موقف "حزب الله" من مشاريع المقاومة الإسلامية
من المعروف أ ن القضية الفلسينية حاضرة دوما في أدبيات حزب الله اللبناني وخطابه الإعلامي والتعبوي و في كل صغيرة و كبيرة وشاردة ووارد ة،وبشكل دائم ومتواصل ، لكن ما خبرناه من أحداث الماضي إن هذه القضية قد التصق بها من يريد الحق ومن يريد الباطل ، فقد سبق و أن شهدنا تواجد القضية الفلسطينية في خطابات وأدبيات العديد من الأحزاب و القيادات،
لكن التمييز فيما إذا كان الالتصاق بالقضية الفلسطينية هو التصاق ذو طابع سياسي و مصلحي أم التصاق ذو طابع إسلامي أو عربي مبدئي تمليه العقيدة والأخوة الإنسانية والدينية ، يحتاج إلى مقاربة شاملة حتى يظهر لنا الحكم الفصل
فيه. نحاول في هذا الباب رصد مواقف وتوجهات حزب الله من مشاريع المقاومة الأخرى في العالم الإسلامي وخاصة في العراق ، أفغانستان، الشيشان .
وقد اخترنا هذه الجبهات على سبيل المثال لا الحصر وذلك على اعتبار أنه الأكثر اشتعا ًلا حاليا في العالم الإسلامي وعلى اعتبار أنه لا خلاف على مشروعية وعدالة القضية في هذه البلدان لدى الجماعات المقاومة والإسلامية.
فطالما أن توجهات "حزب الله " كما يتم طرحها في العلن هي توجهات إسلامية خالصة وتوجهات مقاومة ، فلا بد إذًا من أن يظهر شيء من ذلك من خلال القول أو العمل على صعيد هذه الجبهات الإسلامية، بالطبع هو ليس مطالبًا بذلك ، و لكن المفترض أن يظهر ذلك في مكان ما لديه حتى لو في بعض المراحل القصيرة والمؤقتة . مع ضرورة التأكيد على أن هذه المقاومة (الشيشان،أفغانستان، العراق) هي مقاومة تاريخية نابعة من جذور و أصول إسلامية عريقة ولها تاريخها الجهادي والنضالي في أصقاع العالم الإسلامي و لا تنتظر من حزب الله دعمًا، حتى بالكلام. و على الرغم من أن هذه المقاومة تعاني من محاولات عزل سياسي وعسكري بسبب الحرب العالمية الشرسة عليها تحت ذريعة ما يسمى الإرهاب، إلا أنها نجحت في الصمود و التأقلم و المواجهة وأوقعت خسائر عظيمة في قوات الاحتلال، وهي تحارب أكبر قوتين في الكون الحلف الأطلسي و القوات المتعددة الجنسيات في أفغانستا ن، و الولايات المّتحدة وبريطانيا في العراق إضافة إلى عدد كبير من الدول. ما يعنينا هنا هو مقارنة موقف حزب الله من هذه المجريات لنستخلص توجهه و مآربه و الهدف من ذلك.
أولا: الجبهة الشيشانية:
ويستطيع المراقب أن يحاول جاهد ًا لكي يجد شيئا عن "القضية الشيشانية " في الخطاب العام أو الخاص المعاصر أو الماضي لدى حزب الله فلا يجد . فهل يعقل أن يكون هناك حزب إسلامي له سمعة وباع في المقاومة ومقارعة الظالمين ولا يكون عنده أي إشارة عن إخوانه في المناطق والبلدان الأخرى (كالبوسنة أو كشمير أو الصومال..الخ) و لو من باب الشكليات؟!!
قد يفسر البعض هذا التجاهل التام للمجاهدين الشيشانيين والقضية الشيشانية من قبل حزب الله على أن جهد حزب الله العملي و الإعلامي يتركز على إسرائيل، و إن روسيا لا تدخل ضمن قائمة الاستهداف العملية أو الإعلامية للحزب. لهذا فقد اخترنا الجبهتين الأفغانية والعراقية حيث التواجد الكثيف للولايات المّتحدة وللمصالح الصهيونية ، لنرى موقف حزب الله من المقاومة التي تجري في هذين البلدين ونقيم موقف الحزب على هذا الأساس.
.واحّتل العراق و قد كان خطاب حزب الله خلال هذه المرحلة يركز على وجود محتل أمريكي مع أن التركيز عليه كان هامشيا في تلك الفترة وذلك كيلا يثير الحزب شبهة "الإرهاب" عليه التي توصم بها الحركات الإسلامية بعد ١١ أيلول. ولكن مع مرور الوقت أخذت تتبلور مشاريع المقاومة في أفغانستان والعراق أكثر فأكثر ، كان يفترض تأييد حزب الله في الفعل أو القول لمثل هذه الحركات المقاومة التي تجمعه بها الدين الإسلامي أو عنصر المقاومة نفسه أو العدو الواحد وهو أمريكا و إسرائيل (طالما أن الحزب يدعي دوما أن أمريكا الشيطان الأكبر هو العدو الأساسي ) سواء بصورة مباشرة أو حتى بصورة غير مباشرة فيها "مواربة" أو حديثًا "مجهو ًلا أو بصفة الغائب " كي لا يورط نفسه إذا
اعتبر هذه المسألة توريطًا وليس شرفًا، إلا أن ذلك لم يحصل. لم يكن هناك أي نوع أو صورة من صور الدعم حتى اللفظي أو الخطابي أو الشكلي ، و لم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه ليصبح تهجما وتطاولا بل وتشويها لصورة المقاومة في هذه البلدان ودعمًا للمتعاونين مع الاحتلال. وإن كان السكوت في بادئ الأمر فيما يتعلق بالهجوم الأمريكي على العراق يمكن تفهمه أو تأويله بحجة إن وجود صدام حسين في الحكم من الممكن أن يحرج الحزب فيما إذا أراد الدفاع عن العراق خوفا من أن يتم تأويل كلامه على أنه دفاع عن النظام العراقي ، إلا أن سقوط صدام مع نظامه أسقط أي حجة موجودة عند الحزب ، و كشف حجم التواجد و التعاون الأمريكي - الصهيوني مع المرجعيات الشيعية العليا التي لا يفتأ حزب الله يدافع عنها كلما سنحت له الفرصة*.
وقد قام الحزب في هذه الأثناء باستخدام مخزون الاحترام لتجربته الموجودة في العالم العربي ، لتبرير ما تمارسه المرجعيات والفئات الشيعية في العراق ، حيث اعتبر مواقف الجميع في العراق "اجتهادات"...، وحاول تسويق لجوء
بعض القوى الدينية الشيعية إلى غير خيار المقاومة على أنه اجتهاد ، وان هذا لا .( ينقص شيئا من صدقها في رفض الاحتلال الأميركي!! و في هذه المرحلة ، بدأ حزب الله أيضا باستغلال النقمة العالمية الأمريكية على ما يسمى "الإرهاب" خاصة في العراق ، ليقوم هو بتزكية نفسه أمام الإدارة الأمريكية، فأصدر العديد من البيانات في مراحل مختلفة يدين فيها قتل الأمريكيين في العراق ** و يؤ ّ كد على أن هذا يضر بالإسلام والمسلمين ، غير ملتفت أو مهتم لأمر الإسلام والمسلمين حين يتعرضون لحملات إبادة أمريكية كما حدث في الفلوجة أو الرمادي أو تلعفر أو غيرها!!
بذلك تأكيد تشويه صورة المقاومة العراقية البطلة في أذهان الناس على اعتبار أنه لا يكذب في كلامه .
التلفزيوني بين : "صدامي بعثي و تكفيري إرهابي". ثم أصبح يردد منذ احتلال العراق مصطلحات مثل : العراق الجديد ، التكفيريين، البعثيين ، فلول النظام ، الإرهابيين، الانتخابات الحرة، المقاومة السياسية. و قد بلغ موقف حزب الله و قيادته المتمثلة بالسيد حسن نصرالله من الخزي والعار إلى د رجة تماهيه مع الموقف الأمريكي و الإسرائيلي تماما، ففي نفس الخطبة يقول : " فليتح للشعب العراقي أن يعبر عن رأيه وخياره ، وليتح للشعب العراقي أن يختار نوابه ولو في ظل الاحتلال لأن ذلك وسيلة من وسائل مواجهة الاحتلال!!
هو يردد نفس الكلام الذي كان يردده بوش ورامسفيلد وبريمر ، يريدون إجراء انتخابات فليس في العراق أي مشكلة سوى الانتخابات ، والسيد حسن بعد شتمه المقاومة العراقية يدعو فقط إلى المقاومة السياسية السلمية على طريقة آية
الله السيستاني!!
بل أن مواقف العلمانيين والشيوعيين "الذين يعتبرون خصوم الحركة الإسلامية" أصبحت أكثر تقدمًا بكثير في دعم المقاومة العراقية من مواقف الحزب السلبية ، لدرجة دفعت العديد منهم - من الذين لا يؤمنون أصلا لا بمقاومة إسلامية و لا بالشريعة - إلى الرد على أقواله ومزاعمه ومنهم على سبيل المثال لا الحصر "نوري المرادي " وهو شيوعي عراقي حيث أفرد مقالتين كاملتين حول الموضوع ننقل مقاطع واسعة منهما فيما يلي:
"أيها الإمام الفاضل حسن نصر الله ، فالتكفيريون إخوة لك في الدين وماينسحب عليهم ينسحب عليك . أنت بطل تحرير لبنان وهم أبطال الجهاد وسيبشروك بتحر ير الجزيرة بعد العراق وأفغانستان .... أقول هذا ومستعد لجدالكم عليه متحديًا حتى تنثنون . فإن كنت والتكفيريين على خلاف في شيء فدعهم ويدعوك !.... و الصداميون، هم أيضا إخوة لك، شئت في هذه أم أبيت ! فالصداميون يقاتلون المحتلين الآن مثلك وأشد بدرجات . والصداميون الآن يسيطرون على مناطق بأسرها في العراق محررة لا يدخلها قرد من قرود الاحتلال ولا غلمانه إلا على منيته ... فما هذا التناقض أيها الأمام نصرالله؟! لماذا تدعم آل الحكيم الذين تجسسوا للأمريكان عن حال العراق والمسلمين؟ ! أم تنسى أن المقبور باقر حكيم أفتى لجهة التعاون مع أمريكا وبالضد من أمر الله تعالى بعدم موالاة الكافرين؟"
ومن والاهم . هؤلاء حصر ًا هم الأشد جهالة والأشد أخذ ًا بالترهات والأشد عمالة والأشد إهانةة للدين والتشيع والأشد تكفير ًا لمن ليس على هواهم ! فحاشاك يا سماحة الإمام المجاهد حسن نصرالله والخلط في التعابير والتعاريف ! وبعداك
والانزلاق لموقع لا تقر عليه قدمك ! وأن تعود عن خطل عارض لهو خير لك ( وللملايين من محبيك على أن تأخذك العزة بالإثم!
مقال : "الى الإمام حسن نصرالله ثانية ! عن العمهِ والتكفير!"، نوري المرادي ، )
شبكة البصرة، ٩ ايلول ٢٠٠٥ على الرابط:
http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2005/0905/morad_090905.htm
الموقف الأول: التجاهل التام والشامل واتخاذ موقف اللامبالاة تجاه قضايا جوهرية كالشيشان وأفغانستان والبوسنة وكشمير.
- الموقف الثاني : التهجم والتطاول والتشويه المقصود والعمدي و الإلغاء كحالة المقاومة العراقية و الأفغانية، بل والتماهي مع مواقف المحتل وعملائه.
- الموقف الثالث : التأييد والتشجيع "الخطابي " الدائم والعلني للقضية الفلسطينية.
إسرائيل و أمريكا). فإذا كان التأييد للفصائل الفلسطينية الإسلامية والقضية الفلسطينية تأييد ًا عقائدي ًا فهذا يفترض تأييد المقاومة العراقية لأ ن الطرفين مسلمان ومن المذهب السّني ، والطرفان أرضهم محتّلة ومقاومتهم مشروعة ،
والاثنان يواجهان ما يدعي الحزب أنهم أعداؤه "إسرائيل وأمريكا"، والاثنان عرب - إذا إن هذا يشكل مأخذا مثلا - .
ولذلك، نلاحظ أن الحزب وعبر قياداته يقوم عندما يتم إحراجه بالالتفاف على الموضوع إما من خلال كلام عام شامل هلامي مطاطي و إما من خلال إعطاء مبررات ومسوغات وتأويلات فاضحة لا تستند إلى شرع أو دين أو أخلاق أو عقل ، كما فعل عندما برر موقف المراجع والطبقة السياسية والدينية التي جاءت مع الأمريكيين إلى العراق.
المسؤولية الكاملة عن الأفعال الثلاثة السابقة والتي تصب في خانة دعم الكيان ا
فكيف يمكن أن نجمع ونوّفق بين صورتين متناقضتين لإيران؟ في الصورة الأولى، تدعم إيران إسرائيل وتهيئ السبل لتمكنها من الاستقرار كما حدث في العراق، وفي الثانية، تحارب إيران إسرائيل بواسطة "حزب الله " كما حدث في
لبنان، مع الحرص الكامل على أن تكون الطائفة الشيعية وحدها هي المقاتلة في الجنوب اللبناني.
يكون التوفيق بإدراك أن المقصود من قتال "حزب الله" للعدو الصهيوني في لبنان هو الدعاية والترويج لإيران والطائفة الشيعية على مستوى لبنان والعالم العربي والإسلامي من جهة، ومن أجل التغطية على جرائم إيران في العراق من
جهة ثانية
الإيراني. هذه المصلحة لا تتعلق بمصلحة الحزب بشكل خاص فقط ، إنما بالمصلحة الإيرانية بالأساس . فالمعروف أن تأييد حزب الله لأي مقاومة في العراق – سواء إسلامية أو وطنية أو قومية - يصب ضد مصلحة النظام الإيراني بالدرجة الأولى ، ثم الطائفة الشيعية بالدرجة الثانية . لذلك و من خلال مقاربة المواقف ، نستطيع أن نستنتج أن الحزب يرى إن احتلال العراق أوصل الطائفة الشيعية و خاصة الموالية لإيران إلى الحكم وبالتالي فهذا مكسب لا يجب التفريط به عبر تأييد أي مقاومة عراقية مسلحة ، فما بالك إن كانت المقاومة إسلامية سنية!!
وهذا يبرز حقيقة الموقف الطائفي للحزب و سكوته عن تلاقي مصالحه مع المحتل حيث تنتفع الطائفة الشيعية "الموالية لإيران" هناك من الاحتلا ل الأمريكي وبالتالي يزداد النفوذ الإيراني الذي هو أصل و أساس دور حزب الله ، وصعود
الشيعة في العراق لا بد و اّنه يؤّثر على صعود الأقليات الشيعية في المنطقة وهذا
في صالح إيران وكل ما هو في صالح إيران في صالح حزب الله وسيقبل به.
هناك ٩ تعليقات:
بارك الله فيك تكلم و اشرح و استفض في الحديث
عسى أن يسمع الله بك آذاناً صماً و يري بك أعيناً عمياً و يهدي بك قلوباً غلفاً
فتنت بحزب الله و حسن نصر الله
بارك الله فيك وجهدك رائع في هذا المقال تقبل الله منك ولعلك كنت تسأل عن رأيي في إيران تحضيرا لهذا
:)
للاسف مادرتش اقراء مقالتك لان مفيش كتابة ظاهرة
بس انا بتعجب على التصويت اللى انت عاملة
ازاى ممكن تكون ايران خطر على الاسلام والناس دى بتقول - لا الة الا الله محمد رسول الله
ومش بس كدى
دا كمان دولتهم اسمها ابران الاسلامية ولا يمكن متخفين عشان يضربوا فى الاسلام
جايز !!
lمهندس مصري
مرحبا بك معلقا في المدونة لاول مره
والله ياأخي كلنا علينا مسؤليه في هذا الخصوص علينا تعريف من فتن بهذا الحزب ولكن بهدوء لان الناس الان مازالوا في قمة الانفعال ولن يقبلوا أن يخالفهم أحد. الله المستعان
أخي وأستاذي عصفور المدينة وبارك الله فيك . نعم كنت أحضر لشئ لذلك سئلتك . لم يكن عندي شك أنك لست من المخدوعين وكنت بصراحة أستفزك للكتابه عن الموضوع بنفسك . أكتب أستاذي ونبه الناس منهم فأنا عدد زوار مدونتي قليل . أري أن يصل صوتنا لاكبر عدد ممكن
أخي حرية الفكر والابداع
حاول أن تقرأ الموضوع وتابع الموضوعات القادمة وسوف تعرف لماذا ايران خطر على امتنا . اعلان الاسلام وأتخاذ الاسماء الاسلامية ليست دليل على شئ . عبدالله بن سلول أعلن أسلامه وكان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم وهو أكبر المنافقين .
السلام عليكم عمر
الموضوع طويل شويه هاخد وقت لغايه ما اخلصه ياريت تسيبه شويه لغايه ما اقراه من فضلك
وعليكم السلام رفقة
لن أنشر البوست القادم حتى تقولي لي أنك أنتهيتي منه
رفقة هل قرأتي موضوعات صفحات من التاريخ كلها ؟؟؟ أم فاتك الاجزاء 2 و3 !!؟؟
أسف الموضوع طويل ولكن لم يكن ليعرض في أقل من ذلك
السلام عليكم عمر
الحمد لله قرات الموضوع كله
بجد عرفتنى امور مش كنت اعرفها وللاسف الناس مخدوعه فى حزب الله من يوم انتصارهم فى لبنان
شكرا عمر لتوضيح الامور لينا
ايوه انا قرات الجزء التانى والتالت من تاريخ العراق
جزاك الله خير عمر
ربنا يجعل مجهودك وعملك فى ميزان حسانتك اللهم امين يارب العالمين
معلش عمر طلباتى كتير
من فضلك تخلى التعليقات فى صفحه زى عندى كدة لان الطريقه دى بتضيع التعليق وباضطر اكتبه تانى
إرسال تعليق