مجـالـس الصحــوات

قالت مجلة "إديتور أند بابليشر" الأمريكية

وكانت "تشيرني" قد علمت قبل أيام أنّ نجلها "جيرال ستيل هانكوك" الرقيب بالجيش قد أصيب بإصابة خطيرة أثناء اشتباكات قتالية حول مدينة بغداد.
وقد كان يومًا تذكاريًا، فهو اليوم الذي سيبلغ فيه "هانكوك" الحادية والعشرين، هذا العُمر الذي يعد المعبر إلى سن الرشد الرسمي، لكنه سيأتي هذا العام معلنًا المرة الأخيرة التي سيعيش فيها "هانكوك" متمتعًا بذراعيه الاثنين، كما ستكون المرة الأخيرة كذلك التي سيمشي فيها بخطوة طبيعية أو يعرف الارتياح الجسدي أو الرفاهية

كان هذا جزء من مقال في مجلة أمريكية بعنوان الحرب تصل الى الوطن.وكان يتناول موضوع فداحة الخسائر الأمريكية سواء من القتلى أو من المبتورين الذين عادوا من العراق أو أفغانستان.
وأذا تسألت وما علاقة هذا المقال بموضوع الصحوات . أنا أرى أن هذا الموضوع الذي يتحدث عنه المقال وهو الخسائر الامريكية وايضا فشل الاحتلال في السيطرة على موضوع الملف الامني وخاصة في المناطق السنية هو ماجعلهم يحاولوا أيجاد مخرج . فمن يفهم العقلية الامريكية والغربية عموما يعرف جيدا أنهم لايقبلوا بالاعتراف بهزائمهم وخصوصا عندما تكون هزائم مصحوبة بالذلة والهوان .
فالقوات الامريكية لا تستطيع بكل مالديها من أمكانيات. حماية نفسها فضلا على حفظ الامن أو تسليمه للجانب العراقي وأن الاوضاع و الخسائر تزداد سوء بمرور الوقت وأنه من المستحيل بعد مرور أكثر من أربع سنوات لم يتم تسوية الملف الأمني بالعراق بالرغم من كل الأموال التي صرفت على تكوين الشرطة والجيش . فكان المخرج الذي أوجدتة هو مجالس الصحوات. فقد جاءت بعملاء وسلمتهم أموالا طائلة لتجنيد ضعاف النفوس وأظهارهم بأنهم يحاربوا القاعدة وأنهم في مرحلة لاحقة قد تمكنوا من هزيمتها وبذلك تكون ظهرت بمظهر من تمكن من الانتصار في معركة مع المقاومة العراقية . هم يعرفوا قبل غيرهم أن مثل هذا المخرج ما هو الا كذبة ولكن هم لا يحتاجوا أكثر من هذة الكذبة الان للتغطية لبعض الوقت على هزيمتهم حتى يستطيعوا أن يبنسحبوا مع حفظ ماء وجههم . فيكفي أطلاق الكذبة والباقي يقوم به عملائهم في الاعلام وباقي المجالات .
ولكن بالرغم من أنهم حاولوا أن يصوروا مجالس الصحوات على أنها أنتصار على المقاومة الا أنا ارها أكبر دليل على أفلاس الاحتلال . كيف هذا .
أي أنتصار في كون الاحتلال بالرغم ممايملك من قوة وأمكانيات لم يستطيع أن يقضي على المقاومة. وبتكوينه للصحوات أعتراف منه بهذا الفشل . وبالتالي أستعانته بمرتزقة أسماهم بالصحوات.
تكوين الاحتلال للصحوات هو أعتراف بأن المليارات التي صرفت علي الشرطة والجيش وقوات حفظ النظام ذهبت هباء . فكل هذة الكينات التي كونها الاحتلال ليست قادرة علي تنفيذ مخططته
محاولة أعطاء الراي العام صورة أن الاوضاع أخذة في التحسن بالرغم من تأكدهم من عدم بقاء هذة الصحوات أو فاعلايتها في حالة بقاءها . دليل أخر علي أن الصحوات هي مسمار في نعش الاحتلال
فالجوء للكذب لا يكون الا في حالات الضعف والهزيمة للتغطية عليها.

وكما أقول دائما الاحتلال لم يبقى أمامه غير الاعتراف بالهزيمة والاعتذار والانسحاب