥ سنة على الحرب التي يخوضها المجاهدون الشيشان في سبيل استقلالهم ضد الغزو الروسي ، إلا أ ن خطابات وأدبيات حزب الله اللبناني تخلو كّليا و بشكل كامل من أي إشارات أو دلالات أو إسناد شرعي باسم الدين الإسلامي أو حتى معنوي باسم المظلومين ، المقهورين أو المستضعفين في الأرض . (و هو الشعار الدارج جدا عند الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حزب الله اللبناني).
ويستطيع المراقب أن يحاول جاهد ًا لكي يجد شيئا عن "القضية الشيشانية " في الخطاب العام أو الخاص المعاصر أو الماضي لدى حزب الله فلا يجد . فهل يعقل أن يكون هناك حزب إسلامي له سمعة وباع في المقاومة ومقارعة الظالمين ولا يكون عنده أي إشارة عن إخوانه في المناطق والبلدان الأخرى (كالبوسنة أو كشمير أو الصومال..الخ) و لو من باب الشكليات؟!!
قد يفسر البعض هذا التجاهل التام للمجاهدين الشيشانيين والقضية الشيشانية من قبل حزب الله على أن جهد حزب الله العملي و الإعلامي يتركز على إسرائيل، و إن روسيا لا تدخل ضمن قائمة الاستهداف العملية أو الإعلامية للحزب. لهذا فقد اخترنا الجبهتين الأفغانية والعراقية حيث التواجد الكثيف للولايات المّتحدة وللمصالح الصهيونية ، لنرى موقف حزب الله من المقاومة التي تجري في هذين البلدين ونقيم موقف الحزب على هذا الأساس.

ثانيا: الجبهة الأفغانية والعراقية:

في ٧ تشرين أول /أكتوبر من العام ٢٠٠١ بدأ الغزو الأمريكي لأفغانستان كأول حرب مدمرة في القرن الواحد والعشرين وفي ٢٠ آذار/ ٢٠٠٣ بدأت عملية غزو العراق والتي قام بها تحالف مؤّلف من ٣٠٠,٨٨٤ ألف جند ي من٤٩ دولة تشكل الولايات المّتحدة وبريطانيا عمادها الرئيسي والأساسي
.واحّتل العراق و قد كان خطاب حزب الله خلال هذه المرحلة يركز على وجود محتل أمريكي مع أن التركيز عليه كان هامشيا في تلك الفترة وذلك كيلا يثير الحزب شبهة "الإرهاب" عليه التي توصم بها الحركات الإسلامية بعد ١١ أيلول. ولكن مع مرور الوقت أخذت تتبلور مشاريع المقاومة في أفغانستان والعراق أكثر فأكثر ، كان يفترض تأييد حزب الله في الفعل أو القول لمثل هذه الحركات المقاومة التي تجمعه بها الدين الإسلامي أو عنصر المقاومة نفسه أو العدو الواحد وهو أمريكا و إسرائيل (طالما أن الحزب يدعي دوما أن أمريكا الشيطان الأكبر هو العدو الأساسي ) سواء بصورة مباشرة أو حتى بصورة غير مباشرة فيها "مواربة" أو حديثًا "مجهو ًلا أو بصفة الغائب " كي لا يورط نفسه إذا
اعتبر هذه المسألة توريطًا وليس شرفًا، إلا أن ذلك لم يحصل. لم يكن هناك أي نوع أو صورة من صور الدعم حتى اللفظي أو الخطابي أو الشكلي ، و لم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه ليصبح تهجما وتطاولا بل وتشويها لصورة المقاومة في هذه البلدان ودعمًا للمتعاونين مع الاحتلال. وإن كان السكوت في بادئ الأمر فيما يتعلق بالهجوم الأمريكي على العراق يمكن تفهمه أو تأويله بحجة إن وجود صدام حسين في الحكم من الممكن أن يحرج الحزب فيما إذا أراد الدفاع عن العراق خوفا من أن يتم تأويل كلامه على أنه دفاع عن النظام العراقي ، إلا أن سقوط صدام مع نظامه أسقط أي حجة موجودة عند الحزب ، و كشف حجم التواجد و التعاون الأمريكي - الصهيوني مع
المرجعيات الشيعية العليا التي لا يفتأ حزب الله يدافع عنها كلما سنحت له الفرصة*.
وقد قام الحزب في هذه الأثناء باستخدام مخزون الاحترام لتجربته الموجودة في العالم العربي ، لتبرير ما تمارسه المرجعيات والفئات الشيعية في العراق ، حيث اعتبر مواقف الجميع في العراق "اجتهادات"...، وحاول تسويق لجوء
بعض القوى الدينية الشيعية إلى غير خيار المقاومة على أنه اجتهاد ، وان هذا لا .( ينقص شيئا من صدقها في رفض الاحتلال الأميركي!! و في هذه المرحلة ، بدأ حزب الله أيضا باستغلال النقمة العالمية الأمريكية على ما يسمى "الإرهاب" خاصة في العراق ،
ليقوم هو بتزكية نفسه أمام الإدارة الأمريكية، فأصدر العديد من البيانات في مراحل مختلفة يدين فيها قتل الأمريكيين في العراق ** و يؤ ّ كد على أن هذا يضر بالإسلام والمسلمين ، غير ملتفت أو مهتم لأمر الإسلام والمسلمين حين يتعرضون لحملات إبادة أمريكية كما حدث في الفلوجة أو الرمادي أو تلعفر أو غيرها!!

وبد ًلا من أن يحمل على الاحتلال الأمريكي و الدور الإيراني التخريبي الواضح والجلي في العراق و ينسب إليها أعمال التفجير و القتل التي تحصل والتي تشهد العديد من الوقائع العملية - كاحتجاز الجواسيس البريطانيين في البصرة و مقتل الجواسيس الأمريكيين قرب الفلوجة - على أن الاحتلال و أعوانه وراء هذه التفجيرات ، قام بنقل ذلك إلى المقاومة العراقية ليزيد من تشويه صورتها، بل ادعى أن ما لديه هو معلومات "مؤكدة وليست أخبار ا" ليستطيع
بذلك تأكيد تشويه صورة المقاومة العراقية البطلة في أذهان الناس على اعتبار أنه لا يكذب في كلامه .

وقد أدى بذلك دورا كبيرا يفوق الدور الأمريكي والإسرائيلي والإيراني في الطعن في المقاومة العراقية. فقد قال الأمين العام لحزب الله في تصريح له : "اليوم العمليات التي تستهدف العراقيين في العراق بحسب معلوماتي وليس تحليلا بعض العمليات التي تستهدف المدنيين في أغلب المناطق العراقية تقوم بها جهات من بينها جهات صدامية التي ترى في قتل الناس وعموم العراقيين طريقة لإرها بهم وإرعابهم لإخراجهم من الساحة ... هناك مجموعة أخرى (...)، الجماعات التكفيرية التي لا تكفر الشيعة وحدهم بل كثير ًا من السنة بل تكفر بعضها وتكفر من عداها فهي المسلمة والمؤمنة وحدها. هذه المجموعات تمارس عمليات قتل ذريعة وواسعة في العراق ثم استدرك قائلا كي لا يقع عليه الحرج: "وهناك عمليات استهدفت المدنيين يديرها جنرالات وضباط أمريكيون مباشرة في مراكز الاحتلال الأمر تحدثنا عنها"


راجع: كلمة حسن نصرالله بمناسبة "ذكرى الكاظم" بتاريخ8-9-2005مصدر

نلاحظ في هذا الكلام أنه استبعد نهائيا أي دور لإيران أو لعملائها أو للمخابرات الإسرائيلية واّتجه مباشرة إلى المقاو مة العراقية يّتهمها بهذه الأفعال . ولكي لا يعطي ذريعة لانتقاده ذكر مسألة الضباط الأمريكيين ثم عاد إلى اّتهام المقاومة. هذا الخطاب ليس استثناء، فجميع كلمات الحزب وأمينه العام تصب في هذا الإطار الجامع.


إن موقف حزب الله لم يتوقف عند باب عدم الاعتراف بشيء اسمه مقاومة عراقية، بل تخطاه إلى مهاجمتها بنفس الكلام والسياق الأمريكي و الإسرائيلي وعملائهم في العراق الذين دخلوا على ظهر الدبابة الأمريكية. لقد كان الحزب يستتر عندما يتم إحراجه بموضوع المقاومة في العراق وأفغانستان خلف أجوبة هلامية عامية فضفاضة لا يفهم منها الحق من الباطل وتنطبق على الصالح كما على الطالح ، إلى أن جاء خطابه الشهير في ذكرى الإمام الكاظم الذي تزامن مع حادثة جسر الأئمة في بغداد ، حيث صّنف السيد حسن المقاومة العراقية أمام حشد هائل من الجمهور و الكاميرات و النقل
التلفزيوني بين :
"صدامي بعثي و تكفيري إرهابي". ثم أصبح يردد منذ احتلال العراق مصطلحات مثل : العراق الجديد ، التكفيريين، البعثيين ، فلول النظام ، الإرهابيين، الانتخابات الحرة، المقاومة السياسية. و قد بلغ موقف حزب الله و قيادته المتمثلة بالسيد حسن نصرالله من الخزي والعار إلى د رجة تماهيه مع الموقف الأمريكي و الإسرائيلي تماما، ففي نفس الخطبة يقول : " فليتح للشعب العراقي أن يعبر عن رأيه وخياره ، وليتح للشعب العراقي أن يختار نوابه ولو في ظل الاحتلال لأن ذلك وسيلة من وسائل مواجهة الاحتلال!!



هو يردد نفس الكلام الذي كان يردده بوش ورامسفيلد وبريمر ، يريدون إجراء انتخابات فليس في العراق أي مشكلة سوى الانتخابات ، والسيد حسن بعد شتمه المقاومة العراقية يدعو فقط إلى المقاومة السياسية السلمية على طريقة آية
الله السيستاني!!
بل أن مواقف العلمانيين والشيوعيين "الذين يعتبرون خصوم الحركة الإسلامية" أصبحت أكثر تقدمًا بكثير في دعم المقاومة العراقية من مواقف الحزب السلبية ، لدرجة دفعت العديد منهم - من الذين لا يؤمنون أصلا لا بمقاومة إسلامية و لا بالشريعة - إلى الرد على أقواله ومزاعمه ومنهم على سبيل المثال لا الحصر "نوري المرادي " وهو شيوعي عراقي حيث أفرد مقالتين كاملتين حول الموضوع ننقل مقاطع واسعة منهما فيما يلي:
"أيها الإمام الفاضل حسن نصر الله ، فالتكفيريون إخوة لك في الدين وماينسحب عليهم ينسحب عليك . أنت بطل تحرير لبنان وهم أبطال الجهاد وسيبشروك بتحر ير الجزيرة بعد العراق وأفغانستان .... أقول هذا ومستعد لجدالكم عليه متحديًا حتى تنثنون . فإن كنت والتكفيريين على خلاف في شيء فدعهم ويدعوك !.... و الصداميون، هم أيضا إخوة لك، شئت في هذه أم أبيت ! فالصداميون يقاتلون المحتلين الآن مثلك وأشد بدرجات . والصداميون الآن يسيطرون على مناطق بأسرها في العراق محررة لا يدخلها قرد من قرود الاحتلال ولا غلمانه إلا على منيته ... فما هذا التناقض أيها الأمام نصرالله؟! لماذا تدعم آل الحكيم الذين تجسسوا للأمريكان عن حال العراق والمسلمين؟ ! أم تنسى أن المقبور باقر حكيم أفتى لجهة التعاون مع أمريكا وبالضد من أمر الله تعالى بعدم موالاة الكافرين؟"




و يضيف في مقال آخر له ردا على الأمين العام لحزب الله : "أردت التحدث معك حول مصطلح "التكفير" الذي بدأت تردده باندفاع في خطاباتك ... أنت وإن لم تستخدم التكفير استخدام الرعاع، لكنك كررته بخطابك مندفع ًا بحماسة وشطط . وكأنك ترى بالذي تصمه بالتكفير جبان ًا يعاني من عقدة مفترضة لذاك تتشاطر عليه وتختال أمامه بقوتك، انتصار ًا لمظلمة أو شيء من هذا القبيل ... المأخذ الثاني، افتراض مني بأنك تقصد بالتكفيريين، جماعة من السنة الوهابيين، أو من يسمون بالسلفيين ... ملخص ًا، فإن أخذنا التكفير بمفهومه الفقهي الصحيح، أي الحكم على ممارس نواقض الإيمان بالكفر؛ وإن أخذنا التكفير على أنه جهالة وابتعاد عن روحانية الإسلام ؛ وإن أخذنا التكفير على أنه أداة بيد المحتلين وغلمانهم ورع اعهم يرجمون به من ليس على هواهم، إذا أخذنا أحد احتمالات هذه المعاني للتكفير أو كلها معيار ًا للحكم ، فلن يرى العراقيون أو المتابعون المحايدون التكفير بغير فيلق بدر والمجلس الأعلى وآل الحكيم الأصفهاني وسستاني
ومن والاهم . هؤلاء حصر ًا هم الأشد جهالة والأشد أخذ ًا بالترهات والأشد عمالة والأشد إهانةة للدين والتشيع والأشد تكفير ًا لمن ليس على هواهم ! فحاشاك يا سماحة الإمام المجاهد حسن نصرالله والخلط في التعابير والتعاريف ! وبعداك
والانزلاق لموقع لا تقر عليه قدمك ! وأن تعود عن خطل عارض لهو خير لك ( وللملايين من محبيك على أن تأخذك العزة بالإثم!



مقال : "الى الإمام حسن نصرالله ثانية ! عن العمهِ والتكفير!"، نوري المرادي ، )
شبكة البصرة، ٩ ايلول ٢٠٠٥ على الرابط:
http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2005/0905/morad_090905.htm



باختصار شديد ، و إذا ما عمدنا إلى مقاربة مواقف حزب الله من مشاريع المقاومة الإسلامية في العالم الإسلامي، سنلاحظ ثلاث مواقف أساسي ة له هي:

الموقف الأول: التجاهل التام والشامل واتخاذ موقف اللامبالاة تجاه قضايا جوهرية كالشيشان وأفغانستان والبوسنة وكشمير.
- الموقف الثاني : التهجم والتطاول والتشويه المقصود والعمدي و الإلغاء كحالة المقاومة العراقية و الأفغانية، بل والتماهي مع مواقف المحتل وعملائه.
- الموقف الثالث : التأييد والتشجيع "الخطابي " الدائم والعلني للقضية الفلسطينية.


و إذا ما جمعنا هذه الملاحظات مع بعضها نستطيع أن نستنتج أن الموقف من القضية الفلسطينية هو موقف مصلحي بامتياز ، لأن المفروض أن المبدأ الإسلامي لا يجزئ الاحتلالات خاصة إذا كانت الجهة هي ذاتها (لا فرق بين
إسرائيل و أمريكا). فإذا كان التأييد للفصائل الفلسطينية الإسلامية والقضية الفلسطينية تأييد ًا عقائدي ًا فهذا يفترض تأييد المقاومة العراقية لأ ن الطرفين مسلمان ومن المذهب السّني ، والطرفان أرضهم محتّلة ومقاومتهم مشروعة ،
والاثنان يواجهان ما يدعي الحزب أنهم أعداؤه "إسرائيل وأمريكا"، والاثنان عرب - إذا إن هذا يشكل مأخذا مثلا - .
ولذلك، نلاحظ أن الحزب وعبر قياداته يقوم عندما يتم إحراجه بالالتفاف على الموضوع إما من خلال كلام عام شامل هلامي مطاطي و إما من خلال إعطاء مبررات ومسوغات وتأويلات فاضحة لا تستند إلى شرع أو دين أو أخلاق أو عقل ، كما فعل عندما برر موقف المراجع والطبقة السياسية والدينية التي جاءت مع الأمريكيين إلى العراق.

الدور الإيراني في مساعدة الأمريكيين واضح في العراق من خلال الإطاحة به وتدميره مع بنيته التحتية ومؤسساته السيادية وحل جيشه و السعي إلى تقسيمه ، لذلك فإن إيران والأطراف الشيعية المرتبطة معها في داخل العراق تتحمل
المسؤولية الكاملة عن الأفعال الثلاثة السابقة والتي تصب في خانة دعم الكيان ا
لصهيوني. وكان من نتائج الأفعال السابقة انتهاء خطر الجبهة الشرقية على إسرائيل وتغيير العقيدة القتالية للجيش العراقي.
فكيف يمكن أن نجمع ونوّفق بين صورتين متناقضتين لإيران؟ في الصورة الأولى، تدعم إيران إسرائيل وتهيئ السبل لتمكنها من الاستقرار كما حدث في العراق، وفي الثانية، تحارب إيران إسرائيل بواسطة "حزب الله " كما حدث في
لبنان، مع الحرص الكامل على أن تكون الطائفة الشيعية وحدها هي المقاتلة في الجنوب اللبناني.
يكون التوفيق بإدراك أن المقصود من قتال "حزب الله" للعدو الصهيوني في لبنان هو الدعاية والترويج لإيران والطائفة الشيعية على مستوى لبنان والعالم العربي والإسلامي من جهة، ومن أجل التغطية على جرائم إيران في العراق من
جهة ثانية


أما بالنسبة لموقف الحزب من مشروع المقاومة الفلسطينية ،


فالتفسير الوحيد لهذا التناقض هو أن الحزب يريد الانتفاع من قدسية القضية الفلسطينية ليقوم بدوره الذي شرحناه في القسم الأول للترويج لنفسه و اختراق القاعدة الشعبية العربية و الإسلامية من أجل الدور الذي يلعبه في خدمة المشروع
الإيراني. هذه المصلحة لا تتعلق بمصلحة الحزب بشكل خاص فقط ، إنما بالمصلحة الإيرانية بالأساس . فالمعروف أن تأييد حزب الله لأي مقاومة في العراق – سواء إسلامية أو وطنية أو قومية - يصب ضد مصلحة النظام الإيراني بالدرجة الأولى ، ثم الطائفة الشيعية بالدرجة الثانية . لذلك و من خلال مقاربة المواقف ، نستطيع أن نستنتج أن الحزب يرى إن احتلال العراق أوصل الطائفة الشيعية و خاصة الموالية لإيران إلى الحكم وبالتالي فهذا مكسب لا يجب التفريط به عبر تأييد أي مقاومة عراقية مسلحة ، فما بالك إن كانت المقاومة إسلامية سنية!!
وهذا يبرز حقيقة الموقف الطائفي للحزب و سكوته عن تلاقي مصالحه مع المحتل حيث تنتفع الطائفة الشيعية "الموالية لإيران" هناك من الاحتلا ل الأمريكي وبالتالي يزداد النفوذ الإيراني الذي هو أصل و أساس دور حزب الله ، وصعود
الشيعة في العراق لا بد و اّنه يؤّثر على صعود الأقليات الشيعية في المنطقة وهذا
في صالح إيران وكل ما هو في صالح إيران في صالح حزب الله وسيقبل به.




أن شاء الله سوف يتبع في البوست القادم حزب الله و المشروع الإيراني

الخميس، ١٤ شباط ٢٠٠٨

السفــاح .. عمـاد مغنيــة


بوست اليوم كنت أريد أن يكون عن فيلق القدس المجوسي . ولكن أراد الله أن ينفق المجرم السفاح عماد مغنية فوجدت أنه سوف يكون من المناسب الكتابه عنه حيث أننا لن نبتعد كثيرا عن جرائم الفرس المجوس في العراق.
فكيف كانت بداية عماد مغنية مع العراق ؟
كان سفره الاول الى ايران اوائل الثمانينات في القرن الماضي، وهو شاب لا يتجاوز عمره 20 عاما اذ انه وبعد تدريبات أولية استغرقت اقل من ثلاثة شهور توجه برفقة عدد من الشبان الشيعة اللبنانيين، الى جبهة القتال ضد العراق،
ووفقا لما رواه فيما بعد قائد المنطقة الشمالية الايرانية، قضى عماد مغنية اربعين يوما في عمليات قتالية ضد القوات العراقية.
ولم تنتهي علاقة مغنية بالعراق فبعد أحتلال العراق عُهدت اليه مسؤولية تنظيم العلاقات ما بين فصائل الشيعة المسلحة في جنوب العراق، ومن ثم تسلم مهمة المشرف الميداني على مراكز استخبارات الحرس الثوري الأيراني في جنوب العراق.
واوائل عام 2006 قام عماد مغنية في البصرة بالعراق، بتنظيم سفر مقاتلي «جيش المهدي» الى ايران، للمشاركة في دورات للتدرب على أساليب التعذيب والقتل الوحشي والتي لم يسمع مثلها بالتاريخ . فهذا السفاح هو من كان يقوم بتدريب هؤلاء الهمج ليس للدفاع عن العراق أومقاومة المحتل الأمريكي بل لقتل وتصفية أهل العراق من أهل السنة

وفي ابريل الماضي، تردد أن مغنية عاد إلى لبنان حيث تسلم مهمة رفيعة في جهاز استخبارات «حزب الله»،

فكافة التقارير تحدثت عن ادواره من اختطاف وعمل على الجبهات الايرانية ضد العراق في الحرب العراقية الأيرانية ., وتقارير حديثة عن دوره الفاعل في تدريب عناصر جيش المهدى وتسليحه وهو العقل المدبر له واليد الضاربة للمجلس الاعلى ولايران داخل العراق,

لا بل تولى هذا المجرم استهداف الكفاءات وسمي بقاتل الطيارين والضباط العراقيين . فالأيرانين لم ينسوا يوما الذل والهزيمة التي تجرعوها على يد الطياريين والقادة العسكريين العراقيين . فما كان من أيران بعد سقوط النظام وأحتلال العراق الا البحث عن الطياريين العراقيين والقيام بأغتيالهم هم وكل القادة العسكريين أنتقاما من الجيش العراقي
وأذا كان حزب الله يعتبر نفسه مقاومة لانه يحارب أسرائيل ويدعوا نفسه مقاوم لانه أطلق عدد من الصواريخ على العدو الصهيوني . قد قتلت من العرب أكثر مما قتلت من اليهود . فلماذا لا يعترف هذا الحزب المقاوم بمقاومة العراق التي تحارب أقوى قوة بالعالم وقتلت منهم أكثر من 70 ألفا ؟؟؟؟!!!!!!
أنا لم أكتب هذا لأننا ننتظر أعتراف من أحد و لكن لأوضح حقيقة هذا الحزب الكاذب هو وصواريخ (الفتوش) التي يتباها بها .
عموما لا أتصور أن هناك من سيشعر بالحزن على مشرك يسب السيدة عائشة وعمر وأبو بكر في كل صلاة !
**************************
تحديث
أن كل العمليات التي قام بها مغنية في فترة الثمانيات لم تكن بهدف الجهاد في سبيل الله ولكن كانت للضغط على هذه الاطراف لوقف دعمها للعراق في حربها ضد ايران . فالرجل لم تكن عملياته لاهداف تخدم الامة بقدر ما كانت لاهداف ايرانية
أحب أن أشكر أخي محمد (صاحب مدونة عصفور المدينة ) للنصيحة التي نصحني بها في التعليق على الموضوع
وأقرأ ((فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)) . جزاك الله عني خيرا

الأربعاء، ٦ شباط ٢٠٠٨

حكـام العـراق الجـدد وقـادة فـرق المــوت - جزء 2

في هذا البوست سوف أكمل الجزء الثاني من الدراسة


وفي منتصف الاربعينيات من القرن العشرين ساعد رئيس الوزراء في الحكم الملكي صالح جبر على هجرة الكثير من هؤلاء الشروگيين الذين لايحملون اي مستندات او جنسيات او بطاقات تعريف شخصية , الى اطراف بغداد


وكان اغلبية سكان هذه المناطق من المهاجرين من ارياف الجنوب لاسباب شتى اما هربا من ظلم الاقطاع او مقتا للحياة الزراعية او هربا من الثأر القبلي او هربا من العدالة .

وكان نصيب الاسد منهم في جانب الرصافة (وللأن الرصافة منطقة شيعية ) واستوطنوا ما يعرف بمنطقة خلف السدة وهي سد ترابي بارتفاع 10 - 12 متر بناها والي بغداد ناظم باشا مطلع القرن العشرين شرق بغداد حفاظا على بغداد من فيضانات نهري دجلة وديالى وذلك ابتداءً من تخوم ضاحية الاعظمية شمال بغداد وممتدةً حتى منطقة الرستمية على نهر ديالى جنوب بغداد واصبح هذا السد الخط السريع المسمى جسر محمد القاسم ,
في الثمانينيات من القرن العشرين .حيث بنوا لهم البيوت البسيطة عشوائية دون موافقات اصولية , من الطين واللبن وذلك على طول السدة .

وفي عهد رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذي منحهم الجنسية العراقية اسكنهم في مجمعات سكنية حول بغداد وحول بعض المدن الرئيسية الاخرى للعراق , وعلى حساب السكان الاصليين لبغداد وتلك المدن ,

حيث ادى ذلك الى تغيير البنية الديموغرافية لبغداد بتطويقها باحياء سكنية من الشروقيين حيث انشأت المجمعات السكنية من جانب الرصافة: حي الامين والفضيلية والعبيدي والشماعية والثورة والحسينية. ومن الكرخ: ابو دشير والدباش والشعلة والحرية والاسكان ودور السود وغيرها .
الشروقيون والشيعة العرب

في جنوب العراق على الرغم من انتماء الشروقيين للمذهب الشيعي الجعفري الا انه من المؤكد هنالك بون شاسع بين الشروگيين والشيعة العرب في جنوب العراق من ناحية الانحدار العرقي والاثني للتكوين الاجتماعي لكلا الشريحتين ,


فالتكوين الاجتماعي لسكان الجنوب العراقي قبل موجات النازحين والمهاجرين الشروقيين الاولى الى ارض العراق والخليج على عهد دولة اسماعيل الصفوي في القرن السابع عشر والهجرة الثانية في عهد المماليك منتصف القرن التاسع عشر, وقبل منحهم الجنسية وانتشارهم وتغلغلهم في بنية المجتمع العراقي بعد اعلان الجمهورية منتصف القرن العشرين , تتكون من خليط من العشائر العربية الشيعية والسنية المتحدرة من القبائل القحطانية او العدنانية , كال فرعون والعوادي والياسري والجبور- البو ثامر والدليم - البوعلوان وتميم – وسط وشرق دجلة ,

والسنية كأل السعدون والهاشمي والبو ظاهر. وكان تمركز الشيعة العرب في غالبيتهم في ما اصطلح عليه الفرات الاوسط – الديوانية والحلة وكربلاء والنجف والمنتفك - الناصرية والسماوة والقرنة والبصرة والامارة (العمارة) والكوت وفي بغداد القديمة في الكرادة مع خليط من السنة والمسيحيين والكاظمية والشواكة مع خليط من السنة.


أما السنة الذين كانوا يقطنون في الجنوب فيتمركزون في الحلة – خليط من الشيعة والسنة المنتفك – الناصرية والسماوة – خليط من الشيعة والسنة , البصرة في منطقتي الزبير وابو الخصيب واجزاء من المعقل , والكوت – وهي ايضا خليط من الشيعة والسنة.
ويرجع اصل تاريخ الشيعة العرب في العراق منذ بداية الدولة الاموية ومبايعة اهل الكوفة للامام علي ابن ابي طالب ونجله الامام الحسين ابن علي ومعركة كربلاء حيث يتواجد مؤيدو الامامين من الذين شايعوهم وناصروهم.


اما العلاقة بين شيعة عرب الجنوب والشروقيين في تلك الفترة فهي علاقة السيد او الحر بالعبد والملاك او الاقطاعي بالفلاح الاجير.

حيث كان الشيعة العرب يمثلون العشائر والاقطاعيات المالكة للاراضي الزراعية من الشيوخ وعوائلهم وعمومتهم وانسابهم , اما الشروقيين فيمثلون طبقة الشغيلة الفلاحية لدى شيوخ العشائر والعبيد الرق لدى الاقطاع.

و لضرورات الاندماج في مجتمع المهجر تعتمد الكثير من الدول الاستيطانية مبدأ الهجرة كعامل لرفد البنية الاجتماعية بالاعراق واللاثنيات المختلفة , كما هو الحال مع دول كاميركا الشمالية واميركا اللاتينية واستراليا ونيوزيلاندا وغيرها من العوالم الجديدة التي تم اكتشافها بعد عصر النهضة في اوروبا وعلى اثر بروز ظاهرة الاستعمار او مايسمى تاريخيا بالعصر الكولونيالي الذي تمثل باحتلال الاراضي والقارات الجديدة وضمها لممالك مستكشفيها , وقد استمرت موجات الهجرة لهذه الصقاع الجديدة حتى يومنا هذا ولكن بمعايير مختلفة منها شموليتها لاستقطاب المواطنين من كافة الدول تفضيلها للكوادر المثقفة والعلمية وتفضيلها للكوادر الراسمالية والاستثمارية وتفضيلها للكوادر من اعراق بعينها كالانجلو- ساكسون في الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلاندا والاعراق اللتينية في المكسيك واميركا اللاتينية وهاييتي وارخبيل البحر الكاريبي . كما حددت القوانين في تلك الدول على مبدأ ظرورة الانتماء والولاء للبلد الجديد , الامر الذي وصل الى فرض شروط ومحددات منها عدم السفر من البلد لفترات جاوزت في بعض الدول الاربعة سنوات لحين منح الجنسية , وضرورة تأهيلهم لتطلبات الحياة في دول المهجر كانخراطهم في دورات الزامية لتعلم اللغة وفروض معينة في تعلم تاريخ بلد المهجر وارثه الوطني والثقافي ووصل الامر ببعض الدول الى ضرورة انجاز المهاجر لعمل وطني لبلد المهجر الجديد يثبت ولاءه وانتماءه لبلد المهجر الجديد, من قبيل الانخراط في الخدمة العسكرية او التطوع المؤقت في العمليات العسكرية التي تخوضها الدول محلية واقليمية او دولية , او كتابة المقالات والبحوث والمؤلفات عن البلد الجديد .
الا ان الامر مختلف مع دولة كالعراق وحتى باقي دول الخليج العربي التي تعرضت لهجرات الشروگيين والتي نجد آثارها في المجاميع السكانية المسماة (البدون) في الكويت على سبيل المثال ,
فالعراق وتلك الدول بلدان غير استيطانية لم يتم استكشافها من ضمن العوالم والقارات المجهولة بل تمتلك حضارة من اعرق حضارات العالم امتدت لستة آلاف عام في عمق التاريخ ولها امتدادات عربية كواحدة من الولايات والامارات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية.فعندما وفدت الهجرات الاولى للشروقيين وحتى الاعراق والديانات الاخرى في شمال العراق , لم يكن معيار الوطنية والانتماء والولاء للبلد هو الهاجس والمعيار الذي حدد شروط الهجرة ، بسبب وجود الدولة العثمانية واحتلال بلاد فارس للعراق في عهد اسماعيل الصفوي والتي زامنت الهجرات الاولى.
وفي الهجرات المتأخرة في مطلع القرن العشرين والأربعينيات ثم الستينيات والتي كانت تفد خلالها موجات من العوائل المهاجرة الشروقية عبر منافذ لها في مناطق ديزفول وقصر شيرين عن طريق البر ومن امارة المحمرة (الاحواز او الاهواز حاليا)
ثم انطلقت هذه الاقوام في هجرة ثانية لاهوار العراق من الموجات التي سبق وان ارتحلت من لورستان جنوب ايران ومن ولايات شمال الهند وبلوشستان والولايات الجنوبية لافغانستان والمتاخمة لبلوشستان الواقعة في جنوب باكستان (الهند سابقا قبل استقلال باكستان) والتي تدين بالمذهب الشيعي الجعفري .
اما امارات الخليج العربي فقد استمرت الهجرات اليها في السبعينيات من القرن العشرين الى عبر الممرات البحرية من خلال زوارق المتسللين المشهورة والتي كانت تعلن عنها وكالات الانباء عن اكتشاف يومي لتلك القوارب المهاجرة الى الكويت وقطر والبحرين والامارات العربية المتحدة وشرق المملكة العربية السعودية.فكل تلك الهجرات لم تحدد بمعايير الانتماء الوطني والولاء للعراق او دول الخليج بقدر انكفائها على نفسها محافظة الى حد ما بثقافتها المحلية وبعاداتها وتقاليدها التي جائت بها معها.
ومن ضمن تلك الثقافات طريقة بناء البيوت الطينية التي نجدها مطابقة الى حد بعيد جدا مع البيوت ومايسمى بالطوفة في شمال الهند وبلوشستان والولايات الجنوبية لافغانستان.
يتـبـــع في البوســــت القـــادم

حكام العراق الجدد.. وقادة فرق الموت -الجزء 3

اليوم الجزء الأخير من هذه الدراسة

في مجــال اللغــة
فهنالك ماسيمى في علم الصوت اللغوي بالتنغيم Intonation وهو طريقة تلحين الكلمة عند تلفظها داخل الجملة فنجد التقارب الكبير بين اللغات الهندية و البلوشية واللورية والفارسية كون هذه اللغات تنتمي الى مرجعية لغوية واحدة وعي عائلة الهندو-اوردية وهي بعيدة من حيث علم النحو والصرف والصوت من اللغة العربية التي تنتمي للعائلة السامية.
ومن حيث علم الانتيمولوجي
وهو علم جذر الكلمات ومصدر تحدرها نجد هنالك تداخل لبعض المفردات المستخدمة من قبل الشروقيين ذات الاصول الهندية او الايرانية (الفارسية واللورية) مثل (كواك) و (دش) و (چا), وخير دليل هو الكلمة الاستطرادية (چا cha ( بمعنى (نعم او أجل او بلا او اذاً) وهي هندية المنشأ حيث تلفظ بالهندية (آچا) بمعنى (نعم) , في حين يستخدم العراقيون العرب في بغداد كلمة رديفة وهي (لعد) والمتحدرة من الفعل (عاد) وفي الوسط والغرب وشمال الوسط يستخدم العراقيون العرب كلمة (عجل) المتحدرة من (اجل) بمعنى نعم وفي العشائر العربية في الجنوب بضمنها الفرات الاوسط والبصرة القديمة كانت تستخدم كلمة (حته) و (ولعد) المتحدرة من (حتى) بمعنى نعم او اذاً..
ثم شاع استخدام (چا) لدى عرب الجنوب بسبب الاختلاط مع الشروقيين وانتشار مصطلحاتهم وطريقة لفظهم.
وكذلك نقل اسماء المدن من مصادرها الى العراق مثل مدينة چوادر الساحلية في بلوشستان – الهندية (باكستان الان) والتي سمي بها حي سكني في قرية الثورة (مدينة الصدر الان) ولا صلة بين الچوادر وكلمة (چادر) الذي يستخدم بتغليف البضائع، وكذلك مدينة (كاولي) في الهند والتي تحدر الكثير من الوافدين الغجر منها الى العراق تلك الكلمة المستخمة الى يومنا هذا ندعو الغجري بكلمة كاولي
ومن العوامل الثقافية الوافدة الاخرى , هو فن تلك الاقوام باعتبار الفن والادب يشكلان هوية الامة وعنوان انتمائها , فبعض الاطوار الغنائية الريفية كالابوذية المحمداوي نجدها تغنى الى يومنا هذا في مدن الجوادر وكيتا وكلات واورمارا في الجزء الباكستاني من بلوشستان وحاسك في الجزء الايراني منها.
كما نجد في الادب الشروقي بعض المواويل القريبة من اللحن الهندي والفارسي الخليطة باللهجة المحلية العربية , وحسب منشأ ذلك الوافد وامتداد عرقه.كما يستخدم الكثير من الشروقيين الات موسيقية خاصة بهم بعيدة عن الآلات العربية مقاماتها وسلمها الموسيقي ويصنعها بشكل تحاكي شكل ولحن الآلات والالحان البلوشية والورستانية.
كما ان نمط الغناء مفعم بالحزن والشكوى التي تعبر عن الارث الطويل من المعاناه ابتداءً من اضطهاد اسماعيل الصفوي الذي كان يتفنن بتعذيب وقتل معارضيه البلوش واللور حيث كان يطلق شيخ القبائل المعارضة له من المدافع .
ثم رحلة المعاناة الطويلة عبر الصحراء الايرانية التي كان يلقى الكثيرين منهم حتفه بسبب الانهاك او الجوع والعطش . وقد انعكس ذلك على اهازيجهم واشعارهم الشعبية ومواويلهم التي تحولت الى ابوذيات مغناة حيث يذكر الفنان كاظم الساهر بان اغنية (عبرت الشط على مودك) مقتبسة من احدى الاهازيج الشروقية اثناء الرحلة الشاقة الى العراق حيث تتحدث احدى المهاجرات عن معاناتها وهي تعبر احد الانهار للحاق بقبيلتها التي فقدت الكثير من افرادها بسبب موجات النهر وتياراته المميته وهي تعبر لانقاذ وليدها الرضيع الذي حملته على رأسها .
علاوة على تسخير شيوخ القبائل لهم كعبيد رق في جنوب العراق وما عانوه من اسى وظلم على اسيادهم الاقطاعيين. وهذا ما دعاهم الى الهرب من الريف الى مناطق حول بغداد والمدن الرئيسية الاخرى في تجمعات سكنية معدمة وعشوائية وغير نظامية واغلبهم استوطن في منطقة وراء السدة , المشار اليها اعلاه.
عبد الكريم قاسم والانتشارالسكاني للشروقيين
*ولم يتنفس الشروقيين الصعداء الا بعد قيام الجمهورية في عهد رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم قاسم ذلك اليتيم الذي ينتمي الى اب عربي سني لم يره بسبب وفاته ، وأم تتحدر من الاصول الشروقية , اشرفت مع اخواله الشروقيين على تربيته . حيث اصدر قرارات منحهم الجنسية وشهادة الجنسية العراقية
*اضافة الى اصداره لقانون الاصلاح الزراعي الذي بموجبه صادر الاراضي من المالكين من شيوخ العشائر ومنحها للفلاحين والذين يمثل الشروقيين ثمانين بالمائة منهم . ثم مالبث ان وزع عيهم الدور والاراضي السكنية حول بغداد وباقي المدن الكبرى
*ومنحهم الوظائف الحكومية واصدر التشريعات الخاصة بتسهيل انخراطهم في الجيش كمراتب (جنود وضباط صف ونواب ضباط) ومنحهم الامتيازات العسكرية كالدور السكنية الخاصة بالمراتب المتطوعين في مناطق اسكان شرقي بغداد وغيرها.
وهذه تعد النقلة الكبيرة والمهمة في حياة هذه الفئة المهاجرة والتي لحد الان لم تمنح الجنسية في بعض امارات الخليج كالكويت وبقوا بما يسمى بـ البدون.
لذا تعتبر شريحة الشروقيين عبد الكريم قاسم القائد الوحيد الذي انقذها، فهم دائمي التمجيد به لحد المبالغة في المدح في وصفه الى حد اطلاق الخرافات التي كانت تنشر في الصحافة يومذاك، فبعضهم ادعى انه رأى صورة (الزعيم) على بيضة دجاجة وآخرون نشروا بانهم رأوا صورته بالمرقب متجلية على سطح القمر .
وبقيت هذه الاحاجي يتداولها البسطاء من الشروقيين ممن استفادوا من حكمه وبالغ بها الاخرون منهم من المثقفين الى حد الاطراء واسناد احداث غير واقعية لسيرة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم .
وعلى اثر هذه الاجراءات المنصفة للشروقيين والاجراءات الاخرى الخاصة بقانون الاصلاح الزراعي , وجد ابناء العشائر العربية في الجنوب انفسهم قد صودرت منهم اراضيهم الزراعية ومنحت للشروقيين الامر الذي ادى الى تحرر هذه الشريحة من تحكم الشيوخ وبالتالي منحها حرية اتخاذ القرار بالهجرة الى المناطق الاخرى او المدن بعد ان كانوا محصورين في الاراضي الزراعية والاهوار.
وهذا ما ادى الى انتشارهم الواسع في جنوب العراق ريفه ومدنه باعتباهم يشكلون اعدادا كبيرة.
وبدأت عاداتهم وتقاليدهم ولهجتهم تتغلغل في حياة المجتمع العراقي تدريجيا بعد العهد الجمهوري.
أزمة الشروگيـين ان الازمة التي يعاني منها الشروگي بعدم اندماجهم الكامل في المجتمع العراقي مردها معاناتهم من الاضطهاد على مر تلك العصور فاصبح لهم تجمعاتهم التي تحولت الى مجتمع خاص ذاب فيه الشروقي من الاصل البلوشي مع الاخر من الاصل اللوري او الفارسي او الهندي , وجمعتهم ثقافة واحدة هي ثقافة المهاجر الشروقي.
الا اننا نجد بعد اجراءات عبد الكريم قاسم بمنحهم الجنسية والاراضي الزراعية والبيوت السكنية والامتيازات الاخرى شجعت بعض هذه المجموعات كشرائحة اجتماعية لها خصوصيتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها , بالاندماج المحدود في المجتمع العراقي , فبسبب نظرة الناس لهم في سكان الجنوب من القبائل العربية (الشيعية) وخصوصا الفرات الوسط , على انهم شريحة هامشية من المهاجرين غير الشرعيين او المتسللين تميزت بفقرها وتخلفها وبعدها عن الحضارة وأنفلاتها على القانون على الرغم من انتمائها المتعصب للمذهب الشيعي.
ادت هذه النظرة الى تهميش هذه الشريحة وعدم تقبل اندماجها في المجتمع في الجنوب الا بعد عقود طويلة وبعد الانفجار السكاني للشروقيين بعد منحهم الجنسية والاراضي والدور السكنية فخرجت من الاهوار وتجمعاتها السكانية المعزولة نحو مراكز المدن ,
وبسبب النمو السكاني الكبير لهذه الشريحة احتلت او اجتاحت المدن الكبرى في العراق بالهجرة من الريف الى بغداد ومراكز المدن .
ومن خلال سياسات ارضاء هذه الشريحة التي مارستها الانظمة المتعاقبة كتحسين الحالة الاجتماعية لهذه الشريحة وتقديم الخدمات التعليمية والطبية وتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية لاحيائهم السكنية شجع الكثير من افراد هذه الشريحة بالاندماج في المجتمع من خلال الانخراط بالتنظيمات والاحزاب الحاكمة وتبوء مناصب عليا والاهتمام بالشعر والادب والمصاهرة مع ابناء المناطق العراقية للسكان العرب الاصليين من كلا الطائقتين الشيعية والسنية بعد مرور زمن طويل على هجرة آبائهم وتناسي المجتمع لاصولهم وتعالي الصيحات بوحدة مكونات المجتمع وطوائفه واعراقه , حيث غدا من المعيب اجتماعيا البحث عن اصل وانتماء الشخص في فترة السبعينيات والثمانينيات.
ورغم كل ذلك نجد السمة العامة لغالبة تلك الشريحة الشروقية المتحدرة من الاقوام المهاجرة تغليب انتمائها الطائفي والمذهبي على الانتماء للعراق العربي وعدم الاخلاص الكامل لتطلعات العراق واهدافة ومشكلاته كامتداد لعالمه العربي.فنجد الكثير منهم يمتعض من اهتمام الانظمة المتعاقبة بالقضية الفلسطينية والتهجم على الدول العربية باعتبارها مصدرة لازمات العراق والاستهزاء بكل ما هو قومي عربي كالتنظيمات والاحزاب القومية وفكرة الوحدة العربية والشخصيات الوحدوية والقومية فتجدهم دائمي التهجم على ساطع الحصري وعبد الناصر ورشيد عالي الكيلاني وعبد السلام عارف وخير الدين حسيب وغيرهم.
باعتبارها شخصيات ايدت الوحدة العربية والانتماء القومي العربي.لا بل وصلت العنصرية والغلو الطائفي ببعض الشروگيين الى حد المعاداة المعلنة عبر وسائل الاعلام ومواقع الانترنت للمدن العراقية وخصوصا ذات الانتماء للطوائف السنية كالرمادي وهيت وعنة وحديثة والدور وتكريت ,
واعتماد تزوير الحقائق والمغالطات التاريخية عن اصولهم وانتمائهم العرقي دون ذكر وثائق او اسانيد . ومن الشخصيات الشروقية التي برزت في المجتمع (محمد حمزة الزبيدي) رئيس الوزراء في نظام الرئيس الاسبق صدام حسين .وكذلك مدير الامن العام 1969 - 1973 (ناظم كزار) والذي كان يشغل موقع عضو قيادة قومية في حزب البعث , والذي لم يكن يمتلك الجنسية العراقية واي وثيقة (بدون) حتى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين , حيث توسط له مدير مكتب عبد الكريم قاسم لمنحه الجنيسة العراقية مع افراد عائلته حيث تطوع كضابط شرطة.
المراجع :
طبيعه المجتمع العراقي . د.علي الوردي .لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث .
د.علي الوردي.العراق الحديث ,
للمؤرخ جعفر الخياط.1932
كتاب التجمعات البشرية في العراق . تأليف الفريق طه الهاشمي 1936 .
عدد من البحوث للدكتور علي الوردي مودعة في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الاداب - جامعة بغداد.
عدد من المقالات والمقابلات الصحفية والاذاعية والتلفزيونية للدكتور علي الوردي
.Sabah Al-Zubeidi Web Site فيدرالية الجنوب .. حلم دولة الشراقوة , علي ثويني.
مقابلة مع عباس بن الشيخ محمد العريبي.القبائل العراقية الشيخ يونس السامرائي.1986********************************
أنتهت الدراسة
هؤلاء هم الشروك الذين يحكموا العراق الان. ويقوموا بتصفية أهل العراق الأصليين وخصوصا أهل السنه . أكرمهم العراق وأعطاهم وطن وهوية وماذا أعطوا للعراق وأهله غير الحقد الاسود ونشر الدمار والقتل . هل أيقنتوا الان من أنك أذا أكرمت الكريم ملكته وأذا أكرمت اللئيم تمردا

حکـام العـراق الجـدد وقـادة فـرق المـوت

ربما هذا البوست طويل لحد ما ولكنه دراسة هامة لمن يريد أن يتعرف على تركيبة المجتمع العراقي في القرن الأخير. وتأثير هذة التركيبة في الأحداث الجارية الأن . وكذلك لتشاهد على أرض الواقع المثل القائل أن أكرمت الكريم ملكته وأن أكرمت اللئيم تمردا .
حکام العراق الجدد وقادة فرق الموت
دراسة مهمة بقلم : الباحث برفسور دكتور جلال الوزيروجوه وأخلاق (شروگية) متميزة
الاصــول التاريخيـــة
تعرضت طبيعة ونشأة وتركيب المجتمع العراقي الحديث الى هزات كبيرة ادت من جهة الى نزوح العديد من مواطني العراق واستقبال مهاجرين وعلى شكل موجات سكانية , خصوصا بعد عهد اسماعيل الصفوي الذي حكم ايران واحتل العراق وبلوشستان وكذلك في عهد حكم المماليك اضافة الى فيضانات دجلة والفرات وموجات امراض الطاعون التي اما فتكت باعداد هائلة من المواطنين الذين كانوا يقطنون الولايات العراقية على عهد العثمانيين , او ادت الى هجرة اعداد غفيرة من مواطني الشعب العراقي الى الولايات والامارات العثمانية شرق نجد والخليج والى مصر والشام (سوريا ولبنان والاردن وفلسطين) . ولازالت الكثير من العوائل من الاصول العراقية محافظة على القابها العراقية هناك. وترجع اصول المهاجرين الى العراق من بعض الاكراد والاثوريين والنساطرة والارمن عندما جاءت لاجئة للعراق مع الكثير من العوائل الكردية والمسيحية التي كانت تقطن جنوب شرق تركيا وجبال شمال غرب ايران بقرار من عصبة الأمم بسبب الاذى الذي عانت منه تلك العوائل اثناء العمليات العسكرية للحرب العالمية الاولى فتم توطينهم في شمال العراق وفي القرى المسيحية المحيطة بالموصل .
*اما المهاجرون من الاصول الشرقية (الشروگية)(الشيعة) في جنوب العراق, والاهوار وهي عبارة عن مسطحات مائية ضحلة, وهم اربعة موجات ابتدأت منذ الحكم اسماعيل الصفوي , واخرها على عهد شاه ايران محمد رضا بهلوي في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين
وباساليب الهجرات البرية والتسلل عبر الزوراق للكويت والعراق . فقد عرف اسماعيل الصفوي باضطهاده لخصومه من الطوائف الدينية وشيوخ العشائر مما دعا العديد من العوائل المتحدرة من تلك الاصول من المناطق الايرانية مثل لورستان والاهواز وبلوشستان وجنوب غرب باكستان وشمال غرب الهند وقسم منهم هاجروا بسبب اضطهاد الصفويين لهم وسكنوا الاهوار العراقية كعبيد لدى الاقطاع. و الموجة الثانية من هجرة الشروگيين للعراق والخليج العربي فتمت في منتصف القرن التاسع عشر ابان حكم المماليك للعراق.
*اما الموجة الثالثة للهجرة فتمت مع جيش الليفي اثناء احتلال الجنرال البريطاني مود للعراق حيث ارسلتهم حكومة الهند الشرقية البريطانية التي كانت تحكم الهند انذاك , حيث اتوا من شمال الهند - باكستان حاليا وبقوا هم وعوائلهم في مناطق شمال العمارة وجنوب الكوت وشمال الناصرية وجنوب كربلاء .
اما الهجرة الرابعة فكانت عبارة عن موجات متقطعة للعوائل المهاجرة التي سبق وان استوطنت الاهواز قادمة من بلوشستان والهند ولورستان مابين الحرب العالمية الثانية ومنتصف عقد الستينيات للقرن العشرين في العراق ومنتصف السبعينيات منه في الخليج العربي .ومن الجدير ذكره هنا , ان هؤلاء المهاجرين قد انخرطوا في العشائر العراقية التي شغلتهم فلاحين لديها من خلال نظام الدخالة القبلي الذي يجيز للدخيل في اي عشيرة من تغيير اسمه وحمل لقب العشيرة.
وكذلك من المهم الاشارة اليه بانه ليست كل العائلات المهاجرة الشيعية هم من الشروگيين فهنالك العائلات من اصول لبنانية وايرانية ميسورة او مثقفة دينيا وفدت باعداد محدودة للعراق لاسباب دينية لتلقي المعرفة في المراجع الدينية او تبوأت مراكز دينية في تلك المراجع.
كما هنالك افراد أتوا فرادى او مع عائلاتهم كتجار او كزوار للمراقد الدينية واستوطنوا في المدن المقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية في بغداد . وتميزت هذه الشريحة بانها كانت تمتلك الوثائق حيث أتمت معاملات التجنس الاصولية بصرف النظر عن انتمائهم للعراق او بلدانهم الاصلية التي وفدوا منها. فلا يعد هؤلاء من الشروقيين البدون والذين يتميزون بعدم تيسر وثائق ثبوتية عند هجرتهم او عو عائلاتهم الاصلية للعراق , اصل بلد هجرتهم من شرق ايران و من بلوشستان ولورستان والهند وباكستان الى الاهواز ثم العراق والخليج او العراق والخليج مباشرة ,
* وضمن موجات الهجرة الاربعة المعروفة والمشار اليها. يتميزون بلباس خاص للنساء والرجال وقد تغيير تدريجيا مع الاجيال الاحقة شبيه بالباس الهندي , كما يتميزون بلهجة او لكنه خاصة مع تعلمهم العربية .كما يتميزون بالفقر والبعد عن الثقافة والتمدن , وبانخراطهم في الزراعة ولاحقا في البناء كما يتميزون بعادات غريبة باعطاء ابنائهم اسماء مهينة مثل (مطشر) اي مبعثر و (چلوب) مصغر كلب و (سلبوح) اي دودة او استخدام اسماء التصغير على وزن فعيّل او افعيل , مثل (مچيّن) بمعنى مكان و (ولييد) بمعنى ولد او التصغير الجمعي باستخدام الالف والتاء , مثل (نفطات) اي كمية محددة من النفط . وكذلك يتميزون ببعض المظاهر العرقية التي يصفها بعض علماء الاعراق والبايولوجيا والمشار اليهم في المراجع على النحو التالي ,
انتمائهم للعرق الاوردي (وليس السامي العربي) حيث يتميزون بما يلي :قصر او القامة الوسط.السمرة الداكنة للبشرة المائلة للصفرة.وعدم وجود إلية الرجل وتسطح القدم.وجحوظ قليل في العين.الا ان المظاهر العرقية هذه قد ذابت بسبب المصاهرات على مر الفترة الطويلة لوجودهم في العراق والخليج ,
وكذلك بسبب مزاوجة الجنود البريطانيين للكثير من النساء الشروقيات في مناطق اهوار العمارة والناصرية , اثناء حملة الجنرال مود لاحتلال العراق ابان الحرب العالمية الاولى وترك الجنود البريطانيين لزوجاتهم مع عائلاتها بعد رحيل القوات البريطانية .
يتبـع في البوســت القــــادم

الثلاثاء، ٥ شباط ٢٠٠٨

البقــــاء لله

بسم الله الرحمن الرحيم
(((يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ))) صدق الله العظيم
أنتقلت لرحمة الله تعالى والدة أخي المعتصم وأنا لله وإنا إليه لراجعون

الجمعة، ١ شباط ٢٠٠٨

لـمـــاذا يكرهـــونا ؟؟!!!!!!!!!!!

  • لماذا يكرهونا ؟؟!!
سؤال ممزوج بالدهشة يطرحه الغرب دائما . متعجبيـن وغيـر متفهميـن للأسباب التي تجعلنا نكرهم !!!

حتى أن منهم من يرى أننا جاحدين للمعروف الذي قدموه لنا في منطقة الشرق الاوسط . ومن لايصدق كيف أنهم لا يناموا الليل بحثا فقط عن رفاهينتا عليه أن يقراء دراسة أجراها مركز استطلاعات رأي بريطاني ليعرف نتائج جهودهم الجبارة في رفع مستونا وجعل حيانتا أكثر أمنا .
  • * أن أكثر من مليون عراقي قتلوا في أعمال عنف جرت منذ أن غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003
  • *.خمس الأسر العراقية فقدت واحدا علي الأقل من أفرادها بين آذار (مارس) 2003 وآب (أغسطس) 2007
  • *عدد (أطفال الشوارع) في العراق، تشيرإلي وجود مليون و600 ألف طفل مشرد،
  • *وستة ملايين طفل يتيم
  • *900.000 ألف طفل معوّق
  • *أكثر من مليون ارملة عراقية تعول عائلتها بدون مصدر دخل
  • *4ملايين عراقي هجر خارج العراق
  • *2 مليون عراقي هجر داخل العراق
هذا جزء ضئيل من الوضع بالعراق ولن أقول أنه وضع مأساوي فهو أكثر من ذلك .

كل ما يحدث بالعراق هو نتيجة الغزو الأمريكي للعراق .هذا عن العراق . أما عن باقي الدول الأسلامية فهناك الكثير لذكره ولكن لن أقول غير شئ واحد يكفي أن كل الأنظمة الديكتاديورية بدولنا الأسلامية مدعومة وبقوة من امريكا والغرب ولولا هذا الدعم لهم لسقطت هذه الانظمة التي تسقي شعوبهم الويل والذل
وبعد كل ذلك يصرخوا ليلا ونهارا متسألين

لماذا يكرهـونـــا ؟؟؟!!!!

صـدق لمـاذا ؟؟؟ فهـم لـم يؤذونـا أبـدااااااااااااااااااااااااااا